إن الحديث عن انطفاءات التيار الكهربائي بات أشبه بالاسطوانة المشروخة.. وأية تناولة « لن تسمن ولا تغني من جوع » خاصة بعد أن قال المهندس عوض السقطري - وزير الكهرباء - أثناء استجوابه في البرلمان : إن المرحلة القادمة ستشهد الأسوأ في الانطفاءات لنظراً لضعف الطاقة التوليدية في التيار.. أي باختصار «جيم أوفر» انتهى كل شيء، وإذا كان للحديث بقية علينا استثماره في الصبر لعله يكون مفتاح الفرج. مشكلة الكهرباء ليست في بيرباشا وإن كانت تعز وإدارة التحكم المركزي حبايب من زمان بإعطائها الأولوية في الانطفاءات.. ولا في البساتين بعدن أو حارة المطراق بالحديدة أو فوه بحضرموت.. القضية «عويصة» وحلها ليس بيد السقطري فهو لا يمتلك عصا سحرية بل حلها يمكن في وجود إدارة وإرادة قوية نتمنى أن يتجاوز بهما المعضلة التي شاخت وشخنا معها، ولو بالشيء اليسير وأعتقد ودون مبالغة أن المهندس السقطري قد يكون الوحيد من الوزراء السابقين ممن تسلموا حقبة الكهرباء وهي محاطة بماس كهربائي قوته 220 فولت.. ورغم أنها تركة ثقيلة لاتتحملها الجبال.. إلاّ أنه كان صادقاً مع نفسه ومع الآخرين عندما وضع الجميع في محك اشكالية توليد التيار الكهربائي دون أن يأخذ أحداً إلى أرض الأحلام أو نووي بهران بل إلى البرلمان وقبلها كشف عن مديونية لو حصلت لكنا إن لم نشيِّد بها محطات كهرباء فسنعزز الموجود وحدثناها بحيث تتمكن من التغلب على انخفاض القدرة التوليدية نتيجة عدم توافر قطع الغيار أو مخصصات الشراء التي تبدو انها في المجهول.. مليارات الريالات لاتزال تبحث عن التحصيل والتوريد إلى خزانة الكهرباء الخاوية على عروشها. ما سبق يجعلنا نتمسك بالصبر ونقف مع الوزارة مساندين في توجهاتها الحالية في إحداث تحسينات في الشبكة الكهربائية والحفاظ على المفقود من التيار عند مستوى أدنى حتى إذا دخلت محطة مأرب الغازية الخدمة تكون هناك شبكة بحق وحقيقة قادرة على استيعاب القادم إليها من طاقة. وكذا البحث عن بدائل تحل الأزمة نهائياً والوقوف أمام القضايا بوضع المعالجات الناجعة حتى لا نصحو ونجد أنفسنا في بيوتنا نعيش كهرباء قوتها أبو فانوس وماركتها.