مريم وفطوم.. غضب الشباب يكتب اسميهما على الطريق البحري في عدن شبوة برس – خاص من متابعات محرر شبوة برس، برزت خلال الأيام الماضية ظاهرة لافتة على الطريق البحري الرابط بين جولة كالتكس بالمنصورة ومديرية خور مكسر، حيث ظهرت كتابات على قواعد أعمدة الإنارة حملت اسمَي "مريم" و"فطوم"، في تعبير صارخ عن حالة الاحتقان الشعبي والقهر المعيشي الذي يعيشه شباب عدن والجنوب تحت شرعية رشاد العليمي الغارقة في هوس المال والترف.
وتحولت تلك العبارات إلى مادة واسعة التداول في منصات التواصل، بين السخرية والاستغراب، لكنها في جوهرها تعكس حجم الألم الذي يدفع الشباب إلى التعبير عن غضبهم بطرق غير مألوفة، بعد أن أرهقتهم الأوضاع الاقتصادية المنهارة وتراكم الفساد وغياب الحلول.
ورصد محرر شبوة برس قيام فريق من صندوق النظافة وتحسين العاصمة عدن يوم أمس بإزالة تلك الكتابات وطلاء قواعد الأعمدة لإعادة المنظر الجمالي للطريق البحري، باعتبار أن مثل هذه الأعمال تشوه صورة المدينة. كما دعا الصندوق المواطنين إلى الحفاظ على الممتلكات العامة والجهود اليومية التي يبذلها عمال النظافة في الشوارع والأحياء والسواحل.
غير أن ما حدث على الطريق البحري لا يمكن قراءته كمجرد تشويه عابر، بل هو رسالة احتجاج صامتة تصرخ من قلب عدن، تكشف جيلًا من الشباب يشعر بأنه تُرك وحيدًا في مواجهة الفقر والبطالة وانعدام الخدمات. وهي رسالة تعكس أثر السياسات الفاشلة وغياب العدالة في إدارة الشرعية التي كرست الفساد وضيّقت سبل الحياة الكريمة.