مضى قرابة سبعة أشهر على المعارك الدائرة في زنجبار والكود والمناطق المجاورة لهما ولم يستطع أي من الطرفين حسم المعركة لصالحه ... وهكذا تسيل الدماء بشكل يومي وتدمّر المنازل والبنية التحتية ويستمر بقاء المواطنين المهجّرين إلى مختلف المحافظات دون التفات السلطة على مختلف مستوياتها لمعاناتهم اليومية ، ويستمر أيضاً تزويد الطريفين بإمكانات استمرار القتل والتدمير ولم نستطع تبيّن الأهداف المطلوبة لاستمرار هذه المسرحية الدموية التدميرية ، ما نعلمه أن من يُقتلون ويُجرحون بشكل يومي في كلا الطرفين ليسوا من أبناء الممسكين والممولين والموجّهين لهذه المسرحية وما يدمّر من منازل وبنية تحتية ليست منازلهم أو مرافقهم الخدماتية والعائلات المهجّرة التي تلاقي القهر والمعاناة التي تفوق قدرة الإنسان على التحمّل ليست عائلاتهم ..
وثبت طوال هذه الفترة الزمنية أن كل هذه المآسي لا تعنيهم في شي ، وحول موقف أبناء أبين مما يجري ، فقد سمعنا عن مشاورات محدودة في عدن ( لم يشترك فيها أياً من مشايخ قبائل المراقشة مع أن بعضهم موجودين في عدن ) .... وفي 15/1 أعلن عن تشكيل المجلس الأهلي برئاسة الشيخ طارق الفضلي ، ونحن نبارك أي جهد يمكن أن يؤدي إلى توحيد أبين قولاً وفعلاً الأمر الذي نتوخى منه التسريع في إنهاء للوضع المأساوي للمهجّرين من أبناء أبين في كل المحافظات .
علينا أن نحتمل حسن النية تجاه بعضنا بعضاً ولا نعرقل أي جهد عنوانه مصلحة أبين وأبناءها سواء كنا أو لم نكن شركاء فيه ، وهذه دعوة أوجهها إلى كل ممن لم يشترك في هذه المشاورات مثلنا ، ودعونا نحكم على أي عمل من خلال نتائجه التي تظهر متأخرة . ولا داعي أن نتسابق على القول ( أن هذا المجلس لا يمثل إلا من شارك في حوار إنشآئه وإعلانه ) فالمهم ليس الشراكة في المجلس بل هل يستطيع المجلس حل المشكلة التي استدعت إعلانه ؟؟ أن حدث هذا فنحن من أنصار هذا المجلس دون تحفّظ ... مع أننا لنا عتب على تجاوز المراقشة وأبناء مدن الدلتا في أمر يخص أبين ( مدن الدلتا ) ذلك إنهم الأكثر ارتباطا بهذه المنطقة ومشاكلها .. لا نشكك في صدق نوايا أبناء أبين بمختلف مكوناتهم الاجتماعية وتوجهاتهم السياسية ومواقعهم القيادية بشأن إيقاف نزيف الدم والتدمير وهذا الأمر لن يعترض عليه أيضاً المقاتلين من طرفي الصراع المميت في جبهة المواجهة الذين أظهروا استبشاراً بقدوم مسيرة مهجّري أبين الراجلة من عدن إلى زنجبار .. لكن الأمر ليس بيد المقاتلين بل بيد من يغذي صراع أبين بالمال والسلاح ليموت أبناء الشعب ويدمر كل ما بناه الإنسان في هذه المحافظة الأبية . فهل ترى تقبل تلك القيادات الشريرة بوقف القتل والتدمير في أبين؟؟ سؤال نسمع الإجابة عليه عندما يتحول عمل المجلس المعلن إلى قول وفعل جمعي متماسك تتصدره قيادات اجتماعية تمتلك القدرة على جمع الكلمة والموقف لأبناء أبين ذلك أن أبين بوحدة الكلمة والموقف لرجالها تستعيد شموخها وكبرياءها وتستطيع تفتيت الصخرة الصماء .