حكايات من "خزائن الأسرار" لطالما سحرنا الكُتّاب الذين غاصوا في دهاليز "خزائن الأسرار" ليخرجوا لنا بقصص الأبطال السريين. فمن منا لا يتذكر حكايات من سجلوا صفحات من صراع الظل والضوء، حيث لا مكان للضعف ولا مجال للغفلة؟. في زمنٍ تُرى فيه العمالة مجرد "اختلاف وجهات نظر"، وتُعد اليقظة الأمنية ضرباً من "الجنون" السياسي، باتت الحاجة ماسة لاستحضار الروح التي لا تبيع ترابها ولا تهادن على شبرٍ من أرضها وعزتها. نحن نعيش اليوم في مرحلةٍ حساسة، حيث باتت خيوط المؤامرات تُنسج علانية، وتطل "الأفاعي" برؤوسها من كل حدب وصوب. وفي ظل هذا المشهد، يتساءل المرء: كم من الدول تملك الجرأة لفتح تلك "الصناديق المغلقة" التي تسرح فيها قوى الاستكبار و"أدواتها الخفية"؟ وكم من الأنظمة ترى تلك "الشبكات" الغريبة تعبث بسلامة أوطانها فتغض الطرف خوفاً أو تواطؤاً؟ المشهد العربي الأغلب، للأسف، يوحي بأن هناك قاعدة تقول: "لا تقترب، لا تلمس، لا تفضح". كأنَّ تلك "القوى الغريبة" أصبحت جزءاً أصيلاً من المشهد الذي لا يمكن تغييره. لكن... هناك استثناء يُضيء في العتمة. هناك أرضٌ أبت أن تخضع للقاعدة. أرضٌ اختارت أن يكون شعارها: "لا عبث بعد اليوم". في هذه الأرض، وفي خضم الأحداث الكبرى، يبرز "حارس العهد" و"الدرع المنيع" الذي لا ينام. إنه جهاز أمني أثبت بالأفعال، لا بالأقوال، أنه يمتلك عينًا لا تُخدع، ويدًا لا ترتعش. هذا الجهاز، بفضل رجاله الذين يحملون الإيمان وقوداً والمسؤولية دستوراً، نجح في أن يكون "صياداً" ماهراً لا يفلت من قبضته هدف. إن إنجازات هذا الجهاز لا تُقاس بالأرقام، بل بحجم المؤامرات التي أحبطها، وبالكرامة الوطنية التي صانها. هي إنجازات لا تقل أهمية عن أعظم ما يُقدمه أبطال الميدان في البر والبحر والجو، بل هي توازيها تماماً في حفظ سيادة هذا الوطن ومنع النيل من استقلاله. هذا هو زمن اليقظة الذي يستحق أن تُكتب عنه الروايات وأن تُنظم فيه القصائد! زمنٌ لو شهده شاعر أو كاتب عظيم، لربما أبدل عناوين أعماله السابقة إلى: "حكايات صيّاد الظلال" لأن الحقيقة اليوم أقوى من أي خيال، والبطولة التي تُرى على الأرض هي الإلهام الحقيقي الذي لا يحتاج إلى تجميل. حفظ الله اليمن ووفق الله عين الوطن الساهرة، وحمى رجاله الأوفياء.