اذهبي حيث يشاء فأن خراجك عائد اليه ابدا ------------ انتحبتُ بصوتها وارتديتُ رثاء اهلها ونهشتْ احشائي مجاعتها ولم ازل أنهل ماءها المنقوع بالدم ------------ بمشرط صغير تبدو الكلمات المحفورة متوهجة حمراء كجمر يتقد في الظلام ------------ حجر وحيد في القعر الصاخب يتحرك بتؤدة لا تدرك عيناه انه قادم لجزائرها حتما ------------ تناثرتْ على جلبابها المسوخُ وتساقطت خلفها اوراق الشجر واندحرتْ كلُ الوجوه المقدسة فوق حطام المدن ------------ ترمقني زهور البنفسج وفي أصيصها القميء تفتح المجراتُ ثغرَها كأطيار بلا زغب ------------ طاف كما يطوفون وهرول كما هرولوا
في الليل انتحبتْ السماء طويلا وحفرتْ سواقيها الدموعُ ------------ يمتدُ غير مكترث بالمسافة ولا بغروب يتلوه فجر انه يمتد يمتد فحسب ------------ يبيحون لي قرار البحر قرار النهر قرار البئر قرار الكأس قرار القبر ولا قرار لموتي ------------ للزهر أن ينحني ذات يوم في زهرية الثراء ------------ ناسلتْني الايام وحبلتُ بالقحط و الحروب والدماء ولم ألد ولي العهد بعد ------------ في مملكة النمل عصي على الرعايا تسلق حصاة طريق ------------ ايتها الغمامة تبددي متى شئتِ فأن خُرْجه لن يمتليء ابدا ------------
العراق دوما حين يحل الحزن غالبا ما يرحل بتثاقل شديد ------------ غادري المحيطات الزرقاء والقارات الدامية واستقري بين اناملي فهنالك سكينة قلبي وندى القصائد ------------ لا تكفّي عيون العراق كل فجر لزهرتي دمعتان وآهة ------------ للنساء والغرّاف (7) والنخيل نكهة واحدة وعشق يتلألأ على النحور والسعف وصفحة مياه رائقة ------------ انجبتْ قدماي طريقها ولم تنجبْ قدمي الحصى ولا الصخورُ الناتئة بالالم ولا شموسُ الدم المغلقة على آهاتها الحرّى ------------ كرات زجاج ملونة تومض كالشهب وبقعة تراب وكفاه سمراوان متناهيان في الصغر تلهوان بجذل الطيور ------------ أيتمتْني المدائن والشوارعُ المضرجة بعويلي والبيوتُ التي تهدلتْ نوافذها كخصلات شعر رأسها الذبيح ------------ أن تطير حتى السقف أو أن تسير على الجدران مائلا كمسخ كافكا (8) غير مبال بلحظة السقوط لا يعني ابدا انك قد اصبحتَ حراً ------------ تختفي أشجار البرتقال وتعوي المفازات القادمة في أذنيه وتتساقط ارياش طيور التم نائيةً عن اهوارها ------------ لا ندبةَ على جذع شجرة مقطوع ولا نأمة للعشب تحت اقدام الجنود ------------ جردتْني السنابلُ من حباتها وهوتْ بمناجلها شمسُ نيسان ------------ تحت ذلك السقف أدرك السحابُ ان لا بهجة للايتام تحت سياط المطر ------------ بردتْ صحوني في انتظار عشاء يسوع وجفّتْ أنهار تعميدي وتناوشتْني سيوفُ يزيد ------------
هو دوما إغلقْ عينيك وتمادى في حلمك تمادى والأحرى ان لا تستيقظ ابدا ------------ عقارب الساعة تتلوى تحت ثقل التبدد وتنزفُ دمَه على الجدار ببطء قدم حلزون لزجة تك تك تك تك تك تك تك ؟؟؟؟ !!! ------------ نخلة و حَوْش وسدرة نرميها بحجر هذا كل ما انتقيتُ في جيبي المخزوق من ذكرى الوطن ------------ ينادمُ الكأسَ وملامحها على المائدة لا تبارح العبث ------------ البيوت التي غطاها الغبار الموزعة بين حقائب السفر أفاقتْ على جثمان الغريب بلا تذاكر عودتها ------------ صفراء كأوراق كتيّب قديم كقمم القمح المهيبة كذرات تبن محلقة كخصرها الدقيق حين يلامسُها كشحوب عينيها تحت سحب دخان الفجيعة ------------ ظنَّ أنه كما السلحفاة يحمل بيتَه حيث حلّ
مساءً يتساقط نثيثُ الثلج وترتعد بغداد كأمرأة عارية ------------ الريح ثملة بي تراقصُ جسدَ العطر الفتيّ وذراعاها كأعواد قصب تشارك الاهوارَ مدافنَها ------------ في زاوية من المسرح كان للعشق عيونٌ من حجر وللقلب جدارٌ دون مسامات ------------ نهدان نافران اعلى الشجرة وبرعم ينتشي وقبلة تتأرجح في الهواء وصياد ماهر يملأ السلال بقطرات دم عذراء ------------ أصغى مليأ الى إرتطام القطرات على أخاديد الرصيف وصوتُها يغيب يغيب ------------ في بيت صغير فقط تعرف العاصفةُ معنى الأعاصير ------------ الوجه ينسدل من لوحة عتيقة وسور من العناكب يشاكسُ الالوانَ والدمعةَ الفاقعة يشاكس فقاعةً هامدة من شهيق اخير ------------ كتف من جليد وعينا أنثى أنهكها البكاء في قطار يتوغل غرباً
فوق هالة قنوطها تتعرّى طقوسُ الشروق ------------ طُرِِق البابُ وتقادمتْ خطوات الامس وتثاقلتْ اقدامُ جثامين الغد ------------ الكرسي يهتز دون توقف
بعيداً تقطن مدينةٌ لا شمسَ لعتمتها ------------ ورقة صامتة واخرى دون سطور وثالثة مزقتْ ملامحَها خربشةُ قلم ورابعة شطرها البحثُ عن إتجاه واحد للرحيل ------------ كل الذكريات تسجد عند صباها حتى الفجر وكل البقايا من عرش زهرة مجففة تهطل من سقف روحي ------------ مذ كنت أحبو وانتِ تهيلين ترابَك على وجهي ومازلتِ حتى قبل ان يستردني الكفن ------------ على جانبيها يدرك الموج انه لن يبلغ قمتَها دون ثورة هوجائها ------------ احرزتُ كل القبل الخضراء و اينعتْ سنون جوع مالحة وتلك الشفاه تتلظى في علبة من خزف ------------