تتوالى بشكل دراماتيكي ،لا مثيل لها ،لعل هذه الاخيرة هي القاصمة ،بعد نكبة يونيو 1967م ،ثم نكبة النظام الاشتراكي، مرورا بنكبة عفاش. بمنتصف العام 2015م راود اهل عدن بعد تضحيات جسيمة حلم وأمل بكشف الغّمة، وحلول السلام والنعمة، والعودة لزمن جميل ،ولو قليلا مما كانت فيه ،قبيل 1967م ،عندما كانت ميناء عالمي بامتياز، تنافس فيه دول كبرى. تبخر الحلم ،وتحول الى اسوأ كابوس من بين كل الكوابيس التي حلت بها سابقا، وها هي اليوم، تنزف مرارة وقساوة وآلام ومصائب ،لم يسبق لها مثيل ،مع كل الأسف. يتساءل كثيرون ،عن الاسباب لهذا الحال ،بينما مدينة مأرب ،ثم المكلا وسيئون ،بل وحتى المدن التي لازالت تحت سلطة الطرف الآخر، افضل حالا من عدن بمئات المرات. التساؤل في محله ،والعجيب ،ولكن وفقا لقراءتي المتواضعة ،فان ما من احد للأسف قد لامس الجُرح، وشخّص الاسباب الحقيّقية، لذلك. كاتب الاسطر، يجتهد هنا ،واننا لنزعم باننا قد وجدناها، وهي قصة مؤلمة لبعض القوى ،التي تُلدغ دائما لمرات وتعيش حالة النرجسيات النضالية الفارغة. اظن اننا اذا ما تمعنّا، وبقوة حدس فَطِنةٌ، سنكتشف كم ان تقاطع للمصالح قد تم بصورة غير معلنه وبطرق الاحتيال والمخاتلة ،بين قوى هي بالفعل ،تعيش حالات اختلاف مع بعضها ،بل وحالات صراع حقيقي ايضا بين بعضها مع بعض آخر. - قوى شمالية مؤثرة ،في طرف الشرعية فضلت دون افصاح عن رأيها، ان لا يتم اعتماد عدن ،كعاصمة مؤقته لليمن، لأهداف ومصالح خاصة، من ناحية. ومنعا لتنمية توفر بنية تحتية قوية، قد تسهل وتمكن الحراك لاحقا في اي تسويات من الحصول على اهداف الاستقلال. - قوى من التخالف ،خَدعَت قوى الحراك ،ودفعت به لاستفزاز الشماليين بالنفيخ الاعلامي ،واعلان مطالب الاستقلال المبكر، مما عزّز لدى الطرف الاول عاليا ، شعوره بصواب افعاله، المعرقلة ، لاعادة، اعمار عدن. - هناك اهداف خاصة ،بهذا الطرف من التحالف ،تعتريه مخاوف من احتلال عدن ،موقع متقدم في الانشطة البحرية والتجارية ،تعرقل تنمية بلدانهم وموانئهم ،وهو ما خلق الحالة،من تقاطع المصالح ،مع المعرقلين اعادة اعمار عدن ،واحياء نشاطها. - قوى الحراك الداعية للاستقلال.بقيادة من افسح لهم نظام الشرعية، وبدعم التحالف ،بتقلد مناصب حكومية هامة ،مارسوا كل الافعال العلنية واستخدموا نفوذهم الحكومي ،وامكانيات الدولة ،لمنع اعتماد عدن عاصمة مؤقته لليمن ،بحجة ان هذا سيمنع منح الجنوبيين لاحقا ،اي حقوق قد تفرض وهو تصرف غبي وساذج ،وتنحية لاي اعمال للعقل ،من قبل هؤلا ،ولعل الانانية والذاتية، تحكمت في الامر، ولا اقول المناطقية، واسهموا دون ان يدروا في تحقيق ما تمنوه من يسمونهم اعداء للجنوب ،واضاعوا فرصة لن تتكرر، بوضع اسس ،لاعادة مجد عدن ،وتسببوا دون قصد، في خلق وضع مأساوي ،وكارثي ،لعدن واهلها وحياتهم ، هو الاول من نوعه في تاريخ عدن . شخصيا ازعم مع الأسف بان هذا فعلا ماحصل لمدينة المدن . عدن الحبيبة. عدن المدنية. عدن التنوع ،والعلم والحضارة. نعم ،لقد حولت هذه الاطراف الثلاثة الرئيسية ، مدينة عدن ،وبفعل تقاطع مصالحهم جميعا ،الى نموذج عكسي لكل اشكال التخلف ،والنهب والفساد والخراب للقيم ،والبيئة ،والانسان والبنيان.