أحزن على مدينتي وأتألم فما أن تدخل حوطة لحج حتى تجبر على الاصطدام بواقع بائس لتقف مندهشاً بين مأساة وملهاة, تلك الخضيرة في ذلك الزمن الماضي تبكي اليوم نفسها حسيرة على واقع مخضر بالقمامة والسلبية والفساد.الجميع هنا بحاجة ماسة للتغيير, بحاجة لعودة عزيمة الرجال الحقيقيين الذين يعشقون التراب ويحملون في قلوبهم حباً وإخلاص للوطن وللإنسان. فكرت مطولاً بما نحتاجه هنا للنهوض وما الممكن البدء به لتجميل قبح الواقع فوجدت أن قائمتي ستطول لذا اختصرتها بما لا تحتاجه مدينتي لتتخلص منه وتنهض من بعده فوجدت إن الإرادة الصادقة والإخلاص فيها هي ما نحتاجه من اجل السير قدماً نحو الواقع المنشود.هنا أجد"التغيير" واجباً واستمرار"السلبية واللامبالاة" كفرا بحق الإنسان المشروع في الحياة ربما تكمن المشكلة عند الكثيرين ممن يحلمون بمدينة أكثر إشراقا تكمن مشكلتهم في الأخذ بزمام المبادرة وببدء الخطوة الأولى على الطريق الصحيح لتجد الأكثرية ملتفيين حولها بعد ذلك. في عالم أصبح أشد احتياجا لمزيد من القادة لا مزيد من التابعين نحن نبقى في افتقار شديد لقائد يلهم الواقع ويأخذ بيد شباب لحج نحو الأفق.
سيتغير الحال مادمنا في تغير مستمر سنشحذ أرواحنا بالأمل سنتبعه بالعمل حتى لا يموت فلحج لا تحتاج سوى أن تعودوا أنتم الى إنسانيتكم وطيبتكم وصفاء قلوبكم وشهامتكم. هي لحج فأرفقوا بها وارحموها وارفعوا عنها كل أيادي الفساد والتخريب والجهل والرجعية, دعوها تشرق من جديد لننعم سوية بشمسها الصافية وروحها الطيبة ومهما أثقلتكم الهموم فيها فابتسموا من اجلها ووحدوا صفوفكم من اجل أن تعيدوا تاريخاً تفخرون به وترسمون مستقبلاً مشرقاً تنعمون جميعاً بالعيش تحت ظله. فالوقت الراهن لا يحتمل سوى القول والعمل الجادين فيكفينا الكلام ويكفينا سيل الأحلام الجارف. عهد جديد تكتبه ثورات الشعوب وأحلامها بالتحرر والانعتاق من أنظمة أهانت كثيرا الإنسان وأسقطت قيمته. فيا أيها الإنسان البسيط هي حياة واحدة ستعيشها فلما لا تعيش الأفضل وان لم يكن متوفراً لما لا نسعى جميعاً لتوفيره باحترامنا للأخر وتشجيع الجميع على ألا يخافوا من التعبير عن أرائهم بكل حرية.
يستلزمنا جهداً جباراً وأن نضيء شموعاً لا تذوب ولا تنطفىء مهما اشتدت الريح. في مدينتي حين تشعل شمعة يتدافع الجميع حولك يطفئها لا بل يحرقوك بها أيضاً لكن ماذا لو أشعلت شموع كثيرة لاستعصى على محبيين الإطفاء إطفائها ولأصبحت الحياة أكثر إشراقا وضياءاً.
يختلف الجميع هنا وتتحد كل الآراء حول واقع لحج بأنه واجب التغيير من قبل الجميع فئة الشباب على وجه الخصوص والذين عليهم أن يفخروا أن أقران لهم قد زلزلوا عروش الطغاة وأن أخوة لهم قد قدموا أرواحهم رخيصة من أجل الوطن وأننا إن لم نلحق بذات الركب فسيفوتنا الكثير وسنحرم نعمة الحياة بكرامة, فالإنسان هو أعظم وطن وكل ما عداه ما هو إلا مجرد وثن يسقط سريعاً أمام عظمة الإنسان والذي إن أدرك يوماً ما يمكن أن يتفجر بداخله لأندهش مطولاً فبه يتغير الواقع وبه تبنى الأوطان فيا أيها الإنسان اللحجي البسيط ماذا ستقدم من أجل لحج وطننا الممتد وغصة قلوبنا التي رغم وطأة الألم لكنها لم تزل تنبض بالأمل. طيف أخير: " من لا يتغير..يتعفن" *عن صحيفة "عدن الغد" الورقية