مجيدة محمدي عَصِيّةٌ ، على الترجُّلِ عن ظلها، على الانحناءِ لفكرةٍ مشروخةٍ تُعيدُ تدويرَ النخاسة بلغةٍ حداثيّة، على القوالبِ التي تنحتُ النسوةَ من طينِ الطاعة، و التكيّفِ مع سقفٍ مُنخفضٍ للحلم . على السيرِ في مواكبِ التصفيقِ لأصنامٍ تُطْعِمُ الفقراءَ بالوهمِ وتغسلُ يدَيْها بالمسكِ المُهرّبِ من دمهم.
عصيّة ، على البكاءِ أمامَ جمهورٍ يطلبُ الدمع كمشهد ترفيهي، على الصمتِ حينَ يُغتَصَبُ المعنى، وتُغتالُ النبوءاتُ في مهدِ حروفِها، على أن تكون مجازًا حينَ يُطلَبُ منها أن تفررِغَ ذاتها في استعارةٍ عقيمة.
عَصِيّةٌ ، على قَولِ ما لا تؤمنُ به، على كتابةِ قصيدةٍ تبرّرُ نُدوبَ التاريخِ أو تُعقّمُ الذاكرة، و على تلميعِ الظلالِ المُتَعبةِ بطلاءِ النسيان.
عَصِيّةٌ ، كحرفٍ نافرٍ في قصيدةٍ مَرَجِيّة، كأنثى ترفضُ أن تكونَ فاصلةً في جملةٍ ذكوريّة، كنخلةٍ تنبتُ في أرضٍ مالحةٍ وتُصِرّ أن تثمر. على مصافحةِ الوقتِ الذي يَسلُبُها اسمها ويُهدي إليّها رقمًا في ملفِّ الإحصاء.
عَصِيّةٌ ، وتملكُ شجاعةَ النهوض كلّما ماتت قليلاً، و تكتب ذاتها، كما تريد، بلا وصاية، بلا مُلقِّن، بلا عذرٍ يجعلُ من الخنوعِ سردًا مقبولاً.