إن ما يحدث الان على الساحة الجنوبية من تعدد للرؤى حول الحل الأمثل للقضية الجنوبية ما بين مؤيد للفدرالية و بين مناصر لفك الارتباط و استعادة الدولة و قيام كل طرف من الأطراف في سبيل ترجيح رؤيته و إثبات أنها الأصلح لشعب الجنوب بتجييش الناس و شحذ هممهم الطرف ضد الآخر متناسيين بذلك أن كلا الطرفين جنوبي و هو ما يقودنا إلى سؤال مهم : الم يعي ساسة الجنوب بعد كل التجارب والعثرات التي مروا بها و بالتالي مررنا بها كشعب جنوبي ان كل قرار و كل مشروع و كل فكرة يقدم الساسة على اتخاذها و المضي بنا بها لآبد أن يكون لها خطة (ب) في حالة فشل الخطة ( أ ) نلجئ لها و لا نضل نتخبط هنا و هناك و يتلقفنا ( الآخر ) و يقرر بدلاً عنا .. فمنذ تنفيذ القرار الأحادي من ساسة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد إنهيار النظام الاشتراكي العالمي بدخول الوحدة الاندماجية مع الجمهورية العربية اليمنية كان خوفاً "من وجهة نظرهم الفردية المجردة من أي دراسة وتمعن للوضع " من إنهيار الدولة الجنوبية المرتبطة اقتصاديا و سياسياً بذلكالنظام .
فإذا وضع أولئك الساسة الخطة ( ب ) على طاولتهم لما كانوا - ربما - اتخذوا قراراً بدخول تلك الوحدة ولأبصروا ربما في حينها أن الدخول بشراكة اقتصادية مع دول الجوار أو الالتحاق بالنظام العالمي الجديد هو القرار الأسلم ... و لكن ؟ لو وضع أولئك الساسة على طاولتهم الخطة ( ب ) بعد مرور ثلاث سنوات على الوحدة وبات جلياً لهم أن الشريك الآخر جل ما يريده هو الأرض و الثروات لا الدخول بشراكه حقيقية مع شعب ودوله لكانوا اتخذوا خطوات عملية لفك الارتباط بين الدولتين لإن دولة الجنوب كانت بجيشها و مؤسساتها لا تزال ملك يمينهم في ذلك الوقت ... و لكن ؟
لو وضع أولئك الساسة الخطة ( ب ) على طاولتهم لقاموا بتشكيل حكومة منفى بعد خروجهم من دولة الجنوب إبان حرب صيف 1994م و لقاموا حينها بتفعيل العمل النضالي الجنوبي بالخارج و الضغط على المجتمع الدولي و مطالبته بتفعيل قراري مجلس الأمن الدولي الخاص بدولة الجنوب و لكان المشهد السياسي الجنوبي مغاير لما هو عليه الآن .
و لكن لو وضع أولئك الساسة الخطة ( ب ) على طاولتهم لما انقسموا الآن و قسموا معهم أبناء الجنوب حول خطتي الحل الأمثل لقضية الجنوب و لتوحد كلا الطرفين حول الخطتين لأنها الحل للقضية الأسمى و الأكبر و هو الجنوب الأرض المنهوبة دون الحاجة بهم كساسة للجنوب بالوقوف ضد بعضهم البعض لأنهم بذلك هم من يقسمون و يشقون الصف الجنوبي . *ناشطة سياسية من عدن