قد يذهب تصور بعض الناس الى حد بعيد فيفسرون صمت واستكانة السلطة والجهات المعنية عن بعض اعمال البسط على الاراضي واستباحة الممتلكات العامة او الخاصة ، بانه دليل موافقة ورضا تلك الجهات على الاعمال المخالفة للقانون والشرع التي لم تلق اليها بال . لقد استغل بعض الطامعين هشاشة الاوضاع في عدن وضعف قوة السلطة وتشتت تركيزها في كثير من القضايا والملفات ، فسعوا في توظيف تلك الحالة في خدمة اهواهم وتلبية مصالحهم وإشباع اطماعهم، فوجهوا هجمة شرسة على اراضي وعقارات الدولة وتوهموا ان الظفر بقطعة ارض وبيعها او البناء عليها بطريقة عشوائية هو مجرد فوز بجائزةٍ في يانصيب ! ولم ينظروا لعواقب هذا اليانصيب الذي جميع جوائزه غير قانونية ومغتصبة ولا بد ان تستعاد فهي مرهونة بفترة زمنية بسيطة اوجدتها وخلقت مناخاً لها غير صحي ظروف الحرب والتي انعكست بشكل سلبي على اداء السلطة وعلى دورها في فرض الأمن وحماية الممتلكات. لقد أثرت اعمال البسط والبناء العشوائي على مدن واحياء محافظة عدن فخدشت مظهر عدن الحضاري وشوهت صورة منظرها العام وقيمته الجمالية، فاضافت محنة عسيرة عليها فوق ما ابتلت به من مصائب وخطوب. العجيب ان السلطة عندما تجد النّفس الكافي ويغمرها بعض النشاط تتخذ التدابير اللازمة وتقوم بحملة لهدم جزء وان كان يسير من البناء العشوائي ومع ذلك لم تتخذ اجراءات صارمة وتقوم بمحاسبة المخالفين بل العكس تمنحهم تعويضات في حين ان بعض البناء الذي اقيم كان لاغراض تجارية وليس نتيجة ظروف ملحة وقاهرة لحاجة السكن ،وبهذا تتيح لهم الفرصة كي يستبدلوا جوائزهم المزورة في اليانصيب بجوائز رسمية، في تقديري انها تقوم بذلك لشعور داخلي بالاجحاف في حقهم فتعتذر عن تساهلها وسكوتها الذي تم تفسيره من قبل المخالفين بعلامة موافقة وضوء اخضر شجعهم بالتطاول والبسط غير القانوني ، فعلى الحكومة هنا يحسن قول الشاعر: من قال (لا) في حاجةٍ مطلوبة فما ظلم وانما الظالم من يقول (لا )بعد (نعم) لهذا ينبغي على السلطة المحلية وبالتنسيق مع الجهات الأمنية اجراء متابعات سريعة لوقف عمليات البناء العشوائي وعدم السماح به والشروع في الحال بهد اساسه، فالتراخي يؤدي الى خلق فوضى ويمنح النافذين فرص المشاركة بالنهب كما حدث لروضة الشروق الحكومية في المنصورة حين بسطوا على واجهة مبناها بقوة السلاح واقاموا محلات تجارية فيها ، وبعد ان أثار ذلك البسط السافر على مبنى حكومي سخط الجمهور تحركت قوة عسكرية تابعة لأمن عدن وهدت تلك الاستحداثات بمبنى الروضة، لذا من الضروري قيام السلطة والأمن بمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة والقول ( لا ) للبناء العشوائي منذ البداية وقبل ان يفهمها البعض ب (نعم) وقبل ان يشرع المواطن بوضع اللبنات الاولى للبناء العشوائي حتى لا تلوم السلطة نفسها بعد فوات الاوان على ايصالها رسالة خاطئة لم تقصدها. فيكفي عدن والمحافظات الجنوبية ما قد عبثت به ونهبته مافيا الاراضي في الزمن الماضي .