هذه النهاية طبيعية للجغرافيا التي استباحها الأقوياء وفرضوا عليها عظيم الشرور ، اليمن الحديثة في تصدع عظيم ، تشققت كل أجزاءها ، لم تعد اليمن هي الأم ، الجزء الأكبر فيها لم يرضع تاريخا منها ، انتهى الأصل ولم يعد ذاك الفرع فرعا ، ويتحرك منها أجزاء إلى البعيد ، التاريخ يسرد مثل هكذا حكايات كثيرة ، اليوم ليس الأمس ، وغدا لن يكون كالذي يليه ، الظلم يصنع هكذا مألآت ، وتبقى حكايات ألأطلال محفوظة في بطون أمهات التاريخ ، من حقك أن ترفض واقع رسمه الآخرين لك سيصبح مأساتك ، وان تبتعد كي تتخلص من الاستعباد ، وتحمي نفسك من القتل ، وتستمر نحو ذاك الأفق بلا توقف ، الأفق الذي منعوك عنه ولعنوه ، النور الذي طالما كل صباح ترفع رأسك في اتجاهه بحذر كي لا يهشم رأسك الأوغاد ، ترقبه عيناك ، وتبتسم ، وتتوارى في اللحد قتيل ، اليوم تتهشم كل رؤوس العابثين ، وتتطاير بعيدا عن الأجساد ، لا يبقى القوي قويا ، ولا الضعيف يلازمه الضعف بلا انفكاك ، ولا الظلم يسود ، ولا الغطرسة تصنع الوئام والاستقرار والحب ، هي حكمة للقادم من الأجيال ، أن حافظوا على ما تبقى من الأشياء . عندما أصبحت مأرب وكر للفاسدين والفساد العظيم ، مأرب الذي طالما تغنى بها إخوان اليمن ووصفوها بالمدينة الفاضلة ، وكرسوا ضجيجهم أن مأرب العاصمة والدولة والحكم والمساواة والعدل والخير والمدنية ، هذا التدليس والوهم يعزز حاجة الشعب نحو تسوية الأرض وجز الأشجار الخبيثة من عليها ، مدير مكتب العربية حمود منصر أكد أن : " هناك تجار حروب و أسماء وهمية في الجيش الوطني ، هناك تضليل في التغطيات الإخبارية لأداء الجبهات ، وهناك من يعتقدون أن حربهم لم تبدأ بعد فيسعوا لجمع والمال والسلاح لحروبه القادمة " ؛ مراسل قناة الجزيرة في اليمن سمير النميري كتب أن : أرقام الفساد في مأرب صادمة " شركة الغاز وشركة النفط وشركة صافر ومكتب الأحوال المدنية أوكار للفساد ، والعمل في مؤسسات المحافظة أسير لسلبيات الماضي " انتهى ؛ هذه الفئة اليمنية الضآلة تتمترس خلف نهبها وفسادها وابتعادها عن حاجة الشعب لتشبع نهمها وعطشها للحكم انطلاقا من مأرب . بن دغر صحا متأخر بعد أن شد الجميع رحالهم نحوا قبلة طالما سفهها ، توبته مبطنه رسمت بمكياج رائع ، في الخلف من هذه الألوان ملامح مخيفه ، في منشور له على صفحته تحت عنوان : " حديث في المواجهة التاريخية مع الآخرين " قال : " علينا أن نلملم الصفوف دون الحاجة لتوجيه الاتهام أو اللوم لطرف من أطراف الأزمة " .. ليصل إلى قوله .. " يختلف البعض معنا منذ سنوات حول شكل الدولة الاتحادية القادمة. نحن نراها دولة اتحادية من ستة أقاليم بينما يرونها هم في إقليمين، نقف معهم في الصفوف الأمامية لمواجهة العدو ، ويشكلون عضواً أساسياً في كياننا الكبير في هذه المواجهة التاريخية، كما وتتوحد رؤانا معهم على مجمل القيم الإنسانية الكونية الأخرى وفي نظرتهم للدولة، لقد حملوا معهم قيم العدالة والمساواة حتى اليوم فهل ينبغي علينا تأكيد خلافاتنا معهم. ونَصعَد بها حد المواجهة " انتهى ؛ فعلا الجنوبيين يحملون قيم العدالة والإنسانية والدولة ، مشروع اتحادكم الذي تم فرضه بالقوة والحيلة دون ادنى مراعاة لحاجة الوطن الحقيقية أطاح برأس كبيركم صالح ، و أولاد عبدالله بن حسين الأحمر ، وقيادات الجيش الأسرية ، والجيش العائلي ، ومشايخ دين ساروا بالعلم الالهي في فلك شهوة المال والجاه والسلطان ، وأحزاب يمنية سقطت في وحل الطاعة المهينة لمكاسب نفعية شخصية و أسرية ، ومازالت تجندل الرؤوس سواء من قبل ان يقتل صالح اومن بعد ذلك ، كل أحداث اليوم في أصلها من أجل تحقيق مسمى العدالة الحقيقية للأرض وللشعب وللإنسانية وللمحيط و الأمم ، وليس العدل اوالاصطفاف الجمهوري الذي يغذيهما خيالات بن دغر . يستحيل كل من صنع هذه الحرب