يقول الله تعالى {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم ولعل ما يحدث في هذه الايام للوافدين في السعودية ابتداء لتنفيذ اقرار رسوم الضريبة 400 ريال شهريا على العامل الوافد اي 4800 سنويا والتي ستطبق ابتداء من شهر 2018/1م إضافة إلى الرسومات الأخرى وهي لاشك انها ستكون أعباء اضافيه للوافد واخص هنا بالذات المقيمين اليمنيين الذين قد يكونوا أكثر الجاليات عددا وأكثرهم ضررا وربما يكون قد وصل تعدادهم أكثر من مليون نسمه وأغلبهم من ذوي الدخل المحدود ويعملون في محلات تجاريه ومطاعم وورش صناعيه و قد لا تتجاوز رواتبهم الفين وأن كثرت ثلاثة الف ريال ولا يستطيعون دفع هذه الضريبة وسيعودون لاشك الى وطنهم وأن كان هذا حق سيادي للدولة السعودية ولا خلاف عليه في اتخاذ كل ما تراه مناسب من قوانين او اجراءات تحد وتقلل من تكاثر العمالة في بلدها . ولكنى هنا أوجه سؤالي إلى قيادة المملكة السعودية رعاها الله وخادم الحرمين الشريفين حفظه الله هل من المنطق أن يعودوا هؤلاء إلى اليمن في مثل الوقت وفي هذه اللحظة الراهنة واليمن في أسوء حالاتها وانهيار للدولة ومؤسساته و كلنا يعرف أن الحرب مشتعلة منذ ثلاث سنوات ولم تتوقف ونزوح جماعي للأسر اليمنية من منطقة إلى منطقة أخرى أمنه من لهيب الحرب وضراوتها وتردي الأوضاع الأمنية وتوقف معاشات الكثير من الموظفين والعسكريين وارتفاع الاسعار الغذائية بعد أن توقف التجار عن الاستيراد بعد الحصار المفروض على اليمن بسبب الحرب وهو ما جعل الناس تعاني ويلات هذه الحرب وقساوتها ولولا حوالات هؤلاء المغتربين لكانت الكارثة أشد وأعظم . كما أن عودة المغتربين إلى اليمن سيجعل منهم لقمة صائغة يستفيد منها العدو المتربص الحوثي وسيتم زجهم وتجنيدهم في الحرب ولا شك أيضا أن البعض سيقول من أخوتنا السعوديين ايش دخلنا نحن هذه قضية تخص اليمن وليس السعودية وهذا هو الخطأ بعينه ان ما يحدث في اليمن هو صراع اقليمي و دفاع عن امن المملكة والخليج من التوسع الفارسي وان المملكة ودول التحالف هي شريك فاعل في هذه الحرب الدائرة في أرض اليمن ومن يدفع ثمنها هو المواطن اليمني المغلوب على أمره . ولهذا أن عودة المغتربين اليمنيين ماهي الا مأساة أخرى تضاف الى اليمن و سيزيد من معاناة اليمن أكثر مما هي عليه من بؤس ومعاناة أليس كان من المفترض أن تتريث قيادة المملكة السعودية في قرارها هذا او حتى يستثنى اليمن حتى انتهاء الحرب ولا نزيد من معاناة اليمن اكثر مما هو يعانى وكما وقفت السعودية مع اليمن في الحرب وكانت شريك قوي في دحر قوى المجوس والمد الفارسي وقدمت الكثير من المساعدات من الدواء والغذاء للنازحين في المناطق المحررة ولا غرابة ولا عجب في ذلك من بلد الكرم والعطاء ونحن لا ننسى ذلك ولا يمكن ان نجحد من عطائهم وكرمهم لنا في المناطق المحررة وقالها أبناء عدن والمناطق المحررة شكرا سلمان مرارا وتكرار في كل مكان وفي الشوارع والطرقات وعلى أسطح البنايات رفعت الرايات وصور واعلام المملكة وقالها الشعب شكرا سلمان وشكرا المملكة وشعبها ولولا دعم المملكة ودول التحالف وحوالات المغتربين اليمنيين لكانت اليمن في مجاعة لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيل . ولذا نرجو ونطلب من المملكة السعودية وقيادته ان تعيد النظر والتأمل للوضع في اليمن قبل تنفيد هذا القرار لما ما قد يكون سبب في أضرار انسانيه ومعيشيه لا تسطيع اليمن ولا حتى دول التحالف تحمل عواقبها .