قمة المهزلة عندما تغضب الحكومة اليمنية من وفاة أحد مناصري الرئيس عند استماعه لتصريحات وزير خارجية قطر ، أيها الرئيس هذه رسائلي إليك لاستعرض عليك كم مرة قتلت شعبك ولم يرف لك جفن . رسالتي الأولى هي عندما قتلت فرحة الوحدة بقلوبنا نحن أبناء الجنوب ، قتلت فرحتنا عندما حشرتنا بالزاوية حتى كدت تسقطنا بالبحر ولو كان الأمر بأيدك لفعلتها ، عاملتنا وكأنك تفضلت علينا بالوحدة ، وتفجرت الأوضاع في عام 94 ، لأننا قد ضقنا ذرعا منك ، عرفناك خلال أربع سنوات وعلمنا بأنك ستوصل اليمن الى ماهي عليه اليوم ، ولكن حربك ضدنا كانت شرسة خصوصا بعد إصدار فتوى من مفتي الجمهورية آنذاك بتكفير أبناء الجنوب ، والكافر قتله حلال ، حرضت على قتلنا بكل جحود ونكران لوحدانية ديانتنا ، وجدت لحربك منفذ شرعي وانتصرت في الحرب ، حرب لم تكن متكافئة ولم يكن نحن الشعب لنا يد فيها برغم عدم رضانا لما أصبح عليه حالنا .
ورسالتي الثانية هي تبليدك للجنوب بعد انتصارك بالحرب واعتبرت ( الجنوب ) وكأنها غنيمة حرب ونحن أسراها ، جعلت الجنوب سجن كبير ونحن أسارا فيه ، ممنوع نتحدث بصوت عالي ممنوع نحتج على إغلاق مصنع الغزل والنسيج ومصنع الكبريت ومصنع البسكويت و و و و و . ، ممنوع نغضب عندما أغلقت كل المكاتب الحكومية ذات الأهمية في عدن و أصبحت المركزية في صنعاء وحتى تتم أي معاملة أيا كانت يجب أن نشد رحالنا الى صنعاء من أجل إتمام أو رفض طلبنا .
ورسالتي هذه هي كم مرة قتلت شعبك في المناطق الشمالية ، كم مرة صرحت له بأن خلف الجبل ظلام مثلما كان يحدثهم الإمام ، كم مرة قتلت ذلك الشعب المسكين عندما جعلته يُدمن تعاطي القات حتى يصبح مُسير لحضرة جنابك وليس مُخير ،كم من مرة قتلته عندما جعلته يدور في الشوارع ب ( جاري ) محمل فوق طاقته وذلك ليحصل على لقمة عيش حاف ، وكم من مرة أرسلت خلفهم امن البلدية ليطاردوهم على جرمهم المشهود ، والله منظرهم وهم يفرون ببعض ما استطاعوا أن يأخذوه لرثي على حالهم اليهود ، تتم ملاحقتهم ومطاردات على غفلة وكأنهم تجار مخدرات .
اما هذه الرسالة فهي كم مرة قتلت أحلام الأطفال الأبرياء عندما سقطت حقيبة المدرسة من على ظهورهم وتحطمت ألعابهم ، ليس لذنب اقترفوه ولكن لأنهم نزلوا للعمل من أجل إعالة أسرهم ، وأصبحت الأُسر غير قادرة حتى على التعليم المجاني الحكومي ، فالمعدة خاوية من الجوع والوجوه شاحبة من العطش وقلة النوم .
وفي رسالتي هذه أحببت أن افيقك من سباتك العميق ، فأنظر الى حال الشمال الذي أضحى يسمى ببلد الزواج السياحي ، أن العائلات تبيع بناتها بحفنة ريالات وتبيع وتشتري في شرع الله ويتحايلون عليه بالزواج المسيار ، بناتك يتم استئجارهن لعدة أشهر أو أيام ، ويذهب المسافر الغريب وفي بطونهن ثمرة ذلك الزواج الغير شرعي ، وكم من فتاة وهي طفلة صغيرة قد تزوجت بتلك الطريقة وهي لا تعلم حقيقة ما يدور من مؤامرة من قبل أهلها والزوج الذي هو طير مهاجر ولابد يرجع لعشه في وطنه .
