الكل فيها سادة ، لكنهم خدم .. قريتنا مؤمنة تطيل من ركوعها .. تطيل من سجودها ، و تطلب النصر علي عدوها من زعيم صنم .. في كل نقطة ترفع العلم .. حتي صار الوطن بحجم الورم .. تتخد الحالة السياسية اليمنية شمالا وجنوبا في المرحلة الراهنة أشكالا غرائبية و تجعل حياتنا اليومية شهية بمسرحية ،، التركة ،، من ذلك الدراما المسمية الواقعية .. الحرية ،، يمتزج المعقول باللامعقول و المنطق بالخيال علي نحو يجعل واقعنا في بعض الأحيان يتجاوز الفانتازيا و الكوميديا بالسخرية . و المعترض علي ذلك يتأمل حالات معروفة الى هذا اللحظة كلها علي واقع الأرض مشاريع كذابة فقط ، تواصلها لحلقات قديمة و تولد نفس النظام السابق و لكن اشد قبحا ، فلن تقوم قائمة لهذا الوطن اذا لم تتغير العقلية و النظام و هذا الثورات التي نراها اليوم في الساحات هي استمرار للقباحة التي ورثناها من أنظمة سابقة نتنة غير مرغوب فيها إقليميا و دوليا بل مقرفة و للأسف الشديد هؤلاء القادة الجدد من مصالحهم القروية و المناطقية أرادوا ان يركبوا الموجه نفسها و الاستفادة من القرية و العقول السابقة ولكن بصورة خبيثة مغلفه باسم التحرير و الاستقلال والعدالة الاجتماعية و الفدرالية و الشعارات التي ملينا منها وانخدعنا بها للاستهلاك المحلي ، و الواقع يقول غير ذلك فالضالع اليوم تنسخ نظام عنتر و شايع و مصلح في المناطقية بقيادة البيض والزبيدي و يحي غالب الشعيبي و شلال .. و عبدربة منصور و حسين عرب و الميسري و لخشع و العيسي و جلال هادي . تنسخ نظام علي ناصر محمد ،فاذا نحن بين كماشة الطغمة و الزمرة ، في المناطقية و لكن الى متي هؤلاء الأغبياء سوف يوعون عن هذه المرحلة و التخلي عن الماضي ، لان الانتكاسة للجنوب في هذه المرحلة يعني دفن القضية الجنوبية و قد بدأت ملامحها في الانهيار و خاصة عندما تم استقطاب عناصر من أركان عفاش في المجلس الانتقالي ، تأملوا حالات معروفة مثل بن بريك و لملس و انتشار صورهم في الميادين و النقاط الأمنية و غيبت صور الشهداء ، و الظهور المفاجئ للجماعة السلفية الذي يقودها هاني بن بريك وتسابقها علي المعسكرات و المقاعد ، يطرح استفسارات عدة علي تلك الجماعة والهدف من هيمنتها في عدن وعلي القرار العسكري والسياسي لفريق يخدم أجندة خارجية و ليس لهدف تحرير الجنوب ، لذا اورد مزيد من الأمثلة الدالة علي ان الجنوب تجتاحها حالة جنون من نوع خاص لا يستطيع اشهر المحللين النفسيين ان يجد سبيلا لفهم و علاجه علي افتراض انهم يفهمون او يعالجون الحالات النفسية للسياسيين الجنوبيين . وهيمنة قرية علي مفاصل الدولة العسكرية بالمقابل هناك قرية مهيمنة علي الأجهزة الأمنية في عدن ، و مع ذلك فلابد للعقل ان يترصد هذه الوقائع جميعها لفهمها و يسعي جاهدا للوعي بمفردات الواقع الغرائبي في جنوباليمن الغريب ان الجنوبيين اختاروا فرعون جديد جاء من القرية ولم يأتي من صندوق الانتخابات ، فقد اختار شعب الجنوب فرعون بالمناطقية و بالوراثة العسكرية و بأقلية قروية ، و فرعون الجنوب إمامة فرصة عظيمة للدخول للتاريخ السياسي رغم انه قروي بعقلية عسكرية مرحبا سيدي ، و من اخطر مظاهر المناطقيه للمخالفين لهم بالراي ، التجييش للأعلام واستخدامه ضد معارضيهم ، مع استخدام البطش والاختطاف و الاعتقال بتهم سخيفة فتكون النتيجة كارثية وخير ذليل علي ذلك الاغتيالات في عدن لتصفية خصومهم السياسيين والعسكريين و حتى أئمة المساجد لم يسلموا من ذلك ، فعل فرعون الجديد ان يحذر من ذلك المربع وان يحظره من هناء و ان يحفظ عقلة و لسانه و مجلسه وان لا يستهزأ أو يستعلاء أو الاستهانة بالأخرين وعلية ان يعلم ان الاحتقار الناتج عن استعلاء واستهزاء السابقين هو الذي اسقط و جاء باللاحقين و لو كان الرفاق المتصارعين احترموا عقول الأخرين لمكان اختاروا فرعون نفسه يقودهم رغم انه جاء عن نتائج ثورة شعبية ، علية يتوام مع ذلك بالسير قدماء بعيد عن القرية حتي تبلغ الثورة مداها و لن يكون ذلك الا بقدرته علي التفكير و عدم تقيده بالزمرة او الطغمة او بسيده وعلية اتخاذ القرار بشكل ثوري لكي لا يقع في أنماط القرية و الزمرة و السيد و علية ان يؤسس لعصر جديد و عقل جديد و نهيج جديد لوطن جنوبي جديد بعد التحرير