الحديث عن جبال حُمالة حديث ذو شجون وينبيك لما لهذه الجبال الواقعة شمالي كَرٍش من وقفات مع التاريخ فإذا ما عدنا بالذاكرة الى قليلا الى الوراء وبالتحديد الى سبعينات القرن المنصرم لوجدنا انه على تخوم هذه الجبل العتيد دارت رحى معارك عنيفة خاضها جيشا اليمن الشمالي والجنوبي ابان تلك الحقبة وكان هذا الجبل بمثابة مفتاح النصر لمن يحكم السيطرة عليه لما يتمتع به من أهمية استراتيجية قصوى لعدة اسباب منها علوه الشاهق وامتداده على رقعة جغرافية مترامية الأطراف تجعله يحتل موقعاً مطلاً على مناطق الراهدة ودمنة خدير من الجهة الغربية وعلى وديان وسهول كرش الذي هو جزء منها من الجهة الجنوبية والشرقية ومن يسيطر عليه فقد امتلك فاتحة النصر وزمام المبادأة والمبادرة . إن جبل حُمالة يعود الى واجهة الأحداث من جديد بعودته أمس الى أحضان الشرعية وذلك بعد جهد مضنٍ وعمل دؤوب وبسواعد رجال واصلوا الليل بالنهار تحت شمس لافحة وارض قاسية وبمهارة مهندس بارع وعسكري حكيم قادته الحنكة وصقلته التجربة فبعد ان توقف تقدم الشرعية في الحويمي نظرا للتحصينات التي استحدثها الحوثيون في هذه المنطقة الضيقة والصعبة جغرافيا والتي يمكن تشبيهها بعنق الزجاجة اضافة الى تحولها الى حقل الغام كان من الصعوبة بمكان اجتيازها فما كان من العميد محمد فريد الصبيحي ابن كرش والخبير بطرقها ومسالكها بتحويل البوصلة صوب جبال الظبس وحمالة الواقعة في ميمنة كرش والقريبة من مدينة الراهدة لما لهذه الجبال من اهمية تتمثل في السيطرة النارية وقطع خطوط الامداد للمليشيا المتمركزة في الحويمي والشريجة وكذلك القبيطة الواقعة على طول الخط العام بين كرش والراهدة فقام بحشد الرجال والدعم يحدوه الأمل والثقة بالله سبحانه وتعالى بالنصر وما هي الا أشهر حتى تفطنت قوات التحالف والمنطقة العسكرية الرابعة الى صوابية هذا الاختيار ورفدت هذه الجبهة بمزيد من المقاتلين من افراد اللواء الثاني حزم واللواء الخامس دعم وإسناد وبتنفيذ خطة عسكرية محكمة تم اقتحام مواقع المليشيا في خطوة مباغتة وخاطفة وتحت غطاء جوي متناغم مع العمل على الارض توجت العملية بالاستيلاء على جبال حمالة والهشيمة ثم ما لبثت المواقع الاخرى بالتهاوي والسقوط كما هو الحال في الحويمي وشيفان وخداش والبقر والسنترال وغيرها . كل هذه الانتصارات يجب الحفاظ عليها والثبات في المواقع وتعزيز الجبهة بالرجال والعتاد فالانتصار في المعركة شيء مهم لكن الأهم هو الحفاظ عليه .