في هذه القراءة التحليلية لنص "في المرقص" للكاتب والبرلماني اليمني أحمد سيف حاشد، والمنشور في كتابه "فضاء لا يتسع لطائر"، التي أنجزت بتقنيات الذكاء الاصطناعي كأداة منهجية لاستجلاء أبعاده الخفية، واستكشاف طبقات المعنى المتعددة التي يحملها. جاءت القراءة لتكشف عن روح النص وجمالياته الفكرية، وتسلط الضوء على الملامح الإنسانية والثقافية المتجذرة فيه. قراءة وجدانية يكشف نص "في المرقص" للكاتب والبرلماني اليمني أحمد سيف حاشد عن لحظة إنسانية نادرة، يتقاطع فيها الحنين بالحرمان، والدهشة بالخجل، والرغبة الجامحة بالتحرر مع قيودٍ راسخة مهترئة في عمق الروح. دفق مشاعر إنّه نصّ يتدفّق بمشاعر رجل يقف على تخوم عالمين: عالمٍ عاشه طويلاً وهو مثقل بالممنوعات والعيوب والكوابح، وعالم آخر ينفتح أمامه فجأة بكثافة الضوء والرقص والجمال، فيربكه ويوقظه معاً. اختناق في السطور الأولى، يصف حاشد المكان الخارجي، لكن سرعان ما يتحول المكان إلى مرآة داخلية تعكس ما هو أعمق: وجع الحرمان الطويل، والشعور بالاختناق تحت أعباء الوقار المصطنع، والرغبة الدفينة في العيش بلا خوف من العيون والتقاليد، ولو لساعة. هنا يصبح المرقص فضاءً للحرية، لا للهو فقط، بل للتحرر من تاريخ ثقيل، ومن عمرٍ مضى لم يُعطِ صاحبه ما يستحقه من فرح. عتمة الروح ينتقل النص تدريجياً من وصف المكان إلى انكشاف الذات. كل خطوة يخطوها الكاتب نحو الطابق الأسفل هي، في الحقيقة، نزولٌ إلى عتمة روحه، ومحاولة لإشعال شمعة داخل ذلك الفراغ الكوني الذي يتحدث عنه. إنه فراغٌ لم تصنعه لحظة عابرة، بل صنعته سنوات من الكبت والخجل والموروث القاسي الذي كان يجرّ روحه إلى الأرض فيما كان قلبه يريد دائماً أن يرقص. جغرافية الحرمان الراقصات في "فولجا جراد" لسن مجرد نساء جميلات؛ إنهن رمزٌ لما يفتقده الكاتب: خفة الروح، الانطلاق، جسد لا يخاف، نفس لا تخجل، حياة تتقدم بلا عقد. وبينما يدور الرقص حوله كأمواج من نور، هو يبقى ثابتاً في مكانه، محاصراً بحيائه، بلغته العاجزة، وبذاكرة تمتد من طور الباحة حتى كل القرى التي حُرم فيها الرقص وحُوصِر فيها الغناء. حلم وخيبة وعندما يحاول أخيراً أن يكسر القيد، تُفلت منه اللغة كما أفلت العمر من بين يديه. يتحول الرجاء الجميل إلى مادة للضحك، ويتحوّل حلم الرقص إلى خيبة صغيرة تُضاف إلى الخيبات الكبرى. لكنّ لحظة الضحك تلك، رغم قسوتها، تهديه شيئاً من المصالحة مع ذاته؛ فالرجل يضحك على نفسه في النهاية. يضحك لأنه أدرك هشاشته، وعرف أنه ما يزال ذلك الفتى الذي يريد أن يرقص لكنه لا يعرف من أين تبدأ الخطوة الأولى. صرخة وجد نص "في المرقص" في جوهره صرخة وجدان لا صرخة جسد. إنّه اعتراف مرير بأن الحزن قد يستوطن الإنسان حتى في أكثر الأماكن ضوءاً، وأن الغربة