مثل نجوم مشعة في سماء ليلة هادئة، أشرقت مدينة تعز في آواخر القرن الماضي بكوكبة من العلماء الفقهاء المحدثون المفتيون والمؤرخون و المفكرون والوعاظ والشعراء ليشكلوا أفقا ممتلئا بالنور ، ومن هؤلاء العلماء الشيخ محمد بن حزام المقرمي والشيخ عبدالواسع الذبحاني والشيخ عبدالرحمن قحطان والشيخ فاضل محمد عبدالله والشيخ أحمد مقبل والشيخ عبدالله سيف العديني والشيخ عبدالله سنان والأستاذ عبدالملك الشيباني والأستاذ محمد علوان مفلح والأستاذ عبدالفتاح جمال والأستاذ أحمد عبدالرب قاسم. وفي هذا الزخم العلمي كان أيضا الفقيه العلامة والداعية الأديب عبدالملك بن داوود الحدابي الذي رحل إلى الرفيق الأعلى بعد حياة حافلة بالعطاء في المجالات العلمية والفكرية والخيرية.
ولد الأستاذ عبدالملك في قرية المشجب عزلة الصلو عام 1927 وحفظ القرآن على أبيه ودرس عليه بعض المتون العلمية في الفقه والحديث واللغة ثم رحل إلى زبيد ودرس على عدد من علمائها الأعلام مثل العلامة أحمد البطاح ومحمد السالمي ومحمد الحيفي وسليمان الأهدل. بعد ذلك غادر إلى مكةالمكرمة ودرس على عدد من علمائها منهم عبدالحق الهندي ومحمد نور وعلوي المالكي ،وحصل على إجازات مختلفة في التدريس والفتيا ،ثم التحق بجامعة محمد بن سعود الإسلامية وتخرج بشهادة الليسانس في الشريعة والقانون.
عاد إلى مدينة تعز في منتصف السبعينات وعمل في سلك التعليم مدرسا وموجها لعدد من المدارس كما عمل في مجالات تعاونية وخيرية ،ظل منزله مرتادا لطالبي العلم ساعيا في حل النزاعات والخصومات وباذلا وقته في الدعوة والخطابة والإرشاد.
ويذكره طلابه بملابسه البيضاء الأنيقة وقامته النحيلة ووجهه الأسمر وصوته الهادئ الرصين وابتسامته المشرقة، بشوشا كريما يشعر الجالس إليه أنه صديق حميم ومحب مخلص،
لمحات من مسيرته الدعوية والإصلاحية
يعد الشيخ من الرعيل الأول للحركة الإصلاحية في محافظة تعز منذ ستينيات القرن الماضي ورافق الأستاذ الشهيد المؤسس عبده محمد المخلافي في دعوته منذ عام 1965 أقام حلقات علمية في مساجد عديدة مثل مسجد المظفر ومسجد الضبوعة وطاف القرى داعيا إلى الله ومصلحا اجتماعيا ومربيا فاضلا.
ساهم في تأسيس المعاهد العلمية المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم كما أسس جمعية معاذ العلمية لخدمة القرآن والسنة منتصف التسعينيات وتولى رئاسة فرع جامعة الإيمان بمحافظة تعز منذ تأسيسه
شارك في تأسيس التجمع اليمني للإصلاح عام 1990 وأصبح رئيس مجلس شورى الحزب في محافظة تعز منذ 1995 حتى وفاته وعضوا في مجلس الشورى العام للحزب
وفاته
وافته المنية مساء يوم الجمعة 19 سبتمبر 2025 في العاصمة الماليزية كوالالمبور بعد معاناة طويلة من المرض.