منذ ستين عامًا، لم يجرؤ أي رئيس سوري على زيارة الولاياتالمتحدة. كان حافظ الأسد يفرض شروطه، يختار هو مكان اللقاء، بين دمشق أو جنيف، رافضًا الخضوع لأي ضغوط أو إرغام على التنازل. في عهده، كانت سوريا دولة تصنع خياراتها بنفسها، دولة تُحكم ولا تُقاد. اليوم، الوضع مختلف بشكل صارخ. الجولاني يهرول إلى واشنطن ليضع توقيعه على ما فُرض عليه، بعد أن أصبح الجنوب السوري منزوع السلاح، عاجزًا عن المناورة، عاجزًا عن الد فاع عن مصالحه، عاجزًا عن حماية الأرض التي وُجد فيها الشعب.
سيكتب التاريخ بكل وضوح أن بضعة ملايين من العلويين صمدوا وحافظوا على سوريا، بينما أمة المليار تخلّت عنها وبيعت.
لقد تم أُخذ الجولاني إلى قلب الولاياتالمتحدة ليعلن للعالم أجمع بيع الجولان، أمام أنظار الجميع. وأي عاقل يدرك أن ما يُباع مرة واحدة لا يُعاد بيعه، ما يجعل هذا الفعل
صك براءة لحافظ الأسد وللعَلويين أمام التاريخ، شهادة لا تقبل الجدل على صمودهم وإصرارهم على حماية وطنهم.
أيها السادة، التاريخ لا ينسى، والتاريخ يحاسب. ومن يعتقد أن التنازل عن الأرض والتخلي عن المسؤولية هو نجاح، سيجد نفسه مجرد شاهد على عظائم أولئك الذين صمدوا، وحموا وطنهم حين تخلى عنه الجميع.