لا تخلو المجتمعات البشرية من شيوع حالات مرضية نفسية كانت او اجتماعية تختلف باختلاف الظروف الاجتماعية والاقتصادية. مع بداية الالفية الثالثة وهي بداية شؤم وحظ عاثر للامتين العربية والاسلامية سيطرت الظروف الجيوسياسية على معظم البلدان العربية مما سيسبب انواع جديدة من تلك الامراض الاجتماعية والنفسية. نحن في منطقة الجنوب العربي جز۽ من هذا العالم نت1ثر بكل تلك الظروف والمتغيرات الا ان الملاحظة الغريبة وجود تفشي حالة اجتماعية او انها مرضية تلازم غالبية المجتمع الجنوبي المتعلم والمثقفين من عقود عديدة وتحديدا من عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية . الحالة هي اشبه ماتكون بما يطلق عليه مرض انفصام الشخصية او انه حالة مرضية او اجتماعية اخرى انا لا افهم في تشخيصها ولكنها عاله موجودة يعيشها الغالبية من الجنوبيين اتضحت وظهرت واضحة من خلال توفر صفحات التواصل الاجتماعي التي كانت سبب في اكتشاف العديد من الحالات والمظاهر الاجتماعية والنفسية. خلال مراحل الصراعات التي دارت اثنا۽ جمهورية اليمن الجنوبية والديمقراطية الشعبية والبحث المتواصل بين تجمعات وأفراد المجتمع الجنوبي عن الاسباب التي ادت الى تلك الانقلابات الدموية والإخفاقات السياسية يصل الباحث الجنوبي الى نتيجة مفادها ان خلف كل ذلك هم ((الحجرية) ) . في عام 1990م ساق الجنوبيون الجمل بما حمل الى باباليمن بصنعا۽ وحصل ماحصل وكان البحث والجدل الجنوبي يتصاعد ويتنوع بعد ان وجدوا انفسهم غربا۽ في صنعا۽ ومحاصرين بين القتل والمطاردة وخرجوا بنفس النتيجة ان الحجرية هم السبب وعيال خينا خلف كل مصيبة جنوبية. لم يكن غالبية الجنوبيين يعلمون ان السياسيين الشماليين الذين شاركونا الحكم في الجنوب من مناطق مختلفة من الشمال وما كان يعرف اكثر الجنوبيين الى يومنا هذا انه مثلا جار الله عمر ومعه كثير من اب والسلامي ومجموعته من رداع والقهالي وغيره من عمران حتۍ ابنا۽ البيضا۽ في الحزب والسلطة مثل العمراني نعتبرهم من تعز والله يكون في عون ابنا۽تعز. انا لا ادافع عن ابنا۽تعز او ابريهم لا الذين شاركونا الحكم قبل الوحدة ولا بعدها ولا اعفي غيرهم من الشماليين من مسؤولياتهم عن ماحصل ويحصل للجنوب. اخوتي ان السؤال الطبيعي والمنطقي ماهو العيب ان يستخدم هؤلاء علاقاتهم وحيلهم لخدمة وطنهم الاصل?? ما المشكلة ان يعمل الشماليين لمصلحة مناطقهم او دولتهم في صنعا۽ ان كان قبل الوحدة او بعدها??? مااريد ان اوصل اليه بعد هذه اللفة الطويلة هو انه منذ عام الوحدة المشؤومة قبل خمسة وعشرون عام ونصف حكومات عفاش جنوبيين بل ان اهم الوزارات التي مارست الاستبداد والنهب وتمزيق عرى الوحدات الاجتماعية والاقتصادية الجنوبية كان على رأسها جنوبيين وكان اكثر الحكومات ير1سها جنوبيون وتم كل انواع الظلم والقهر والتهميش في الجنوب على مرئى ومسمع منهم او بتوقيع اياديهم. ليس والله نكأن للجراح ولا اثارة فتنه جديدة ونحن والحمدلله لدينا اكتفا۽ ذاتي من الفتن والدسائس لا والله لا اقصد الا الخير والدعوة الصالحة لمراجعة النفس وصحوة الضمير. الاحداث الاخيرة في عدن ذكرتني ذلك وقلبت شريط الذكريات ونحن ندير صراع بيننا البين وبأيدينا وتحديات لبعضنا البعض واستعراض عضلات ضد بعضنا . هانحن نخدم الاخرين في انفسنا وهم في منازلهم وفي مهاجرهم ومنتجعاتهم ونبحث عن اعذار ومسببات وتهم نكذب بها على انفسنا ونبرر بها اقتتالنا. اخيرا من هو الوطني الحقيقي?? فيمن يكمن الانتماء الوطني?? من هو المخلص لوطنه وشعبه واهله??? هل هو من نعتبره حجري خائن ام من هو جنوبي باحث عن منصب وجاه ومال ولو على حساب الوطن والمواطن الجنوبي.