الموضوع لا يختص بسفينة واحدة.. الموضوع يختص بخطوط ملاحية تملك عشرات السفن التي تجوب موانئ العالم.. فعندما تحدث أي اضطرابات أو مشاكل في أي ميناء في العالم وحتى الاضرابات العمالية فإن هذه الخطوط تمنع سفنها من زيارة ذلك الميناء تجنباً لأي مشاكل قد تسبب تأخير الباخرة لأنهم مقيدين ببرنامج زمني محدد ولزاماً عليهث اتباعه حتى يوفوا بإلتزاماتهم أمام زبائنهم. أعود لموضوعنا.. مطالبة التحالف بطرد السفينة التي هو نفسه سمح لها وأعطاها ترخيص الدخول لميناء عدن -وهذا الإجراء فرضه التحالف بعد حرب 2015 على عدن- هذا التصرف غير المبرر يسبب مشاكل كبيرة لنا وللخط الملاحي وللتجار أصحاب هذه الحاويات.. والله وحده يعلم ما النوايا خلف ذلك.. ومهما كانت أسبابهم فأن عليهم عدم التدخل في عمل الميناء.. ومن حقهم تفتيش الحاويات بعد نزولها.. لكن ليس من حقهم طرد أي سفينة أو مضايقة طاقمها. إننا في محطة عدن للحاويات كإدارة وموظفين حريصين بشدة على جذب الخطوط الملاحية ليستمر ميناء عدن في نشاطه كونه الرئة التي تتنفس منها عدن وبقية المناطق. والجهود التي تبذلها الإدارة ليظل ميناء عدن مستمراً في خدمة السفن دون تأخير من خلال الاستمرار بشراء قطع الغيار للكرينات والمعدات والجهود التي يبذلها الموظفون لخدمة السفن وتنزيل الحاويات بزمن قياسي هي جهود جبارة لا تعلموها ولا تعلمها الحكومة ولا أي جهة.. فالإدارة والموظفون يعملون بصمت وإخلاص ولذلك استمر نشاط الميناء بفضل الله على رغم ورود اسم بلادنا تحت الحظر.. ووسط خذلان محلي ودولي.. لكن لطف الله ورحمته بنا ومعونته لنا أدت لاستمرار الميناء في عمله وهو المرفق الحيوي الوحيد والذي استمر بعمله بكفاءة منقطعة النظير -دون الاعتماد على أي جهة محلية أو خارجية - وتمكنا بفضل الله وحده من شراء رافعتين لحمل الحاويات الممتلئة ًReach Stacker في العام الماضي واشترينا إثني عشر قاطرة Terminal Tractorsوصلت قبل شهر من دَخْل الميناء.. كنا ولا زلنا كإدارة وموظفين حريصين أشد الحرص على نقل صورة حسنة للخطوط الملاحية والسفن رغم الأحداث الإرهابية التي شهدتها عدن لكن اصرارنا على طمأنتهم والترحيب بطواقم السفن وإهدائهم بعض الهداية التذكارية كل تلك كانت إيجابية الأثر.. وشراء قطع الغيار للمعدات يمثل أحد التحديات الحقيقة لإدارة الميناء وذلك لصعوبة التحويلات البنكية والتي تمتد إلى سبعة أشهر لتصل الأموال للشركات المصنعة حتى يرسلوا قطع الغيار لتستمر معداتنا بالعمل.. كل تلك التحديات والمصاعب لن نقبل بأي حال من الأحوال أن تذهب أدراج الرياح بسبب تصرف طائش من قيادة التحالف في عدن أو أي جهة مهما كانت حتى الحكومة النائمة في العسل.. لن نسمح لهم بأي إجراء يضر ميناءنا الحبيب. وإلتفاف أهل عدن حول ميناءهم هو أكبر مساعد لقيادة الميناء والموظفين لردع أي تدخل من أي جهة لتعطيل عمل الميناء. وأخيراً نرجو من الجميع عدم تسييس نشاط ميناء عدن.. وللمرة الألف نقولها : جنبوا عدن وأهلها وميناءها ومطارها وبنيتها التحتية من أي تسييس أو اي صراع سياسي واتقوا الله فينا. أحببت أن أضع امامكم هذه المعلومات التي لا تعرفوها .. وهي تمثلني شخصياً وأتحمل مسؤوليتها أمام الله رب العالمين. حفظ الله عدن وأهلها.. وعجل الله بالفرج العام لنا وللأمة الإسلامية. وعطروا قلوبكم بالصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.