من خلال متابعتي وقرأتي للمشهد الجنوبي سنجد أن المشهد الجنوبي مر بعدة منعطفات سياسية وعسكرية، منها الحرب الاخير على الجنوب التي افرزت لنا عدة متغيرات ومعطيات جديدة منها تحالف بعض قيادات من الثورة الجنوبية مع حكومة الشرعية وجاء هذا التحالف كضرورة وطنية تتطلبه المرحلة، بالاضافة الى ضغوط مارسها التحالف العربي وتحديداً المملكة السعودي ودولة الأمارات، للائنطوا تحت مظلة واحدة تجنباً لأي اصتدام بين المشروعين .. ولكن سرعان ما اختل التوازن وانفظت هده الشراكة بعد هيمنه قوى حرب اربعه وتسعون على القرار في سلطة معاشيق ، بحيث جاء قرار فظ الشراكة بين المشروعين في 27 ابريل2017م من السنه الماضية ، ويتزامن هذه اليوم في الذكرى المشئومة لكل الجنوبيين ذكرى اعلان الحرب على الجنوبيين في( 27 أبريل 1949م) من منصة السبعين في صنعاء ، وبتالي يؤكد بما لايدع مجال لشك أن منظومة حرب اربعة وتسعون هيا من تسيطر على القرار في حكومة الشرعية، وبتالي باتت تستهدف قيادات الثورة الجنوبية ومشروعهم الوطني بدلاً من أستهداف الانقلابيين في الشمال .
ليس صحيح مما يُطرح من بعض المحللين السياسيين أو وسائل الإعلام على أن الصراع في الجنوب بين طرفين لا..ياعزيزي!! لايمكن قراءة الأمور بهده الطريقة ..
عندما ننظر للمشهد الدائر في الجنوب نظرة عامة أجمالة سنجد أن الصراع بين مشروعين ..مشروع شعبي ووطني متمثل بإعادة السيادة الوطنية على الرقعة الجغرافية الجنوبية من المهرة شرقاً والى باب المندب غرباً ،ومشروع آخر يحاول أعادة أنتاج مفهوم بما يسمى بالوحدة المنتهية الصلاحية ولكن عن طريق ما تسمى بالأقاليم ،ويقف خلف هذا المشروع قوى تقليدية تهيمن عليها ذات القوى المعادية التي شنت حرب على الجنوب خلال العقدين الماضيين وبسطت نفودها العسكري والسياسي ومن حولهم بعض المنتفعين الجنوبيين .
ومن خلال متابعتي لبيان التحالف العربي يوم الأحد وما حمل في طياته أن التحالف قد أدرك تماماً أن ابناء الجنوب هم اكثر صدقاً واخلاصاً وامانتاً ،وهم من رفع شأن التحالف العربي بحيث حاربوا الى جانبهم وقدموا كل ما يستطيعون في جبهات القتال وحققوا انتصارات عظيمة في محافظات (الشمال) في سبيل تحقيق الهدف المشترك ، وبتالي ليس من الناحية الإستراتيجية والعملية لتحالف العربي ان يخسر المقاتلين الجنوبيين والأنجاز الذي تحقق بفضلهم، بينما حكومة الشرعية المهيمن عليها حزب الاصلاح المرتبط بالمشروع الايراني وجماعات ارهابية استنزف التحالف دون تحقيق أي تقدم عسكري على الارض .
أخيراً في اعتقادي في هذه المرحلة سيكون المجتمع الدولي والأقليمي والتحالف... أكثر انفتاحاً على الجنوب.