في ذكراها ال54هذا هو شعب الجنوب يحتفل بثورته الوطنية ال14 من أكتوبر ويحتشد احتشادا غير مسبوق في واحد من اكبر شوارعه في قلب عاصمته عدن الا وهو شارع الشهيد مدرم في مدينة المعلا ليرتفع فيه الصوت اليوم وغد والاتي من الايام عاليا و بوتيرة تصاعدية حتى يتم تحقيق الاستحقاق الجنوبي الرئيسي وهو الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية . هنا من لايريد لنا كجنوبيين أن نتحرر بل ويعمل بقوة لجعلنا ان نخوض في الوحل وكأنه قدر ومصير لا خلاص منه ابدا.. هؤلاء هم المغردون خارج السرب الجنوبي ويحسبون أنفسهم جنوبا ودافعهم بلا شك مصالح فقدوها، و هؤلاء ورائهم شركاء الفيد ونهب الجنوب خلال السنوات الماضية وهناك أيضا من صورت له أوهامه أن ثمة فارق بين الشعب الجنوبي وحراكه السلمي وايضا مجلسه الانتقالي الذي لم يدرك هؤلاء بعد انه طور جديد اخر من أطوار النضال الجنوبي باتجاه تحقيق الهدف السامي والنبيل المشار اليه سلفا.. وهؤلاء لابد لهم ان يستوعبوا الدرس وأن يعودوا الى جادة الجنوب وما عداه اما عمالة رخيصة ومناكفات لا جدوى منها، أو أنه الغباء بعينه والعياذ بالله.
اليوم.. قال الشارع في الجنوب كلمته وكان الأذكى بفطرته وسرعة بداهته السياسية ممن يدعون زيفا انهم ساسة وأثبتوا لأنفسهم أولا ولنا وللعالم وبما لا يدع مجالا للشك انهم عكس ذلك تماما، وأنهم أي كلام ليس الا.
سيبقى الشارع الجنوبي وفيا لقضيته مساندا لأحراره داخل المجلس الأنتقالي الجنوبي مادام هذا الأخير وفياله ولقضاياه العاجلة والمصيرية وفي مقدمتها القضية الجنوبية ودون اعوجاج او انحراف أوتلاعب بها ومتى بدا منه ذلك فهذا الشعب لا ولن يرحم خاذليه أبدا، ولن ييأس مهما طال المسار أو به تعثر.. هذه حقيقة ومن ينكرها عليه ان يعود قليلا الى الوراء ليتعظ ويتعلم قبل فوات الاوان.
شيء يفرض نفسه علينا في هذا المقام وهو مقام الثورة التي نحتفل بها وهو ان ارواح الشهداء .. كل الشهداء الجنوبيين ورمزهم هنا الشهيد مدرم قد ارتاحت في فسيح جنات خالقها ومالك امرها وراحت تحلق مباركة اجتماع ارادتهم مجددا على ذات الهدف الذي سقطوا لأجله منذ خمسة عقود ونيف .. فعلا .. لقد تبسم الشهداء حقا.