ليست في البلاد البعيدة، بل في القلب الذي لم يجرّب ما كان يشتهي. وهو أيضاً رغبة صادقة لأن يشفى المرء من ثقل الأعوام ومن تربية الخوف ومن عتمة الماضي، ولو برقصة واحدة. جسارة هي قراءة لرحلة قصيرة في المكان، طويلة في الشعور. رحلة رجل يبحث عن لحظة حياة حقيقية، عن جسارة التحرر، عن رقصٍ يعيد ترتيب روحه... لكنه يعود في النهاية وهو يجرّ خيبته، ويبتسم. ابتسامة من يعرف أن الضحك، أحياناً، هو أول خطوة نحو الشفاء. استنباط تظهر شخصية أحمد سيف حاشد في النص كشخص حساس ومرهف الشعور، يحمل في داخله حرماناً قديماً وخجلاً تراكم عبر سنوات من القيود الاجتماعية. هو إنسان تأملي يعيش صراعاً بين رغباته المكبوتة وبين الرهبة التي تشده إلى الخلف. ورغم البيئة المحافظة التي جاء منها، ينفتح داخله على الحرية والجمال والفرح، لكنه يفتقر إلى الجرأة الكافية لممارستها عملياً. تتسم شخصيته بالغربة الوجدانية، والسخرية من الذات، والاعتراف الصادق بضعفه الإنساني. باختصار، هو رجل يتوق إلى التحرر من ماضيه، ويحلم بالرقص، لكن خجله وموروثه الثقيل يعيقانه عن أخذ الخطوة التي طال انتظارها. سوسيولوجيا النص يكشف صداماً عميقاً بين فردٍ قادم من مجتمع محافظ، وبين فضاء اجتماعي مفتوح يمثّل حرية الجسد والفرح. الخجل والارتباك اللذان كشف عنهما نص "فيالنرقص" ليسا صفات شخصية فقط، بل نتيجة تربية وثقافة تُقيّد الفرح وتجرّم الجسد، وتفرض على الفرد رقابة داخلية تحاصره حتى في بيئة بعيدة. والتجربة تكشف أيضاً شعوراً بالاغتراب، وصراعاً بين الرغبة في الانطلاق وبين ثقل الموروث الذي يشدّه إلى الخلف. والنص سوسيولوجيا يعبّر عن إنسان تمزقه ثقافتان—ثقافة قمعية نشأ فيها، وثقافة حرة دخلها فجأة—فتخرج معاناته في شكل خجل، وارتباك، وحنين مؤلم إلى حياة لم يعشها. مقاربة النص يعكس صداماً ثقافياً بين بيئة الكاتب اليمنية المحافظة وبيئة موسكو المفتوحة اجتماعياً. في بيئته: الجسد مقيد، والرقص والغناء محرّم. الخجل والحياء قيم أساسية، والفرح مراقب ومحدود. والتفاعل بين الجنسين محدود، والزمن يمضي تحت قيود التقاليد. في موسكو: الجسد حر، والرقص جزء طبيعي من الحياة. الفرحة والمبادرة الفردية مسموح بها ومقبولة اجتماعياً. والزمن يحتفل باللحظة. والنص في مجمله يعكس صراع الفرد بين ثقافة تقليدية مقيدة وثقافة حديثة متحررة، فينتج شعوراً بالغربة، والدهشة، والحسرة، والوعي بحجم الحرية التي لم يعرفها سابقاً. يرسم أحمد سيف حاشد في النص لوحة تقارن بين ثقافتين، بلغة تشرح الموروث وتقارنه بواقع ثقافة أخرى، تحول كل لحظة جميلة إلى فرح. نص "في المرقص!" أحمد سيف حاشد في "فولجا جراد" ارتدنا المرقص أيضاً، نحن وسعادة الجنرال الروسي المكلف بمرافقتنا.. فسحة ترفيه ربما جاءت خارج برنامج