حلت يوم أمس الأحد,الذكرى الأولى لسقوط مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين في قبضة مسلحي تنظيم القاعدة في 27 مايو من العام الماضي,بينما يتحرك الجيش لاستعادتها وتحريرها نهائيا. ومنذ ذلك التاريخ نزح الآلاف السكان عن منازلهم ومزارعهم خوفا من جحيم الحرب,إلى محافظتي عدنولحج المجاورتين,وسط ظروف إنسانية بالغة السوء وإهمال من قبل السلطات المعنية. ومع مرور الأيام في ظل عدم حسم المعارك الدائرة حاليا في المحافظة,تزايد أعداد النازحين إلى 160 ألف نازح,حسبما أكد احمد الكحلاني مسئول الإغاثة الحكومية. وكان عدد من النازحين اشتكوا من رداءة المواد الغذائية التي تقدمها لهم الحكومة وأكدوا أنهم يمتنعون عن أكلها لرداءتها ويضطرون لبيعها بأثمان منخفضة. غير أن محمد قاسم نعمان ,رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان,قدم إحصائيات بأرقام جديدة توضح عدد المهجرين قسرياً من أبين إلى عدنولحج. وأشار في ندوة عقدت أمس بنقابة الصحفيين بعدن, إلى أن مؤشرات الرصد الميداني خلال 5 أشهر أظهرت غير ما تتناقله وسائل الإعلام الرسمي والتي بالغت في أعداد النازحين لأسباب تجارية على حد تعبيره. وأوضح أن عدد المهرجين قسرياً من أبين في 7 مديريات بمحافظة عدن يتوزعون على 63 مدرسة بلغ 35 ألف نازح ونازحة عدد الرجال منهم 6045 بينما النساء 5382 امرأة,والشباب 6438 والأطفال 4782 وبلغ عدد كبار السن 1048. وقال نعمان إن عدد المصابين بالأمراض المزمنة 1472 مريض ومريضة وهو في تصاعد مستمر بسبب تردي الأوضاع في مراكز إيواء النازحين. وعن أعداد المهجرين في محافظة لحج قال رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان تم رصد النازحين في 39 مدرسة في محافظة لحج وفي 32 قرية من قرى الصبيحة حيث أظهرت مؤشرات الرصد الميداني أن عدد المهجرين في مدارس تبن بلغ 3409 النساء 1106 امرأة والرجال 1053 والشباب 527 بينما الأطفال 595 وكبار السن 128 وعدد المرضى 662 في مدارس تبن والحوطة. ولفت إلى الأمراض المزمنة التي يعاني منها مهجروا أبين هي "الكلى القلب السكر الضغط السرطان الربو المعدة القولون تكسرات الدم". وأشار إلى أن مؤشرات الرصد أظهرت عدة مشكلات بيئية في المدارس التي يتواجد فيها النازحون والتي قال إنها لا تصلح حتى لتعليم التلاميذ. وانتقد نعمان بعض المنظمات الإنسانية التي اقتصر دورها على تقديم الصوابين والمكانس بينما النازحون يعانون من نقص الغذاء والدواء. وفي سياق وضع المعالجات طالب نعمان بأهمية توفير الرعاية الكاملة للمهجرين وبمشاركة منظمات المجتمع المدني، ووضع خطة لإعادة وإصلاح ما دمرته الأحداث في أبين، سيما المساكن والبنية التحتية مع ضمان حصول السكان على التعويضات المناسبة لما فقدوه، وقبل ذلك إخراج النازحين من المدارس إلى مساكن لائقة بعد أن تم رميهم فيها ومورست ضدهم انتهاكات مركبة لحقوقهم ولحقوق طلاب مدارس عدن الذين أضاعوا عاماً دراسياً كاملاً . ومن جانبه,كشف محمد صداعي,رئيس مجلس أهل أبين التاريخ, إن دلتا أبين ومديريتي زنجبار وجعار تعرضتا للتدمير بعد أن سلمتها السلطة ورموزها للمسلحين. واتهم صداعي في ذات الندوة محافظ أبين السابق صالح الزوعري بتسليم زنجبار وجعار بتعليمات من مراكز القوى المتصارعة ( تجار الحروب)، وإن لديه ما يثبت صحة ذلك وسيتم الكشف عنها أثناء محاكمة الزوعري. وأشار إلى أن الرئيس المخلوع في خطاب سابق له قبل سقوط أبين قال إن خمس محافظات ستسقط في يد القاعدة وهي أبين وشبوة حضرموت ومأرب والجوف" وهو ما اعتبرها صداعي توجيهات مباشرة لقاعدة النظام حسب قوله. واستعرض صداعي صوراً من مأساة أبين وما لحق بأهلها وبنيتها التحية ومنشآتها من دمار، منها مركز أبحاث الكود، الذي قال إنه تعرض لتدمير ممنهج من قبل من أسماهم تجار السياسة، مشيراً إلى أن الإعلام الرسمي والأهلي ساهم في تغييب مآساة أبين والكارثة الكبيرة التي حلت بها. وأردف صداعي "كانت الإمدادات تأتي لأنصار الشريعة من داخل عزان وتمر أمام البوارج الحربية لقوى التحالف في شقرة ولم تحرك ساكناً، متسائلاً: كيف لم تستطع عشرة أولية بمساندة قوات بحرية وجوية القضاء على عصابة مسلحة؟! في الوقت الذي يتم فيه تدمير أبين أرضاً وإنساناً، والإعلام الرسمي يتحدث عن انتصارات ليس لها أثر في الواقع. وطالب صداعي الحكومة ورئيس الجمهورية وقيادة المنطقة الجنوبية ووزارة الدفاع,أن يبدوا حسن نيتهم لمعالجة قضية أبين بجدية وبخطوات عملية أكبر من لغة الخطابات. وقال:"لو سقط اللواء 35 ميكا وهو اللواء الصامد والذي يحاول البعض تشويه صموده وكيل التهم عليه لو سقط فإن الجماعات الإرهابية ستدخل إلى عدن ثم إلى باب المندب شريان الملاحة الدولية، لذلك نطالب جميع القوى السياسية، البدء بخطوات عملية وسيجدون أبناء أبين في المقدمة لتحرير أرضهم، شاكراً كل المنظمات الإنسانية المحلية والخارجية التي قدمت الدعم الإنساني لمهجري أبين، الذين يعانون الأمرين دون أن يكترث لحالهم مسؤول واحد أو يتلمس معاناتهم، واصفاً موقف القيادة الجنوبية الحالية بالرائع، مشيداً بدور اللجان الشعبية في لودر ومودية في توحيد صفوفهم مع الجيش ومواجهة العناصر الإرهابية.