عاصمة الثقافة الإسلامية وقبلة العالم الإسلامي وحاضرته الثقافية للعام 2010م الغناء تريم بمحافظة حضرموتجنوباليمن مدينة معروفة على مستوى العالم أجمع ، ومن أشهر مدن محافظة حضرموت واديها وساحلها ومدن اليمن عموماً ... كما إنها تعد عاصمة وادي حضرموت الدينية والروحية لكونها كانت وما تزال مركز إشعاع ديني متميز يشع منه نور العلم و المعرفة منذ ظهور الإسلام ومنبع متجذر لمدرسة حضرموت الأصيلة ، وأقيمت فيها منذ القدم زوايا تحفيظ القرآن الكريم وتدريس الفقه الإسلامي والأربطة الدينية ومراكز تعليم وتحفيظ القرآن الكريم ومعاهد الدراسات الإسلامية والكليات مثل((معهد رباط تريم للعلوم الشرعية ومعهد دار المصطفى للدراسات الإسلامية وكلية الشريعة)) وغيرها . وعرفت مدينة تريم عبر القرون الماضية و اشتهرت بالعلم و التقى و الصلاح وكثرة المراكز العلمية ولذا كانت منهل العلم الذي يغترف منها طلاب العلم الشيء الكثير في مختلف فروعه سواء أكان الفقه أو النحو أو الصرف أو المنطق أو البيان أو علم التفسير أو علم الحديث و كتب السنة وسرد بعض مؤلفات الصوفية وعلم الفلك و المواقيت لضبط أوقات الصلاة وغيرها من الأوقات و السيرة النبوية وغيرها من هذه العلوم المفيدة من علم الحساب وفقاً ومنهاج محكم للمدرسة الحضرمية الأصيلة . وتشتهر مدينة تريم بكثرة مساجدها والتي بلغ عددها((360)) مسجداً بعدد أيام السنة الهجرية ، أما عدد المساجد المعمورة فيها يتجاوز المائة مسجد بقليل بعد أن تم ضم البعض منها إلى بعض كما هو الحال بالنسبة لمسجد الجامع الكبير الواقع في وسط السوق التجاري العام بالمدينة والذي بني كما يقال على أنقاض ثلاثة مساجد. . ولأبنائها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في نشر الدين الإسلامي الحنيف في أنحاء المعمورة في الكثير من البلدان التي هاجر إليها العديد منهم مع بدايات القرن الثاني عشر الهجري كأفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا وأستراليا وغيرها حيث عملوا على نشر الدين الإسلامي الحنيف في هذه البلدان واستقروا فيها وعملوا بالتجارة وكونوا لهم هناك ثروات طائلة , ثم عاد أولاد البعض منهم والأحفاد إليها وشيدوا فيها العديد من البيوت التي هي إلى القصور أقرب ، متأثرة بأساليب البناء السائدة في جنوب شرق آسيا آنذاك من حيث الأقواس والنقوش العمرانية . والغناء تريم مدينة تزهو اليوم بقصورها الساحرة الباهرة للأنظار والمبنية من مواد البناء التقليدية المحلية ((كالطين والتبل)) وكذلك بمآذن مساجدها المتنوعة والمختلفة المنتشرة في كل مكان والبالغة ((360)) مسجداً كمئذنة مسجد المحضار الشهيرة والمعروفة بارتفاعها الشاهق والتي تعتبر آية في الإبداع والفن المعماري الرائع والتصميم والتنفيذ الهندسي الجميل والمتميز ، حيث بنيت من الطين والتبل وبأيادي تريمية بحتة ويبلغ ارتفاعها حوالي 170قدماً ، إضافة إلى مخطوطاتها الثمينة والنادرة المتواجدة في ((مكتبة الأحقاف للمخطوطات)) التي تعد كنزاً حقيقياًً ومنجماً من الذهب و الألماس للكثير من المخطوطات القديمة و النادرة والتي تحوي ما يزيد عن ((5500)) مخطوطة من أمهات المخطوطات الثمينة والنادرة . فكل ذلك هذه الصفات التي ذكرناها عن تريم وتميز أهلها بالوسطية والاعتدال في نشر تعاليم وعلوم الدين الإسلامي الحنيف والثقافة الإسلامية والدعوة إلى الله في أصقاع شتى من العالم بالحكمة والموعظة الحسنة بعيداً عن الغلو و التشدد والتطرف هيأ هذه المدينة لتتبوأ مكانة عظيمة اختيرت بسببها لعضوية منظمة المدن والعواصم الإسلامية كمدينة عضو عام 1990م ، كما احتلت مكانة سياحية وتراثية وتاريخية وثقافية وأدبية وفنية عظيمة يتهافت الزوار و السياح لزيارتها من مختلف بقاع المعمورة ، ولهذا تم اختيارها من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم ((الإيسيسكو))عاصمة للثقافة الإسلامية وقبلة للعالم الإسلامي وحاضرته الثقافية للعام 2010م . ورغم كل ذلك وكل هذا وذاك ألا أن ما حدث فيها منذ فترات وما مستمر إلى هذه الأيام شي يصيبك بالحيرة والدهشة والاستغراب والغثيان من هول حدوثه في هذه المدينة الطاهرة. فما حدث ويحدث فيها من مصائب وفضائح يشيب منها شعر الرأس وتشيب بالشاب تهدف في مضمونها إلى إشعال نيران الفتنة ((التي لعن الله من أيقظها وهي نائمة)) والتناحرات وزرع الأحقاد والكراهية بين أهالي تريم شي لا يصدقه عقل بشر ولا يتوقعه أي عاقل ، فما حدث فيها من اغتيالات وعمليات قتل ممنهجه واختطافات ومداهمات كيدية ناقمة وما حدث في مناطقها مثل دمون والسويري وروغة ومشطه والغرف والمسيلة والنويدرة والحاوي والمجف وعيديد والسوق وخيله والمحيظرة بين أهاليها وغيرها من المناطق من فتن وأحقاد وكراهية بين الأهالي شي لم يكن في الحسبان ولا يخطر على البال ولا على الخاطر إطلاقاً . وحدوث كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك من يغذي هذه الفتن ويدعم إشعال نيرانها وإثارتها ويقف خلفها وهناك من يوجهها ويخرج سيناريو افتعالها ويلعب بنيرانها من خلف الكواليس المخفية من أجل تحقيق أهداف ومآرب ومصالح شخصية وطبقية ومناطقية وقبلية وانتقامية بعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومنهاج المدرسة الحضرمية الأصيلة والقوانين وكل الأعراف والتقاليد ولغات العقل والمنطق وكل المصالح العليا لتريم على وجه خاص وحضرموت خصوصاً والوطن اليمني عموماً . فما حدث ويحدث يأتي على خلفية أسباب لم نعهدها ولم نتصورها سواء كانت ألعاب رياضية أو عادات القنيص والحويف أو الأراضي أو مشاريع المياه أو المكونات السياسية والحزبية والدينية والطبقية أو الانتقامات أو نهب قوافل المواد الإغاثية والمساعدات الغذائية أو أسباب الحقد الدفين الذي يكنه البعض لمنتسبي المدرسة الحضرمية الأصيلة أو غيرها من مثل هذه الأسباب الدنيئة والهشة والتي هي مجرد عذر أقبح من ذنب كون الاختلاف أو التنافس فيها لا يؤدي إلى أية إفساد للود والمحبة والعلاقات الاجتماعية الحميدة والحميمة بين الأب وأبنه والأخ وأخيه والابن وخاله وصهيره وأبناء المنطقة الواحدة وأبناء المديرية والمحافظة والوطن عموماً . فعملية زراعة الأحقاد والعداوات والبغضاء والانتقامات في الصغار من قبل جهات وجماعات متناقضة ومتصارعة فكرياً وطائفياً واجتماعياً وسلوكياً وأخلاقياً ودينيا وتعليمياً ونفسياً لا يجب السكوت عنه ، كون هذا العمل الخطير ينذر بحدوث عواقب وخيمة في المستقبل القريب وينبأ بكارثة محدقة وعظيمة لا تحمد عقباها . إننا نستغرب كل الاستغراب من سكوت كل العقلاء وعقال الحارات وأعضاء المجالس المحلية بالمناطق وقيادات السلطة المحلية والمجلس المحلي ومجلس تنسيق عقال الحارات ومعهم كل الوجهاء والنبلاء والشخصيات والعلماء والدعاة والخطباء والوعاظ والمثقفين وغيرهم تجاه ما حدث ويحدث في الغناء تريم من فتن وتناحرات وانقسامات ومقاطعات غير أخلاقية وغير إنسانية . ولكن مهما سكتوا أو تجاهلوا ما يحصل فيها فعليهم أن يعرفوا ويفهموا تماماً أن تريم ستظل دائماً وأبداً عصية عليهم وعلى كل أصحاب العقول المتحجرة وأصحاب عقليات الغاب العفنة .... وبعيدة عن السير على نهجهم الإجرامي الكارثي وتعاليم مدارس دينهم الجديد ..... مهما كانت المغريات ومهما كانت الحماقات ومهما كانت الغوغائيات ومهما كانت الجرائم الذي سترتكب بحق تريم وأهلها . إننا بهذا نوجه صرخة مدوية لكل الذين تعز عليهم تريم ويقدرون المكانة العظيمة التي تحتلها على مستوى العالم أجمع ، متمنين منهم أن يرفعوا أصواتهم عالياً ويطالبوا بكل شجاعة وجرأة بإنهاء هذه الأفعال المشينة واللعينة وتوقيفها عند حدها بأسرع وقت ممكن ووضع الحلول المناسبة لها الكفيلة بحسمها وإعادة المياه إلى مجاريها بعيداً كل البعد عن كل أنواع المكايدات السياسية والحزبية والمناطقية والقبلية الكاذبة والزائفة ، والتعامل بالواقع والمنطق الملموس ولغة العقل والمنطق قبل أن يحصل ويحدث ما نخافه لأن ساعتها سنلعن اليوم الذي نسينا فيه تريم والحاقدين عليها ، و والله صدقوني إن كل الأجيال القادمة من أبناء مناطق هذه المدينة الطاهرة لن تسامح كل المتسببين في مسح الصورة الجميلة لتاريخ تريم وتراثها الثقافي والمعماري والفلكلوري الشامخ ومعالمها الحضارية الناطقة للأعيان والمتسببين في الخروج عن النهج النوير والمستقيم لمنهاج مدرسة حضرموت الأصيلة وأدبياتها وأخلاقياتها وأصولها وتميز أهلها بالوسطية والاعتدال في نشر الثقافة الإسلامية والدعوة إلى الله في أصقاع شتى من العالم بالحكمة والموعظة الحسنة بعيداً عن الغلو و التشدد والتطرف وفقاً ومنهاج مدرسة حضرموت الأصيلة ((المدرسة النموذجية والفريدة في كل شي)) فهل يدركها ويعقلها العقلاء ويتداركوها قبل أن يقع الفأس على الرأس وساعتها لن ينفع الندم أم يتركوا الحابل على الغارب لهدف في نفس يعقوب إننا لمنتظرين وإنا غدٍ لناظره لقريب .