تمر علينا الأيام تلو الأيام ، والأعوام في تتابع والأحداث في تسارع والشارع الجنوبي لا يزال بعيدا عن معشوقته الغالية التي واّكبته على مرّ السنين والأعوام ،كانت معشوقة مخلصة لعشاقها تبادلهم الحب والإخلاص، تحمل همومهم وتتفقد حياتهم وتتابع قضاياهم .إنها صحيفة (الأيام) معشوقة الشارع الجنوبي لم تغب يوما عنه ولكنها غيبّت قسراً وحقداً وظلماً ،فكانت علينا قهرا وحزنا وشوقاً ،إنها قلب الجنوب النابض من عدن وشريان حياته الذي يغذي جميع محافظاتها . طال غيابها عنا وطول حتى استقبلنا ثورات الربيع العربي التي تسارعت الصحف والمجلات لتغطية هذه الإحداث التاريخية ، وصحيفة (الأيام ) لا زالت بعيده عنا لم تستطع أن تواكب معنا هذه الأحداث والتطورات العالمية ،وذلك بسبب تلك القيود الأغلال التي تفرضها عليها قوى البطش والتخلف ،ومع طول غيابها عنّا طول معاناتنا القاسية من تهميش لقضية الجنوب وشعبه وطمس للهويته ونشر للفرقة والفتنة بين أبنائه، ورغم كل تلك المعاناة إلا أن الأمل لا زال يحذونا بان تشرق علينا شمس ذات يوم نجد فيه صحيفة (الأيام) تملئ المكتبات ولأكشاك. فلقد خيمت علينا السنة الجديد 2012م بحزن شديد وفرح ٍ عميق، أما الحزن فكان باستمرار غياب صحيفة( الأيام) عنا لنبدأ سنه جديد -كنا نأمل فيها أن تعود الينا-وهي لازالت ملجّمة الفاه .
وأما الفرح الذي استبشرنا بهِ خيرا فكان ظهور صحيفة (عدن الغد) بداية هذا العام ، الذي خففت عنا شيء من حجم الفراق و الحُزن على فراق (الأيام) أتت على الشارع الجنوبي وهو بأمس الحاجة إلى صحيفة تهتم به وتتناول قضيته وتتابع معاناته ، فانطلقنا نتسابق على شراءها لنقرأ في أعماق طياتها كل ما يخص جنوبنا الغالي، لقد وجدنا فيها ما وجدناه وما عهدناه من صحيفتنا المأسورة ،فهدف كل منهما واحد وان ِاختلفت بينهما الأسماء، فأكملي المشوار يا (عدن الغد )وننتظر صدورك يوميا ، لنتخلى عن تلك الصحف التي تسعى لطمس قضية الجنوب وشعبة . فأهلا بكِ معشوقة ً جديدة في الشارع الجنوبي ،والى الأمام وعلى خُطى(الأيام) فلتمضي . *عن صحيفة عدن الغد الورقية