7 /10/ 2006م هناك مثل شعبي يقول «اللي مايستحي يعمل ما يشتهي» هذا المثل ينطبق حرفياً على موظفي التحكم الذين يمارسون هوايتهم اليومية بقطع التيار الكهربائي لساعات وفي أوقات تزيد الناس حنقاً وغضباً قد يكون سبباً بجرح صيامهم في شهر رمضان الفضيل. مشكلة الكهرباء التي بلغت سن الشيخوخة تبدو كأنها عويصة بلا حل كُلما مرت سنة نقول ستنفرج نجد القادم أسوأ فالانطفاءات تزداد بصورة لا يمكن لأي إنسان يعيش في جزيرة نائية ببلاد الواق الواق أن يتقبلها فكيف باليمن السعيد بلد الحضارة والتاريخ العريق. كثير من دول العالم ألغت من قاموسها انطفاءات التيار الكهربائي وذلك لأن أي انطفاء ولو لدقائق يعتبر مؤشراً لكارثة تنذر بالخطر يجعلها تستنفر كافة الأجهزة في حالة تأهب قصوى تفادياً لوقوع خسائر مادية وبشرية خاصة الدول التي تعتمد على الكهرباء في كل شيء. فتلك الدول تدرك قيمة الكهرباء في حياة شعوبها وليس كما عندنا حيث ننظر للكهرباء بأنها اضاءة لمبة وتشغيل تلفزيون أو ثلاجة .. هذه النظرة تعززها قصة حدثت للأستاذ/ عزالدين سعيد عندما كان مشاركاً بمؤتمر دولي في إحدى الدول الأوروبية عندما تحول ذلك المؤتمر الحقوقي إلى فوضى وهرج ومرج بسبب انطفاء التيار الكهربائي لدقائق معدودة. الكل كان مهموماً وقلقاً إلا «أبو يمن» الذي وجد الموضوع عادياً جداً جداً، أيش يعني انطفاء التيار لدقائق، ففي اليمن إذا انطفأ التيار يوماً كاملاً لن يندهش أحد، بل العكس لو مر اليوم بسلام دون انطفاءات للتيار فهنا ستكون الدهشة وعلامة التعجب، وهذا هو الفارق بيننا وبينهم. الحمد لله على كل حال نحن راضون فلا أحد يعلم في هذه المعمورة أن في اليمن شيئاً اسمه انطفاء للتيار الكهربائي إلا هذه الأيام عندما ظهر المواطن عبدالله علي عبر الاتصال ببرنامج حروف وألوف بقناة (MBC) وهو يقول للمذيع أن التيار «طافي» وسوف يشارك عبر الهاتف دون مشاهدة الحروف وحتى الالوف.. وجاء يمني آخر يعاني من نفس المشكلة فكانت فضيحة بجلاجل عبر الفضائيات.. ولأن السماع ليس مثل المشاهدة فقد انسحب صاحبنا وخرج من المولد بقليل من الحمص، ولو كان هناك تيار لحصد أكثر من 1053 ريالاً سعودياً وياريته يشتري بهذا المبلغ ماطوراً صغيراً حتى إذا جاءت ضربة حظ مرة أخرى وشارك في أية مسابقة يكون أكثر استعداداً لها.. فالحكاية شكلها باتطول. في الأخير يلاحظ في أغلب المحافظات أن الانطفاءات تحدث بعد الفطور وقبل السحور مرتين في اليوم، السؤال هل الكهرباء تعتبر من مبطلات الصوم أم غلاسة من القائمين على الكهرباء في الشهر الكريم؟!