لعل حكومة احمد عبيد بن دغر او الحكومة التي باتت تعرف بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتي لا زمت النوم منذ تعيينها في فنادق الخمس نجوم هي الاكثر فسادا في تاريخ اليمن. فغاية مناها هو غداء وقات سمينين واستمتاع باجواء عدن الجميله (وخلها تحبل بربح) كما ذكر رئيس الحكومة بن دغر في تغريدة له على تويترغير آبة بحالة الجوع والفقر الذي يعاني منه اكثر نصف الشعب. فعندما تثار قضية الفساد في اليمن نعني هنا بالدرجة الاولى الفساد المالي والإداري وسرقة ونهب الاموال والهبات والمنح من دول الجوار الخليجي والاقليمي والعالمي، وهذه السرقة التي استفحلت بالشكل الذي لايمكن وصفه الا بالمدمر للبلاد والعباد، تعود هذه السرقة الى أكثر من ثلاث سنوات من الزمان الى الوراء، وهو بداية عاصفة الحزم عام 2015، حيث انطلقت رحلة اليمن مع حكومة الفساد والنهب والسرقة التي لم تبقي على شيء من خيراته وثرواته وكان من نتائج الفساد ايضا انتشار الإرهاب واعمال التقطع في البلاد ما شكل خطراً على المنطقة والعالم. فالحكومة بعد سنوات من عاصفة الحزم اصبحت مرتعاً للفساد بمختلف أشكاله، وتكره من ينافسها لدرجة أنه من المستحيل إصلاح النظام بواسطة الحكومة القائمة لأن أي محاولة للإصلاح ستضرب الآلية التي تحكم بها. وأصبحت اللصوصية والفساد تحميه الحكومة وتدافع عنه كما كشفت عنه استقالة محافظ عدن السابق الشيخ عبدالعزيز المفلحي. فالنخبة الجديدة التي تحمي مصالحهم الحكومة تمارس حياة غامضة وتتخفى وراء متاريس المعاشيق أو تتجول بشوارع عدن في قوافل مدرعة، وتتصف بنهم شديد للفساد المالي والاستحواذ على الثروة، فلسان حال المواطن اليوم بعدن ان عدن دمرت في حرب الحوثي وصالح في عام 2015م وما تبقى من رصيد دمرته الحكومة منذ توليها ادارة المرحلة الانتقالية وما بعد الحرب. فصورا التدمير تتجلى عن طريق الفساد المالي والقضائي والسياسي وتدهور الخدمات وشلل فعالية مؤسسات الدولة الخدمية. فالحكومة اضحت تعقد الحياة اليومية للمناطق المحررة وتسممها، خاصة حياة الفقراء والبسطاء من افراد الشعب . فالأضرار فادحة جراء السرقات والتهريب بالجملة للمال العام. ورغم مليارات الدولارات التي تتدفق من المملكة العربية السعودية والمليارات التي تُنفق من خزينة الدولة، فلايزال هناك انعدام في إمدادات الكهرباء والاحتياجات الضرورية الأخرى. واجزم ان الحالة ستسمر 20 أو 30 سنة قادمة إذا استمرت الأوضاع كما هي عليه اليوم.