نحن اليوم ليس في مرحلة تقييم الادوار النضالية وحساب كم عدد الطلقات التي انطلقت من بندقية هذا او ذاك.. كما اننا ليس في مرحلة توزيع المكافآت ولا محاصصة المناصب بعيدا عن فكرة ان المناضل الحقيقي لا يبحث قطعا عن ثمار تضحياته ولا يبتغي مجد شخصي وبعيدا عن المواقف المتشنجة وردود الافعال الغير محسوبة العواقب وبعيدا ايضا عن وضع التضحيات في ميزان الحساب لقياس المقادير والكميات على اساس اعطني بقدر الدم الذي اهدرته والعرق الذي نزفته في ميدان المعركة. لقد كان هناك تحالف اساسه واهم اهدافه استعادة الشرعية ودحر الانقلابين من كل محافظات الوطن الممتد من المهرة الى صعدة وليس الاكتفاء بما تحقق حتى الان لان ما تحقق وان كان كثيرا الا انه غير مكتمل طالما والعاصمة صنعاءومحافظات اخرى لا زالت تحت سيطرة المليشيات الانقلابية وهذا ما يجب ان نضعه نصب اعيننا اما الحديث عن انني حررت منطقتي او محافظتي واكتفيت فانه سيجرنا حتما للمصارحة كيف حررت منطقتك او محافظتك ؟ وهل كان بإمكانك ان تفعل ذلك دون مساعدة الشريك والحليف الذي منحك قبل كل شيء شرعية ان تحمل البندقية وتقاتل والا لكان تصنيفك بانك ليس اكثر من مليشيات تتصارع مع الطرف الاخر الذي هو مليشيات ايضا ونأتي الى ثانيا واطرحها على شكل سؤال هل كانت ستنتصر البندقية التي خرجتم بها على جيش مدرب ومجهز تجهيز عالي ويمتلك الطيران والاسلحة الثقيلة ويتمركز في اهم الاماكن وتسانده مليشيات ذات امكانيات عالية؟؟ لقد نزفت الضالع ومعها المقاومة في المحافظات الجنوبية وقدمت التضحيات بدون اي امل في تحقيق النصر لقد كانت المقاومة في المحافظات الجنوبية بحاجة للشرعية بالقدر المتساوي الذي تحتاج فيه الشرعية للمقاومة وعلى هذا الاساس تم التحالف الذي صنع ذلك النصر المؤزر حين صارت للمقاومة اولا مشروعية القتال وثانيا توفرت لها الامكانيات والاسلحة ومساندة طيران التحالف الذي حيد سلاح الطيران التابع للانقلابين وقصف تجمعاتهم في كل مواقع التمركز المطلة على المدن. وبدون الخوض في تفاصيل النصر ورجاله والذي سنتركه للتاريخ .. فان الامر الذي يهمنا اليوم هو العمل على اعادة الاوراق الى سلة الاتفاق والاعتراف بان المقاومة الجنوبية قاتلت تحت لواء الشرعية وبالتشارك مع دول التحالف التي اعلنت من اللحظة الاولى انها قدمت الى اليمن بطلب من الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي بهدف اعادة الشرعية وانهاء الانقلاب ان على العقل ان يحضر اليوم اكثر من اي وقت مضى والابتعاد عن بيع الاوهام للشعب والكذب عليه وبان دول {طيسي فيسي} وكبرى وعظماء تدعمنا فليس هناك غير دول تحافظ على تعهداتها للشرعية بالحفاظ على وحدة اليمن والعمل على استعادة الشرعية ودحر الانقلابين وتصنيف كل من يعرقل ذلك في قائمة المعرقلين والمتمردين على الشرعية الا ليت قومي يعقلون وليت بينهم رجل رشيد.. لقد اغفلنا ونحن نسن السكاكين لنذبح بعضنا وباتت الاصابع على زناد البنادق التي تشاركنا فرحة انتصاراتها لترتد علينا دون ان نفكر حتى كيف واين سنحتفظ بتلك البندقية التي قتلت العدو وارتد جنونها ليقتل الاخ والصديق والرفيق اقول لقد اغفلنا ان المعركة لم تنتهي بعد وما زال العدو نفسه متربص بنا جميعا. وهو اكثر اصرارا وعزيمة على العودة بثياب المخلص الذي منحنا انتصارا مزعوما كما يدعي مستكثرا علينا حتى فكرة اننا قد حققنا انتصار وهزمناه كي يثبت للعالم كله باننا غير اهلين لقيادة دولة وبان خلافاتنا على تحقيق مصالح شخصية ومناطقية ستذهب بنا نحو حرب اهليه ومناحرات وخلافات تمنع تحقيق اي تنمية او تقديم خدمات للناس وستشرذم الوطن الى دويلات وهذا بالطبع ما يرفضه بشدة المجتمع الدولي ودول الإقليم والتحالف العربي الذي تعهد بالحفاظ على وحدة اليمن على اقل تقدير حتى استعادة الدولة ودحر المليشيات الانقلابية وبعدها تقرر كل القوى اليمنية شكل الدولة القادمة اكانت اقاليم او اي شيء يتوافق عليه الجميع