وأسس عوامل انفجارها وعظيم دمارها أن يؤتمن في صياغة الاستقرار القادم ، يستحيل أن تسلم للفاشلين مجددا الأرض بما تحتويها من بحار وماء ومنافذ وثروة و إنسان واستقرار عام للمنطقة للعبث بها ، هادي بعيدا عن الواقع ، في ذكرى فبراير صنعاء ، فبراير التي جعلته رئيسا توافقيا ، خطب محتفيا بذكراها الأخير قبل أيام وخاطب العالم ، لقد وجه السوط نحوا الجنوبيين في هذه العبارة : " إن ما حدث في عدن مؤخرا من اشتباكات دامية مؤسفة ، هي جرس إنذار أمام شعبنا وأشقائنا في التحالف العربي ينبههم لمن يحاولون حرف مسار معركة اليمن والخليج ضد المشروع الإيراني باتجاه مشاريع تدميرية صغيرة" ، نستفهم والكل يعرف الإجابة ،من حرف مسار اليمن باتجاه إيران !! ؛ ومن اسقط تمدد إيران سواء في عدن أو الجنوب قاطبة ، واسقط هذا التمدد من على مناطق يمنية بسواحلها وفي عمقها وأطرافها .. إنهم الجنوبيين . اتجاه الأممالمتحدة عبر مبعوثها الاممي ولد الشيخ للقاء قادة الانتقالي في الإمارات ، معناه أن توجه الشرعية لحل الأزمة غير آمن الاستدامة ، وان الواقع فرض لاعبين آخرين دأبت الشرعية على مهاجمتهم وتشويههم ، هذا يعني أن مخرجات حوار صنعاء والمبادرة المزمنة والقرارات الدولية ذات الصله قاصرة في أي معالجات للمستقبل البعيد ، هذا الأمر صرحت به أكثر من جهة دبلوماسية ، الشرعية عندما توجه إتهامات ابطاءها الحسم في مناطق معينه في الشمال ، رغم حشدها مئات الآلاف من الجند والمال والسلاح النوعي هذا الامر معناه أن الشرعية تدار عبر شخصيات وجهات تهدف إلى إسقاط اليمن بعدا عن الهدف من هذه الحرب وتحالفه العربي . احمد صالح أصبح مرحبا به سياسيا وتجري تنسيقات في إطار مجلس الأمن من قبل راعية الملف لرفع العقوبات عنه وفق وتفاهمات تهدف إلى الوصول نحو تعزيز قدرة وقوة جبهات القتال إلى صنعاء وعليها ، طارق صالح يعمل في إطار دعم من التحالف العربي باتجاه إسقاط صنعاء وتأمينها، احمد صالح والعميد طارق صالح لن تكون قوتهم بمستوى القوة المخيفة إن كان صالح موجودا ، المرحلة تتطلب هكذا شخصيات ، ما بعد سقوط صنعاء ستطفوا تداعيات أخرى ستجعل منهم أجزاء وليس كل ، هنا يكمن الاصطفاف وتكمن اللحمة ضد العدو الرئيسي ، عندما خرج هادي عبر صفحته في تويتر يغرد في ديسمبر 2017م أن : " القرارات الدولية غير قابلة للنقاش او التفاوض او المساس باي بند من بنودها، ونحن نطالب المجتمع الدولي بالعمل على تنفيذها وتحويلها إلى واقع ينهي الانقلاب " انتهى ، يعني هذا الامر أن هادي والشرعية من خلفه في صدام مع التحالف العربي والذي يستشعر الأخير حقيقة بعظيم الخطر . الجغرافية الجديدة التي ترسم واقعا قادما على أنقاض اليمن بفعل هذه الحرب عززتها حاجة الاستقرار المستدام وقوى يمتد نضالها عقود من الزمن ، الرجال الأقوياء على الأرض أصبحوا بمثابة المشرط والقلم ، والقضايا الأصيلة تتوسع في مدى جغرافية أرضها ، سقوط الشرعية لضعفها وفسادها وتركة رجالها غير المشرفة رسمت الخطوط العريضة للتقرير النهائي لفريق الخبراء المعني باليمن يوم أمس الخميس الموافق 15فبراير 2018 ، التقرير تحدث أن : " بدلا من دولة واحدة في اليمن هناك دويلات متحاربة وليس لدى أي من هذه الكيانات الدعم السياسي أو القوة العسكرية ما يمكنه لا عادة توحيد البلد أو تحقيق نصر في ميدان القتال " ، هذا الأمر أوصل الشيء الكثير ، أوصل أن اليمن الواحد في عداد المستحيلات ، وان خارطة قادمة ترسمها الحرب والأطراف المتقاتلة ، بعيدا عن الجغرافية القديمة ومخرجات صنعاء الوهم ، التحالفات الجديدة للتحالف العربي و البعيدة عن الشرعية تؤسس لكل ذلك بصمت سواء من الإقليم اوالأمم وتسعى جميعها نحو إعادة الأمور إلى جادة الصواب " القديمة " وان وجدت تعديلات يرضاها الشعبين كلا على أرضه في الجنوب والشمال .