ما زلت اتذكر اخر لقاء جمعني بمعاليكم يا ابا خالد ، في مقيل القصر الرئاسي بالمعاشيق ، والذي كان قد دعاني اليه الصديق العزيز معالي وزير الاعلام السابق الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي ، الذي تأسفت كثيرا على ازاحته من وزارة الاعلام ، لانه كان قد بدأ خطوات ايجابية لفتح استديوهات قناة عدن الفضائية من العاصمة الاقتصادية عدن ، والذي اطلعني على قراره بترشيح اسماء اكثر من عشرة وكلاء ومدراء عموم معضمهم من ابناء الجنوب ومن اعز واقرب اصدقائي ، وصدرت بهم قرارات رئاسية لاحقا ، كان له الفضل الكبير في تعيينهم .. والذي كنت وما زلت اكن له كل الود والاحترام. وكان ثالثنا في هذا اللقاء الودي والحميم ، عقب نشوة النصر العظيم بتحرير ابين بسويعات ، الشاب الخلوق الاستاذ / عبدالله علي ميسري وكيل وزارة العمل والخدمة المدنية , بعد عودتكما للتو من عملية تحرير ابين ، لحقه لقاء اخر في منزل معاليكم بخور مكسر ، مع بعض من قادة المقاومة الجنوبية وجبهات القتال ، الذي كلفني بالمشاركة فيه، المناضل البطل والصديق الوفي والاخ الحميم الشهيد اللواء الركن أحمد سيف المحرمي نائب رئيس هيئة الاركان العامة رحمه الف رحمة ورحمة ، الذي استشهد في عمل اجرامي جبان ما زالت اسبابه عند كثيرون غيري ، شبه غامضة ، وغير مقنعة حتى اليوم ، والذي اقنعني بتولي مهمة قيادة دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة كاول دائرة عسكرية تبدأ عملها من عدن وتستعيد مقراتها في عدن. ورغم كل ما وجهناه لك حينها (يا ابا خالد) من اتهامات باطلة وانتقادات كيدية ، حول ضعف الاداء الامني وغياب المؤسسات الامنية الرسمية.. الخ؟! في ظل ظروف محلية واقليمية ودولية لم يكن امرها بيدك ، وكانت حينها غامضة بالنسبة للعامة من منتقديك ، واجهلها انا وغيري من اغبياء السياسة ! وقلنا فيك يا ابا خالد ، ما لم يقوله مالك في الخمر. بالرغم اننا لم نسمع منك اي تصريحات عنترية نارية.. ولم نلمس منك ثقافة الكراهية والقروية المناطقية .. ولم نرى امام منزلك الذي كان مفتوح لكل ابناء الوطن ، اسوار خرسانية عازلة .. كالتي نراها اليوم ، تظاهي سور برلين الشهير ابان الحرب الباردة .. وتنتشر في شوارعنا الجميلة كالسرطان ، تثير مخاوفنا وتقلق امل اهالينا في الامن والاستقرار ، وكأننا في مدينة رعب هوليودية. اليوم انا بدأت شخصيا ، وكثيرون غيري من معارضيك .. الاغبياء ، نتذكر وصية الحجاج لأبنه .. ما جعلنا نقول سلام الله على(عرب) عفوا .. قصدي الحجاج .. لذلك سامحنا يا ابا خالد لقد ظلمناك كثيرا .. وآن الاوان ان نعترف لك باننا اخطاءنا بحقك وعلى ما فعلنا نادمين؟!