قبل عقود طويلة ومنذ سالف العصر والزمان وفي احد البلدان المتحضرة كان هناك رجل اسمه ( تيار ) عشق امرأة اسمها ( محطة ) ثم تزوجها وبعد حياه هانئة مستقره أنجبا توأم اطلقا عليهما : ( لاصي)و( طافي) . نضج الولدان وأصبحا شابان وتحدثا الى ابيهما ان يذهب بهما للدولة للبحث عن فرصة عمل.. فقرر الوالد ان يلحقهما في اكبر اكاديمية للطاقة والكهرباء.
كان تلك الدولة حينها قد استكملت بناء طاقه كهربائية قويه وشامله ومحطات عملاقه وهي بحاجه الى خبراء وحينما تقدما الشابان للوظيفة قالت الدولة ; لقد وافقت الحكومة توظيفكما شريطة ان نمنح الوظيفة الكبرى والهامة للشاب ( لاصي ) تماشيا مع اهداف واحتياجات بني آدم والمواطنين..ويمكن ان يبقى الشاب ( طافي ) في إدارة الكوارث تعقبا لحدوث امطار او زلازل فحينها تمنح أجازه قصيرة للشاب ( لاصي ) وتمنح المهام والنوبات للشاب ( طافي )
اشترطت الإدارة انه بمجرد انتهاء الأزمة او العواصف يعاد الاخ ( لاصي ) لممارسة إعماله ويذهب شقيقه ( طافي ) الى إدارته والبقاء فيها..
فرح الشابان لحصولهما على الوظيفة وبحكم طبيعة وقوة المحطات الكهربائية ظل الاخ ( لاصي ) يشتغل ليلا نهار لسنوات طويلة جدا جدا.. ومع كل برامج جديدة للدولة تم منح الاخ ( لاصي ) مهام اكبر واوسع وظل موجودا وحاضرا في كل إرجاء البلاد..
شعر الخبير طافي بالظلم فلم يعد يجد عمل فقرر السفر الى اي ارض يجد فيها فرصة طافية للعمل فتم التنسيق وفعلا وجد عمل في بلاد اسمها اليمن..
وصل الخبير طافي المطار ووجد البلاد كلها طافية فتعجب لإنه لاتوجد امطار او عواصف رعدية طارئة فاستقبله الضيوف وقالوا له تعال تعال حبيبي هذه بلادك وأخذوه ومن لحظتها أعطوه مهام العمل..
ظل الخبير طافي سنين وسنين طويلة في هذا البلد وكلما حاول ومع بداية كل عام ان يقوم بمهامه وفق احتياطيات الطوارئ والرياح وجد ان هناك اناس ترفض هدا وتصر على تنفيذ مخطط لظلام دامس
ذات يوم وفي عز الصيف تم استدعاء الخبير ( لاصي) لقطع التيار واثناء مروره بكثير من المدن وجدها طافية فاستغرب ثم تفاجئ ان مهمته تستدعي انقطاعات ساعتين وهناك ساعة وبعدها ثلاث ساعات وبعدها خمس.. فتعجب فقال ياجماعة هذا غلط ليش هكذا واقترح بمعالجه شامله للكهرباء لإن عمله وتخصصه هو فقط وظيفة طافي لمواجهة ظرف عابر مرحلي لا يتجاوز الساعة ..
فقالت له الدولة ..مالك ياحاذق اعقل نحن اصلا برامجنا المزمنة هي بقاء الوضع هكذا.. فقال الخبير طافي لا لا لا هذا ينافي ويناقض وظيفتي الاصلية ساتعب هكذا وعند حدوث طارئ لن اتمكن من معالجة الخلل وسيكون حال البلد والشعب ظلام طافي باستمرار فقالوا له وانت ايش دخلك من البلاد والشعب..نحن وفرنا لك كل شي مكافآت ووظيفة من اجل هذا الهدف..اطلب الله واهدأ..
مسك الخبير (طافي ) على رأسه وقال في نفسه وابووووووي ايش من بلاد هذه التي لا يوجد فيها استراتيجيه متكاملة للكهرباء حتى استطيع اقوم بعملي عند الطوارئ والرياح..وقال وبوووي يشتوا يهلكوني ويهلكوا الناس لدرجة ان البرنامج الموجود سيصل بالناس الى شتات وانقطاع مزمن سيهلك الناس..
ذات ليله وبعد ان دوخ سنين وعقود يشتغل من الصبح لليل وهو ساعة لاصي وعشر طافي وساعتين لاصي وخمس طافي..قرر الهروب وقال اااااه قد كنت اشتغل في بلادي المتحضرة مع اخي وشقيقي( لاصي )وكنت مرتاح اشتغل فقط في الطوارئ والامطار...والان اجيت الى ارض فاطلق عليها (البلاد طافي للابد) فقرر الهروب واذا بجماعه تقبض عليه وفجرت له عيونه وكسرت أرجله ثم سجنوه في اكبر سجن تحت الارض..
ومن يومها ظلت البلاد عمياء عوراء طافي طافي طافي..وفي احد الليالي كتب الى بلاده قائلا: ( الى ارضي الآدميه..الى والدي( تيار ) الى والدتي الرائعة (محطة )الى شقيقي ( لاصي ) لم اكن اعلم يوما ان هناك ارض منذ عشرات السنين تضع وتخطط لكل برامجها من اجل صناعة الظلام والانقطاعات بشكل مزمن ..الى بلادي انا اسف اني تركتكم وجئت الى هذه البلاد التي اعدمت وشنقت الاضواء الساطعة ومنعت عن اهاليهم العيش بكرامه واستقرار.. انا اسف ايها الناس البسطاء المسجونين للابد في هذه البلدة الطيبة والبليدة والبائسة ))
فألقى بنص عينه من النافذة فسمع بعض المعنيين في هذه البلاد وهم يخططون لوضع كهربائي قادم وبرامج شيطانيه جديدة اشد وحشيه ومظالم وفتكا بالعباد..ثم تنهد وقال: ياساتر....