فهد البرشاء هل كان لزاماً على نظامنا أن يدوَل القضية اليمنية؟ ويحشر دول الغرب في شأننا اليمني؟وهل كان لأبد أن يتدخل مجلس الأمن كي يرتدع النظام ويتوقف عند حد؟وهل كان يريد الرئيس صالح أن يستبيح وجهه العالم بأسره ويرجَله عن صهوة الحكم بالطريقة المخزية التي لاتليق به والتي أهدرت كرامته ؟. ألم يكن حرياً به أن يرضخ لإرادة شعبه ويستجيب للجماهير المطالبة برحيله وترك الحكم بطريقة سلمية ومشرفة تجنبه وبلاده الكثير من المشاكل وتحفظ له كرامته وسمعته وبعض من احترامه؟ ألم يكن من الأفضل أن ينصاع للمبادرات الخليجية التي توالت عليه تباعاً والتي أعطته ضمانات له ولأسرته تضمن عدم ملاحقته قضائياً ويوقع عليها حتى من قبيل احترام الدول العربية التي بادرت وسعت لحل الأزمة اليمنية وبالذات السعودية التي كان النظام يتشدق با لعلاقات الأخوية والودية التي كانت تربطه بها وبشعبها.
حقيقة تدويل القضية اليمنية هو آخر الحلول التي لجأ لها العالم بعد تعنت الرئيس صالح واستخدام للقوة المفرطة ضد شعبه وتدمير البلاد وخلق الأزمات وتعطيل المصالح وأوقفت حركة الحياة كلياً وأدت إلى شلل تام في كافة مفاصل الدولة وخروج بعض المحافظات عن السيطرة ووقوعها في أيدي المسلحين " المفتعلين" الذي أحرقوا الحرث والنسل.
التدويل كان الحل الأمثل بعد المماطلة من قبل الرئيس صالح والتلاعب بالوقت وإعطائه وعود عرقوبية سأم الشعب من سماعها دون أن يكون لها أي وجود على أرض الواقع أنما هدف من خلالها الى الاستمرار أكبر مده ممكنة في السلطة وكذلك لكي يحصد جحافله الشعب دون رحمة أو ضمير ممنياً ذاته أنه ربما يصل إلى غايته وهدفه وحلمه وهي إثباط عزيمة المتظاهرين وثنيهم عن مواصلة مشوارهم واستجابة بعض الدول له بعد أن تفشت الفوضى والخراب في الوطن وبعد أن أشتد عود المسلحين وأحكموا سيطرتهم على أبين وغيرها. كل هذا وغيره جعل من مسألة التدويل ضرورة لابد منها وأيقظ العالم ولفت أنظاره على سياسية دولتنا الهوجاء..ولكن يبقى السؤال الأهم هل سيؤتي التدويل ثماره؟وهل سينصاع الرئيس لقرار مجلس الامن وينفذه بحذافيره؟ أم أنه سيستمر في تعنته وغيه وسيضطر مجلس الأمن إلى استخدام البند السابع الذي ينص على التدخل وهذا ما لانحبذه كيمنيين في قضية التدويل..