في الوقت الذي لم يعد هنالك ما نريد ان نكتب عنه لضيق الحال وطول أمد الأزمة والحصار والحرب على بلادنا وانقطاع المرتبات وسوء المعيشة ،، تعود مشاعر الحرف بريحها وفيض الكتابة بسحائبها لتظلنا من جديد مع إصرار لعدم المحاولة لاحقا او الأنجرار وراء شغف الكتابة وجنون الشهرة في زمن البأس والذل والخوف والحرمان. نعم اريد أن اكتب اليوم فقط وعن مشهدين فقط ادمى كلا منها قلبي، فالأول لطفل ومدنيون في قلب العاصمة صنعاء يتساقطون قتلى وجرحى بطيران العدوان السعودي الغاشم وضربات متكررة لمنطقة الهدف لتقتل المسعفين والمصابين معا وتلحقهم الى عداد الموتى.. اي جرم أبشع من هذى سوى قصف مدينة سام ابن نوح وقصف الأبرياء وقتلهم بدعوى مرور شخص عسكري من هذه المنطقة ان صح العذر وصدق المبرر. اما المشهد الثاني فهو مؤلم لدرجة اني ذرفت الدمعة تلو الأخرى لناس بسطاء خرجوا بالآلاف رافعين علم الجمهورية اليمنية في جزيرة سقطرى الخالية تماما من وسخ الاحزاب ودنس الطوائف وقبح الجماعات ، خرجوا جميعهم رافعين علم الجمهورية اليمنية رافضين كل أشكال الإغراء الذي قدمته لهم الإمارات خلال عاما كامل ،، رافضين تسييس جزيرتهم او احتلالها تحت اي مبرر.. لدرجة انهم رفعوا شعارات سقطرى يمنية. فرغم عناء أهالي سقطري وفقرهم المدقع إلا أنهم عبر واليوم عن سعادتهم ليظلوا يمنيين فقراء لا ان يصبحوا غير ذلك أغنياء.. فأي قرار أشجع من هذا واي خيار أفضل منه.. نعم قرر أهالي سقطرى قبل ان يستفتيهم احد ان يقولوا للعالم كله.. نحن يمنيون ونفتخر بحالنا وفقرنا ولا يشرفنا الانضمام او القبول بقوات الإمارات في بلادنا مطلقا.