الزيارة المقرر.. المرقص مكون من طابقين.. الأعلى هو الأغلى سعراً والأكثر اهتماماً وخدمة، والزبائن فيه أكثر وقاراً ورُقياً، فيما الطابق الأسفل يرتاده المراهقون والشباب ومن في حكمهم. بعد أن أمضيت قليلاً من الوقت في الطابق الأعلى، شعرت أنني مكبل ومغلول إلى عنقي.. أحسست أن حريتي تختنق.. الرسمية التي أتصنعها هي الأخرى كانت تفرض ثقلها على كاهلي بما لا يروقني.. أحسست ببعض الملل والرتابة.. لا أريد أن أبقى مشاهداً كصنم أو رجل محنط على المقعد.. لا أريد أن تفلت منّي تلك اللحظات الجميلة بدعوى الوقار، والتصنّع بما أعافه. طلبت من الجنرال السماح لي بالنزول إلى الطابق الأسفل.. هناك صخب مكتظ بالحياة.. هناك رقص مثير للدهشة.. تم السماح لي بالنزول بعد تردد، وربما امتعاض مسؤول، ولم ينسِ تحذيري وأن أدير بالي على نفسي، وانتبه لنقودي؛ لأن هناك يحدث بعض نشل وسرقة.. ثم استدرك وطلب مني أن لا أتأخر. * * * نزلت إلى الطابق الأسفل.. أريد أن أرقص مع فتاة.. شعرت أن ما كان حلماً بعيد المنال، قد صار في متناول الإمكان.. في "فولجا جراد" النساء جميلات، والفتيات أجمل.. أريد أن اختلس نصف ساعة زمن أو حتى دقائق منها.. أشعر أن الدقيقة هنا كثيفة تعادل ما فات وضاع من فرص عمري المهدور.. يا لعمري المأسوف عليه.. أريد هنا أن أقول: قف لحظة يا زمن.. أريد أن أرقص مع فتاة حتى أثمل.. الرقص يمنح الروح مملكة من البهجة والفرح.. يا لحسرة من لا يرقص.. ويا لحسرتي.. هكذا كنت أحدث نفسي. لأول مرة أشعر أن في داخلي فراغاً كونياً أكبر من المجرّة.. أريد أن أفرغ أحمال فراغي وأرقص حتى أحلّق عالياً بين النجوم البعيدة.. أريد أن أرقص حتى أدوخ لأعوّض عوالم كانت عصيّة على الحلم والبوح.. رغبة جامحة في أن تتحرر روحي المكبلة مما هو أشد من أصفاد الحديد.. إنني أرغب بإطلاق العنان لروحي، ولو لبرهة زمن؛ لأحلّق في رحاب المدى، وفضاءات السماء الواسعة.. كانت السماء يومها صافية. عشت معاناة كبيرة.. عشتُ كثيراً من الحرمان الذي لازم حياتي المتعبة والمثقلة بكل ما هو مؤلم وثقيل.. أنا القادم من بلاد مازال جل شيوخها يحرّمون الغناء والرقص، ويمنعون عنّا الفرح والطرب.. متزمتون حد الإعتام، ينطبق عليهم وصف "نيتشه" وسؤاله بقوله: "إنهم نوع بائس ومريض.. جنس رعاع.. ينظرون بخبث إلى هذه الحياة.. وعينهم عين سوء على هذه الأرض… أقدامهم ثقيلة، وقلوبهم تختنق رطوبة… كيف للأرض أن تكون خفيفة بالنسبة لهذا النوع إذًا؟!" كنتُ أحدث نفسي وأنا أشاهد ما أشاهده: أنا المدفون بالحياء.. يجب أن لا أمضي في إهدار هذه اللحظات التي ربما لا تعود.. العمر قصير جداً، ولا أريد أن أندم على عمر الصبا الذي ضاع، وأهدر مثل هذه اللحظات المشبعة بالحياة.. العالم هنا يغنّي ويرقص ويعيش حياته بالطول