يحز في النفس أن يتم الزج بأبنائنا في السجون بتهم باطلة باعتبار أن التعبير عن الرأي حق كفله الدستور والقانون . أن يأتي شخص ويكتب نرفض التواجد الإماراتي فهذا ليس كفرا أو جريمة هذا رأي وعلى الأخوة الإماراتيين بشكل خاص والتحالف بشكل عام البحث عن الأسباب الحقيقية التي جعلت من فلان أو علان من الناس كارها لوجودهم ومعالجة تلك الأسباب وإثبات للمعارضين أن الإمارات لم تأتي لتعبث بالبلاد بل جاءت لإصلاح ما أفسدته الحكومات السابقة والنظام السابق الذي أحرق الحرث والنسل ووصل بطغيانه إلى صور متعددة من الإنتهاكات والمفاسد . ولا أخفيكم إنني واحدا من الرافضين لبعض أعمال الإماراتيين في عدن ومدن الجنوب أنا رافض لتخاذلها تجاه حق أبناء الجنوب في استعادة دولتهم أنا رافض لقيامها بعمل أسوار حديدية وخرسانية حول أهم مصادر الإيرادات السيادية للبلاد أنا رافض لفتحها سجون لاتخضع للسلطات المحلية أنا رافض لعدم جديتها أو بالأصح لعدم وجود نيات حقيقية لإعادة الأعمار والبناء انا رافض اهتمامها وحرصها على عسكرة الحياة المدنية انا رافض لعدم اهتمامها بقوت المواطن الفقير والمعدم أنا رافض لعدم مصداقيتها ومماطلتها إلى اليوم في إعداد برامج ومشاريع من شأنها إعادة اللحمة الجنوبية التي من شأنها أن تطور الأداء المؤسسي للدولة عن طريق تأهيل الكوادر المحلية والاعتماد على الكفاءات والكوادر التي همشتها سواء عسكرية أو مدنية فدول التحالف ومن ضمنها الإمارات عليها إظهار حسن النوايا تجاه الشعب فمئات المليارات التي تصرف شهريا على التشكيلات المنطوية تحت أي مسمى أمني لا تصب في مصلحة تلك الأجهزة الأمنية لافتقارها إلى برامج تأهيل وتدريب كوادر وضباط وأفراد تلك الأجهزة الأمنية . وحتى لا أكون مجحفا في حق التحالف ودولة الإمارات بالتحديد نشكر وقوفهم إلى جانب أبناء شعبنا المقاتلين الذين هبوا لتحرير البلد من التواجد الشيعي الرافضي وقدموا للشباب كل أنواع الدعم المادي والمعنوي واللوجستي للانتصار على الرافضة ودحرهم من أرض الجنوب الطيبة وأترحم على شهدائهم الأبرار الذين روت دمائهم الطاهرة ارض اليمن جنوبا وشمالا ولكن هذا لا يعطيها الحق بالتملك في أرضنا والتحكم بامآل وطموحات شعبنا والسطو على الموارد ومدخرات البلاد وثرواتها وأعتقد بل وأكاد اجزم في اعتقادي أن الإمارات العربية المتحدة الدولة الشقيقة وليست الصديقة ستطلب تسديد كل ما خسرته ودفعته في بلادنا عاجلا أو آجلا وأني على يقين من أمر آخر وهو أن الأصوات التي تقف إلى صف الإمارات والتي أصبحت ملكية أكثر من الملك هم مننا والينا وليسوا جميعا مدفوعي الأجر كلا وحاشى ولكن لكل منهم وجهة نظره وزاوية رؤياه للأمور وتحليله لها فالخوف الذي يتملك الغالبية العظمى من أبناء الجنوب وأنا منهم بسبب عدم الإجابة عن السؤال المهم والأهم ألا وهو ماذا سنفعل ان غادرت الإمارات أرض الجنوب فالرهبة من الإجابة عن هذا السؤال تجعلهم يتحاشون الوصول إلى هذه المرحلة بسبب عدم الثقة في قدرات القيادات المؤهلة أو التي نظن أنها مؤهلة لقيادة دفة السفينة الجنوبية إلى مرسى وشاطئ الحرية والإستقلال هذه الحقيقة التي يتحاشى الجميع من ذكرها وقولها . رغم اعترافهم بها . لذلك فهم سيستميتون للدفاع عن بقاء الإمارات بل ومستعدون لقتال من يطالب برحيلها وهذا السبب الحقيقي والمؤكد الذي يجعل الجميع أو الغالبية يطالبون ببقاء الإمارات وعدم رحيلها من الجنوب بل وسيحملون السلاح ضد من يطالب برحيل الإمارات من أرض الجنوب . ومن وجهة نظر خاصة أرى أن الإمارات مدركة تمام الإدراك لهذا الأمر ولهذه المخاوف ولذا فهي مطمئنة البال ولا تشعر بارتياب تجاه الأصوات التي تظهر هنا أو هناك بين الحين والآخر تطالب برحيلها وإطلاق عليها صفة المحتل ولأنها مدركة ستستمر بجعل الأمور غير مستقرة ومتوترة في محافظة عدن خاصة ومدن الجنوب بشكل عام عن طريق إتباع سياسة الجزرة والعصا والطريقة البريطانية في حكم الجنوب أبان فترة احتلالها لنا والذي دام 129 عام طريقة أو سياسة فرق تسد ومسئول ملف الجنوب في الخارجية الإماراتية ومندوبها الدائم في عدن ومدن ومحافظات الجنوب ينام وتحت وسادته كتاب الأمير لمكيافيللي ( الغاية تبرر الوسيلة ) وعندما تتعالى الأصوات المطالبة برحيلها المدعومة من أحزاب المعارضة وسلطة هادي وشرعيته ويسمع العالم ضجيجها وصخبها تلجأ الإمارات الشقيقة إلى التلويح بعصا طارق عفاش وأحمد عفاش اللذين أصبح مجرد ذكرهما وذكر جيشهما المدعوم إماراتيا والمجهز بأحدث الوسائل والتقنيات العسكرية يسبب القلق والتوتر للشارع الجنوبي وقيادات المجلس الانتقالي ويجعلها تلجأ إلى تشغيل وتفعيل كل قنواتها الإعلامية المسموعة والمقروءة بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي لوأد هذا الصوت الذي أصبح ضجيجا يؤرق مضجع الانتقالي أكثر من الإمارات نفسها .