لقد ساد بين ابناء عدن في الفترة الاخيرة جو من الطمأنينة وشيء من الارتياح بعد ان هدأ وهج حرارة مسلسل الارهاب الذي أوغل في حصد ارواح بريئة عقب تحرير عدن والتي تعوٌد الناس على متابعة حلقاته بشكل يومي عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحف ووسائل الإعلام الاخرى بألم وحسرة ومما كان له أثر سلبي في نفوس جميع ابناء عدن والجنوب فقد حصدت بعض تلك الاعمال الارهابية ارواح العشرات من العسكريين في ثواني معدودة ، ولا احد يستطيع ان ينكر دور الاجهزة الأمنية في كشف بعض مرتكبي تلك الجرائم ووقف حدٌة سير هذا المسلسل الرهيب وبشكل كبير ، وان كان لازالت بعض جرائم القتل ترتكب في أوقات متباعدة. ولكن ما حدث مؤخراً مثل صدمة هزت كيان ابناء عدن وأعادت لذاكرتهم كابوس ذلك المسلسل وجراحاته المؤلمة ، فكان اغتيال الشيخ والتربوي القدير فهد اليونسي فجر الاربعاء عند ذهابه ليأم المصليين في مسجد الصحابة في احد احياء المنصورة جريمة بشعة بكل معنى الكلمة ، كما جاء اغتياله مباشرة بعد فاجعة مقتل الشيخ والداعية ياسين العدني بايام قليلة من خلال تفخيخ سيارته، ولحق ذلك باقل من اسبوع محاولة اغتيال أخرى صباح يوم الاحد الماضي لإمام مسجد الرحمن بمنطقة اللحوم التربوي محمد علي الناشري فقد اكتشف بالصدفة عبر قنبلة زرعت اسفل سيارته اكتشف أمرها بالصدفة فتم تفكيكها وكتب له النجاة . من المستهجن إطلاق احكام مسبقة في مثل تلك القضايا الخطيرة والحساسة ايضاً ، فمن الملاحظ -في بعض وسائل التواصل الاجتماعي التي اصبحت تمثل جهاز إعلامي خطير وبدون رقيب ولا حسيب والتي تفوقت في انتشارها بين الناس على وسائل الإعلام التقليدية - كيف يتم توجيه التهم جزافاً بل الإدنات وذلك استناداً على تسجيل او خبر بسيط ومدى تصديق كثير من الناس وثقتهم بثبوت هذه التهم!. أرى ان على الاجهزة الأمنية يقع واجب كبير في كشف الحقيقة من خلال الامكانات والخبرات المتراكمة المتوفرة لديها واطلاع الرأي العام بخيوط وملابسات تلك الجرائم وتحديد اهدافها وهل المقصود منها رجال الدين؟ ام زعزعة الأمن والاستقرار في عدن،. كما ينبغي على بعض المسؤولين في الأمن الابتعاد عن التصريحات العقيمة التي تستفز باستخافها بوعي الناس الذين يدركون مدى بعد هذا التصريح عن المهنية والحنكة، كتصريح يقول توصلنا الى معرفة مرتكبي تلك الجريمة وسوف نقبض عليهم خلال الاسابيع او الاشهر القليلة القادمة! فمثل تلك الجرائم التي تهز كيان المجتمع لبشاعتها لا يعقل الانتظار شهور للقبض على مرتكبيها بعد معرفتهم! كما يعطي الجناة المجال للهروب من الملاحقة والضبط. وبغض النظر عن ذلك التصريح في تقديري ان اجهزتنا الأمنية عندها الكفاءة لتتبع خيوط تلك الجرائم التي تزعزع أمن المجتمع والقدرة على اكتشاف ابعادها والوصول الى مرتكبيها الا اذا لم تكن هناك محاذير تفرضها جهة سياسية تعرقل وتتستر عن مرتكبي تلك الجرائم ولا تريد ان يعم السلم والأمن في عدن والجنوب ، فإن حدث هذا لا يستطيع القلم ان يوصف حجم الألم والحسرة ولكن اللسان والقلب ينطق بصوت عال حسبنا الله ونعم الوكيل.