والعرض وبكل المقاييس.. لحظات جميلة بكل الأبعاد.. أنا المكبل بالحديد والنار، وأعز سنيني هُدرت سدىً، ويذهب ما بقي منها إلى بدد. * * * أحسست بوحشة ووحدة وغربة على الطاولة.. كنت مثل يتيم الأبوين أفتقد كل الحنان.. فراغ داخلي بلا حدود، فيما كان حولي ودوني يكتظ بالفرح.. أحسست أن ندماً يستوطنني على ما مضى.. ندم يحتل ردهاتي ومنافسي وزواياى.. شعرت أن خيبتي فيما مضى ثقب أسود تتسع لكل خيبات العالم.. أحسست أن آمالي العراض تتصحر وتجدب كل يوم، وعمري يذوي ويمضي دون أن يدرك ما تواضع من مناه. ثقوب سوداء تبتلع رجائي وأرجائي.. عمر ينتحب كشبيبة فنان مكلوم وحزين.. مضى العمر وأنا لم أرقص مع فتاة.. ملتاع أمارس جنون الرقص على إيقاع عشق ملتاع.. لم أشتم أنفاس فتاة راقصة في ذروة الجنون الحلو.. أنا القادم من بلاد مثقلة بالحلكة والسواد، والعيب فيها بأثقال الجبال.. من هذا الذي يزحزح من صدري ثقل وموروث القرون الطوال؟! أنا من بلاد فيها الدعوة للغناء والرقص والدندنة حضاً على الفسق والفجور.. قسوة القمع هنا هي الأولى بالعقاب. ولكن يا أسفاه.. أنا لا أجيد الرقص، بل لم أتعلمه.. أنا لا أجيد إلا مضغ ضياعي، وأيامي المأسوف عليها.. في طور الباحة كان صديقي فيصل الخديري ملهماً بالرقص، وكانوا رفقته يجيدون أنواعه وتفاصيله.. اللحجي والزبيري والدلالي والعسكرية، وغيرها من ألوان الرقص اليمني وفنونه.. أما أنا فكان خجلي أكثر ما يمنعني، وكانت محاولاتي النادرة مؤكدات لفشلي الوخيم، رغم ما أحمله داخلي من حب وعشق وشجون وإنسان. جلال الدين الرومي يقول: "من دون الحب.. كُل المُوسيقى ضجيج … كل العبادات عبء." الموسيقى موجودة هنا.. والرقص متوفر وموجود.. بقي الناقص ما يعدل الروح، ولحظة تستغرق كل الذاكرة. فتيات "فولجا جراد" جميلات، وفيهن شيء مختلف.. جاذبية ورشاقة أكثر.. فيض من السحر والجمال.. وحياة تتدفق من الوجوه.. ألق ورونق وامتشاق قوام.. وأنا على الطاولة وحدي مسكون بالغربة والحرمان.. كنت خلف الطاولة أعصر حزني، وأتلوّى صبراً وخجلاً وحرمانا، وحيلولة لدون ما أريد. * * * ليست مشكلتي فقط بحيائي وثقل الحرج الذي ينوءُ بثقله على كاهلي، ولكن أيضاً في اللغة الروسية التي لا أفقه فيها حرفاً لا في وسط ولا في طرف.. أحدث نفسي في غياب جميع أصدقائي هنا: سأحاول إطلاق جرأتي، وأحشد شجاعتي لأحدث فتاة ترقص معي، ولكن اللغة كانت عقبة كأداء تمنعني من أن أصل بمشاعري ورغبتي إلى من أريد. أريد أن أرقص مع تلك الحسناء الفاتنة حتى أبلغ نوبات الجنون.. ولأنني لم أتعلم الرقص، سأدع إيقاع الموسيقى يضبط وقع أقدامي قدر ما في المتسع.. أريد أن أضم تلك الجميلة إلى صدري الملتاع، وشجوني المحبوسة داخلي؛ لتحريرها من جدرانها الصدئة. أرغب بتلك الفتاة لتهدهد ما