وهذه الرسالة هي تذكير لسيادتك للحرب التي اندلعت في صعده ، والتي قُتل فيها الآلاف وتشرد عشرات الآلاف ، وأججت النعرات الطائفية التي لم نسمع عنها في يوم من الأيام ، ووصلك بالتأكيد الدعم من دول الجوار ، ونلت غرضك وهو ملايين الدولارات .
وهذه الرسالة فيها قمة القهر عندما سمحت لطائرات أمريكية أن تستبيح أجواء سمائنا الصافية لتقصف عدة مناطق في يمننا الغالي و أعطيتهم صلاحيات قبيحة ليعيثوا في الأرض فسادا ، تحت مسمى الإرهاب وكأنك لا تعلم بتواجدهم منذ زمن فأنت تربيهم وتربيهم وتربيهم وعندما يسمنوا تقدمهم للمقصلة كأضحية العيد .
اما رسالتي هذه هي لأنصحك بان تشاهد قناة الجزيرة ولكن بعين مواطن عادي ولأسهلها عليك بعين مواطن عربي وليس يمني ، كيف سيكون شعورك عندما تشاهد منظر عشرات القتلى والرصاص أخذ أجسادهم مسكن له ، والدماء تسيل وتغطي الملابس باللون الأحمر ، وانسي بأنك من عائلة الأحمر اللون الذي غطى على ساحات التغيير وسالت الدماء بكل مكان ، هل سيتحمل قلبك الضعيف الذي تأثر من وفاة رجل بأزمة قلبية ، هل سيتحمل منظر الدماء التي أغرقت الأرض بكل محافظات الجمهورية .
رسائلي إليك لا يمكن أن تنتهي لأن جرائمك لا تُعد ولا تُحصى ومازلت مستمر بجرائمك الى لحظة كتابتي لهذه الرسائل . لن يتوقف قلمي عن الكتابة حتى تتم مُحاكمتك وأنصحك باستخدام مفردات لائقة غير سوقية مثل ( العداد صفر ، فاتكم القطار ) ، هل من المعقول ان تتلفظ وأنت رئيس جمهورية بمثل هذه الألفاظ ، و أنصحك بعدم الظهور يوميا بنشرات الأخبار لأنك كل يوم تأتي بمهزلة جديدة ، توقف رحمة بأسماعنا وأبصارنا ، لقد تلفت عقولنا من التفكير عن ماذا تريد ، ولماذا أنت متمسك بالوهم الرئاسي الى هذه الدرجة ، الشعب قالها صراحة وعلانية أرح يا علي ل .
اما رسالتي هذه فهي لشباب ساحات التغيير ، أصبروا وصابرو واستعينوا بالله ، فربنا سبحانه وتعالى يمدهم في طغيانهم يعمهون ، وربنا أيضا يسلط عباد على عباد وهو سلطكم يا خير شباب الأمة لتقولوا لهذا الطاغية كفى كفى ، لن نسكت بعد الآن على حالنا ، أن أصواتكم في ساحات التغيير تقول له أيها الرئيس اتقي شر الحليم إذا غضب ، أيها الرئيس ليس لك مكان بيننا ، أنزل من قصرك العاجي واترك فراشك المخملي ، و أنزل الى الأرض بنفسك لتحصد ما زرعت ، فأن زرعت صنوبر لن تحصد أزهار ملونة ، أحصد ما زرعت من أشواك وليصيبك بعض شوكها ، ولا تفزع من الدماء التي ستسيل من يديك فإصابات الأشواك لا تقتل أصحابها ، لأن الأشواك لا تشبه صواريخ الطائرات ولا تخترق الأجساد كالرصاص ، وأن سالت الدماء منك فلا أوصيك بالطريقة التي انت تعرفها جيدا ، أنصحك بمص أصبعك مثلما مصصت دماء شعبك على مدى عقود طويلة .
أنهي هذا الفصل من جنون العظمة التي لديك وأرحل ، فقد رحل فرعون مصر وطاغية تونس وكلها مسالة وقت ، فلا تتسول العطف وتفرغ خزائن الدولة من أجل ان يلتف حولك مجموعة من أهل السُحت اللذين تعتقد بأنك تضحك عليهم وهم يضحكون عليك فيأخذون المال منك ويشتموك بالسر والعلن . ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) . اتمنى أن تفهم وتعي رسائلي التي تعتبر نقطة في بحر جرائمك ، وتعلم بأن فترة صلاحيتك قد انتهت ويجب التخلص من كافة منتجاتك في الأسواق ، لأن بقائها هو بمثابة السُم على الشعب اليمني الحُر .