رائعة الرثاء الحديث الرثاء نوع من أنواع الأدب العربي له شعراء وأدباء يجيدون رونق نثر الحروف على صفحة وجهة المرثي لتتلألأ جُمان الحروف كالؤلؤ المنضود يذكرنا مناقب الصفات وحميد الخصال لوجوهٍ عاشت على الدنيا تركت فيها سندس الأقوال ودرر المأثر ونُصع الصنائع لا تستطيع ظلمة الليل أن تحجب نورها ولا يضاهي نور القمر بهائها ولا سراج الشمس أن يخفي ضيائها . لأنها غُرست في القلوب وأرتوت من دمائها وتبرعم زهرها في النفوس وتبرجم ثمرها في العقول . مرثية الأدب الحديث كما أحب أن أطلق عليها كتبتها أنامل الأبن بذكرى إستشهاد أبيه بكل ما تحمله حروفها من سلاسة المعاني وصدقها يناجي أباه الذي يفاخر بإستشهاده بغبطة الإعتزاز بدمائه التي حررت وطن ودراءت عن الدين مبتدع . المهندس منيف أحمد سيف المحرمي اليافعي يرثي أباه ولم أجد من عذوبتها إلى إن أنقلها كما كتبها وأزينها بإطار مشاعر الأخ والصديق لكي أقدمها لمن تهوى عيناه زينة الحروف وتعشق أذناه إيقاعات طرق أنغامها لتصل كل من سمع وعرف وجالس وعاشر وخالط وعمل وحب الشهيد اللواء ركن أحمد سيف اليافعي (السيف) . تلك مقدمتي لمرثية الأدب الحديث الرائعة : { رسالة إلى والدي الشهيد اللواء الركن / أحمد سيف المحرمي اليافعي ؛ في الذكرى الأولى لرحيلك أنه اليوم المشؤم الذي لا ننساه أبداً . (22 فبراير 2017 ) أبي الحبيب أشعر بالحزن وأنا أكتب هذه العبارات البسيطة عنك ولكنه حزن مشبع بالفخر والإعتزاز يا من غرّست حُبّ الله في فؤادي و عقيدة التوحيد في أعماقي يا من علمتني كيف أحب الحياة وكيف أصمد إمام الصعاب والعواصف يا قدوتي ونبراس حياتي يا من رفعت رأسي عالياً إفتخاراً وإعتزازاً بك ربما لم أبرك تمام البِر لكني أعلم أن قلبك أكبر من أي بِر رحمك المولى عز وجل أعلم أن الموت حق وأنه الحقيقة الوحيدة على هذه الأرض وإننا جميعا نعيش عليها ثم نعود إلى جوفها في إنتظار البعث الأخير وإننا لا نترك إلا الأثر الطيب والسيرة العطرة ولكني افتقد إليك وإلى ظلك الذي كنت أوي إليه وإلى إبتسامتك الرقيقة الساحرة التي تدخل القلب فسبحان من أبدع في طهر ملامحك وصفاء سريرتك وجمال روحك . ستظل نجماً مضيئاً في تاريخ الوطن الخالد ليس فقط لأنك قدمت روحك دفاعا عن الدين فداء للوطن ولكن لأنك أيضاً كنت المثل والقدوة في التضحية والإنتماء للوطن لبيت نداء الوطن حين نادى لم يقيدك كبر سنك ولم يقعدك المرض أنت الذي لم تنثني رغم إنحناء الكثيرين وأنت الذي لم تنحني رغم قسوة وجحد الآخرين وهذه دمائك تروي قصة المجد تحفظها السنين ستظل مصدر إلهام لنا وللأجيال التي بعدنا نتعلم منك كيفية حب الوطن وصدق الإنتماء اليه الوطن الذي طالما كنت تحلم به وطن أمن عادل من غير سوء وطن لا يميز بين مواطنيه وطن بدون عذاب وطن يضع أول أولوياته الإنسان وطن أطفاله تسودهم الإبتسامة كراساتهم تملا صفحاتها ورود الفرح وطن يجعل من الدين نبراسا لا فأسا وطن يلقي السلام على الجميع وطن متناسق متقدم حراً أبياً شامخاً . يؤسفني يا أبتي إن أخبرك أنه بعد عاما على رحيلك وبعد أكثر من عامين على التحرير أن الوطن الذي حلمت به لم يتحقق منه شئ لازلنا نعاني من الأوضاع الأمنية المضطربة ولا زالت الخدمات غير متوفرة الكهرباء منطفئة والمجاري تملأ الشوارع والوقود شبه منعدم والأمراض منتشرة ........... عام على رحيلك ولم يترفع المعنيين عن صغائر الأمور مثلما ناديتهم ولم يجعلوا مصلحة البلاد فوق المصلحة الشخصية عام على رحيلك وكل ما ضاقت الدنيا بنا لاحت إبتسامتك وبعثت فينا الإطمئنان كعادتك بقول الأمور طيبة بإذن الله. (أبنك / منيف أحمد سيف المحرمي اليافعي } ☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆ تغيب الوجوه وتموت الأجساد ولكن المناقب والخصال الحميدة تعيش أبد الدهر تعطر التاريخ وتزينه لمن كان بحجم ومكانة ومناقب وخصال وأعمال الشهيد اللواء ركن ( السيف) أحمد سيف اليافعي 《 وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ 》تلك الآية الكريمة يا أبن الشهيد عزائنا وسلوانا فيه . تغمده الله بواسع رحمته وأنزله منزلة الصديقين والشهداء في منابرهم يحبرون . آمين