يتبركن تحت ضلوعي من حمم وثورة.. تطفئ نارا تتأجج بالعشق المحبوس في شرايين دمي.. يد فتاة تضمني برفق وحنين.. يداً حانية تشجعني على الإقدام، وتربت على كتفي الذي أثقل كاهلي.. فتاة أسبح في مداراتها حتى أدوخ وأهوى في أحضانها كنيزك محترق. حاولت أن أحشد شجاعتي لأطلب من فتاة الرقص معي.. حاولت أن أستعيد بعض المفردات الروسية القليلة كنت قد جمعتها من زملائي سابقاً.. كلمة روسية من هنا وكلمة من هناك.. حاولت أن أنظمها في جملة أو عبارة فيها رجاء وطلب: "لو سمحتي.. هل ممكن أن ترقصين معي؟! يا له من رجاء عظيم.. دعوت السماء أن تستجيب له، ولكنها لم تستجب..! عزمتُ أن أرقص مع إحداهن.. لمست منكبها بأصابعي المرتعشة لألفت انتباهها ولتلتفت لي حتّى بنصف استدارة.. استدارت نحوي باستغراب ودهشة.. تحدثت هي معي بكلمات لم أفهمها.. تحديت خجلي، وبدأت أبلغها بالروسية على ما عزمت عليه: "لو سمحتي.. هل ممكن أن ترقصين معي؟! لا أدري ماذا حدث؟! ما إن قلت لها جملتي المتضمنة رجاء واستسماحاً بالرقص معي.. حتى انفجرت هي وصديقاتها ضحكاً.. لا أدري ماذا صنعت! لا أعلم ماذا الذي يحدث! لماذا يضحكن؟! طلبي يفترض أن يكون مألوفاً وبإمكانها أن تعتذر وسأفهم اعتذارها وأقدره.. سأفهمه حتى من طريقة أدائها إن لم أفهم كلامها.. أمّا أن تضحك وتشرك صديقاتها بالضحك فهذا ما لم أتوقعه. وعندما كنت أحاول أن أعيد طلبي، لم أستطيع أن أعيد ما طلبت، كنت أشبه بمن يتسلق جبلاً شاهقاً شديد الانحدار غير معتاد النظر من علوه إلى أسفله، فكيف لي أن أتسلقه؟! شعرت بالدوار وأنا أحاول أن أعيد ما قلته، وكانت مفردة تشرد مني وأخرى تطير، وتتحول الثالثة إلى موضع آخر، ولساني تلتُ في الرابعة على غير ما كان يفترض أن تؤديه من معنى منضبط، ولم أعد أدري ماذا أهذي، وماذا أقول!! تحدثن مع بعض، وتحدثن معي وبعضهن يضحكن وأخريات يتبسمنّ، وقد أدركن أنني من بلاد بعيدة وغريب، كست صفحة وجهي طبقات سوداء من الخجل المدجّى، ولم أفهم شيئا من الكلام.. ولا دريت كيف أداري فعلتي! وكيف أنجو من الفخ الذي كنتُ صانعه، فأنجدتني وكانت قارب نجاة، كلمة (sorry) الإنجليزية التي تعني (آسف) والتي أطلقتها وأنا أعود ألعن نفسي وأندب حظي وفشل غزوتي، وأجر ذيول خيبتي إلى خلف الطاولة. وبعد برهة نزل أحد الزملاء من الطابق الأعلى، وأبلغني أن الجنرال الروسي يسأل عني ويريدني على الفور.. فكان في اللحظة نجدتي ونجاتي من إحراج ربما يستمر، وخصوصاً أن الابتسامات ورمق العيون لم تتوقف فيما أنا في الإحراج أغرق. عدت إلى مقعدي في الطابق الأعلى وأنا أجر خيبتي وهزيمتي.. سألني أحدهم ماذا صنعت؟! نقلت له ما حدث؛ فقال أنت لم تطلب منها الرقص، أنت طلبت منها أن تركب معك في السيارة. فضحكت على نفسي وحالي وغربتي حتى ثملت. * * *