قصص "صياد الظلال" في الحرب السيبرانية وحماية العقول في حضرة الكشف والإنجاز. في الجزء الأول، أكدنا على وجود الاستثناء المضيء؛ ذلك الجهاز الأمني الوطني الذي يرفض قاعدة "لا تقترب، لا تلمس، لا تفضح"، ويقوم بواجبه ك "حارس للعهد" و"درع منيع". وفي الجزء الثاني، ربطنا بين يقظة هذا الجهاز وضرورة الشريك الصامت والأقوى؛ المواطن الواعي، مشيرين إلى تحوّل المعركة إلى "حرب أدمغة" و"ميدان وعي رقمي"**. اليوم، نكشف الستار عن صفحات صامتة من ملاحم "صياد الظلال"؛ إنجازاتٌ تُروى بهدوء لكنها تهز عروش المتآمرين وتفكك شبكاتهم الخبيثة التي لا تريد لوطننا استقلالاً ولا عزاً، وتخدم أجندات صهيونية وغربية لا تخفى على بصير. نماذج من يقظة "عين الوطن الساهرة" إن إنجازات الجهاز الأمني تتجاوز بكثير ما يمكن الكشف عنه علناً، لدواعي العمل وموجبات السرية، لكن بعض الشواهد التي سُمح بالكشف عنها، ترسم صورة واضحة لمدى الاحترافية والتضحية التي يعمل بها رجال هذا الميدان: * تفكيك شبكات التجسس الكبرى: لم تعد العملية مجرد "صيد أفراد"، بل باتت تتعلق بتفكيك منظومات متكاملة تعمل على مدى سنوات طويلة. فكم من محاولة لاختراق المنظومات السيادية تم إحباطها في اللحظات الأخيرة؟ وكم من عميل تم تجنيده بأساليب "ناعمة" ليخدم المشروع التخريبي، وقبل أن يتمكن من بث سمه، كان "صياد الظلال" يده تسبق يده، وعينه تكشف سره؟ * حماية البنى التحتية الحساسة من الهجمات السيبرانية: لا تقتصر معركتنا على الميدان العسكري. إن البنى التحتية، من شبكات اتصالات ومنظومات طاقة ومصارف، هي شريان حياة الوطن. لقد تمكن الجهاز من صد هجمات سيبرانية كبرى، كان هدفها شل الحركة الاقتصادية والخدمية للوطن، وإحداث فوضى داخلية تبدو كأنها "عطل فني"، بينما هي في حقيقتها "تخريب ممنهج" يهدف إلى إسقاط هيبة الدولة أمام شعبها. * التصدي للغزو الناعم والمحتوى المسموم: وهي أخطر المعارك في العصر الحديث. فبفضل اليقظة الاستخباراتية المتخصصة، تم تحديد ورصد بؤر إنتاج وتوزيع المحتوى الهدّام والإشاعات المغرضة التي تستهدف تدمير النسيج الاجتماعي الصنعاني المقاوم، وضرب الروابط الدينية والوطنية. هذا العمل يمتد لمواجهة تقنيات متقدمة مثل الحسابات الوهمية (Bots) و التزييف العميق، ولا يقل أهمية عن إحباط عملية تفجير، لأنه يحمي "العقل الوطني" من الانفجار والتآكل. العبرة من الكشف: إن ذكر هذه النماذج ليس للتباهي، بل لترسيخ الثقة في قدرة هذا الجهاز على الحماية والردع، وللتأكيد على أن كل مواطن في يمننا الحبيب ينام قرير العين يعود الفضل فيه -بعد الله- إلى عين ساهرة لا تعرف الكلل. الشراكة بين الاحترافية والوعي لقد ذكرنا أن الوعي المجتمعي هو الركن الأساسي في خندق الأمن. وتكشف هذه الإنجازات عن أن نجاح "عين الوطن الساهرة" يرتكز على معادلة ثلاثية: * الاحترافية المهنية: التطور التقني والتدريب المستمر لرجال الأمن لمواجهة أساليب العدو المتجددة. * الوطنية الصادقة: الإيمان المطلق بالقيادة والوطن الذي يدفع هؤلاء الأبطال لتقديم أرواحهم رخيصة في سبيل أمن الجميع. * الشراكة المجتمعية: التفاعل الإيجابي للمواطن، بتقديم المعلومة الصحيحة، ومقاومة الشائعة، ورفض الفكر الهدّام. إن "الرسالة الوطنية" التي يجب أن تكون في صميم الواجب هي في جوهرها دعوة إلى هذا التناغم؛ بين درع أمني صلب، وسياج فكري شعبي منيع. فلنكن جميعًا الدرع الذي يحيط ب "عين الوطن الساهرة"، ولنُحيي في نفوسنا وضمائرنا الحس الأمني والمسؤولية المشتركة. فالمعركة مستمرة، وعمق التآمر يتطلب عمقاً مقابلاً في اليقظة والاحتراف. ولتكن شاشاتنا وضمائرنا هي الخندق الأول الذي يواجه الإشاعة والفكر الهدّام. والله من وراء القصد، وهو ولي التوفيق.