أثارت فرقة "الواديين" السعودية جدلاً واسعًا بعد أدائها رقصة العرضة على أنغام زامل "ما نبالي" اليمني خلال احتفالات المملكة باليوم الوطني السعودي. هذا الحدث لم يمر مرور الكرام، بل أشعل موجة من ردود الأفعال الغاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر العديد من النشطاء أن هذا الفعل يمثل "سرقة ثقافية" للحن ينتمي إلى اليمن. زامل "ما نبالي" هو لحن شعبي يمني معروف، لكنه اكتسب شهرة واسعة، حيث وكلمات الزامل الأصلية تحث على القتال وتتضمن عبارات حماسية مرتبطة بالعدوان السعودي على اليمن، لهذا السبب، أثار استخدام لحنه في احتفالات وطنية سعودية ردود فعل غاضبة، خاصة وأن المملكة تقود تحالفًا عسكريًا عدوانياً في اليمن ضد الشعب اليمني. وتداول النشطاء مقاطع الفيديو للفرقة السعودية وهي تؤدي رقصة العرضة على أنغام اللحن، معتبرين أن هذا التصرف غير لائق، وقد أثارتتساؤلات حول الوعي الثقافي والفني للقائمين على هذه الفعاليات. بينما يرى البعض أن ما حدث هو دليل على جهل فني، يرى آخرون أن الأمر يذهب أبعد من ذلك، ويشير إلى وجود محاولات لطمس الهوية اليمنية. وعلق عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد الفرح، على سرقة السعودية لحن زامل يمني شهير "ما نبالي" بالقول "ينهَبون الأرض ويسرقون التراث، أقام الناشطون السعوديون ومنابر إعلامهم الدنيا ولم يقعدوها على الملحن المصري حسن الشافعي، بدعوى أنّه استخدم لحن أنصار الله الشهير (ما نبالي ما نبالي)، وضغطوا عليه حتى أجبر على الاعتذار، لا لكونه اقتبس لحنًا دون إذن، بل لأن اللحن في وصفهم "حوثي إرهابي". وأضاف عضو المكتب السياسي لأنصار الله قائلاً: "ولم تمضِ سوى أسابيع حتى وجدنا المملكة نفسها تستولي على اللحن وتوظّفه في احتفالاتها بالعيد الوطني، فإذا به يتحوّل فجأة إلى "مباح مشروع"، ولم يعد إرهابًا ولا محرّمًا، هكذا يتكرّر المشهد: لم يكتفوا بنهب الأرض والثروات، بل امتدت أيديهم إلى التراث اليمني والحقوق الفنية، في سرقة ثقافية سافرة لا تقلّ فداحة عن السطو على الأرض والإنسان، شاهد للنهاية كيف يدينون أنفسهم ويبيحون لهم ما يحرمونه على غيرهم".