استوقفتني بل استفزتني عبارة وردت في تصريح المركز الإعلامي لوزارة الداخلية المنشور في موقع عدن برس الإعلامي بتاريخ 17 ابريل 2012م ختموا بها المقال المنشور بالبنط العريض(الداخلية اليمنية : القاعدة تلقت ضربة قاسية في لودر والحرب الحقيقية على الإرهاب ستنطلق من هناك)، وأضافت مؤكدة بأن الحرب على الإرهاب بعد لودر ستمتد إلى كل مكان تتواجد فيه العناصر الإرهابية , وإنها ستستمر ولن تتوقف إلا بالقضاء عليه واستأصاله، فهو سيظل مطارداً ومحاصراً أينما أطل بوجه البشع خدمة لأهداف الأمن والاستقرار ودفاعاً عن حاضر اليمن ومستقبلها ومصالحها العليا. والمضحك فعلا هو قولهم بان الحرب على الإرهاب ستمتد إلى كل مكان تتواجد فيه العناصر الإرهابية، وهو ما استثار حفيظتنا نحن رجال القانون فكثيرا ما تستوقفنا التدقيق في العبارات والنصوص ،وبالتالي فان تصريح وزارة الداخلية بأنهم مستمرون في مكافحة الإرهاب وستصل أيديهم إلى كل مكان تتواجد به العناصر الإرهابية، يمكن قراءته من عدة نواحي .
فمن ناحية أولى لا تعتبر محافظة أبين ممثلة بمديرياتها الثلاث لودر وجعار وزنجبار ( عاصمة المحافظة) من ضمن المناطق التي تسيطر عليها العناصر الإرهابية ، ودليلنا في ذلك أن الداخلية لم تقم بأي عمل يذكر في سبيل مكافحة الإرهاب في أبين ، بل أن ما يدلل ويؤكد ادعاءنا هذا هو أن قيادة قوات الأمن المركزي وقيادة قوات النجدة في أبين قد هربت في جنح الليل من محافظة أبين ولم تبدي أي مقاومة أو حتى عيار طائش كالعادة أو تطلق طلقة نارية كتلك الطلقات التي ترميها في صدور الشباب السلميين في المسيرات والمظاهرات.وهذا يدل دلالة واضحة على أن مكافحة الإرهاب المقصود به في تصريح وزارة الداخلية ، ليس الجماعات المسلحة في لودر وأبين وإنما المقصود به الحراك الجنوبي السلمي .
ثانيا: وهو المقصود بحديثي هذا لماذا هذا التطبيل يا وزارة الداخلية ، فالحقيقة أنكم كنتم منتظرين لسقوط مدينة لودر بيد القاعدة كي توهموا العالم بان محافظة أبين قد سقطت كامل بيد تنظيم القاعدة وبأنكم مستمرون في مكافحة الإرهاب ، كي يستمر مسلسل الابتزاز لأمريكا والدول الداعمة لمكافحة الإرهاب .
والسؤال الأهم هو كيف تتحرك تلك الجماعات المسلحة من مأرب وشبوة ثم إلى أبين وأين نقاطكم العسكرية وأين قوات مكافحة الشباب ( عذرا الإرهاب ) والقوات الخاصة وقوات الانتشار الأمني والأمن السياسي والأمن القومي والاستخبارات والنجدة البحث الجنائي.
عجبا لك يا وزير الداخلية إذا رفع تقرير من ضابط مباحث في وزارتك بان هناك مجاميع تنوي القيام بمسيرة سلمية تجيش الجيوش وتستنفر الجهود وتنتشر العربات المصفحة هنا وهناك، كي تمنع إقامة تلك المسيرة، لكن عندما يصل الأمر في قيام العناصر الإرهابية المسلحة وهي تصطحب الأطقم العسكرية ومضادات الطيران والعربات المصفحة كي تقتل شباب لودر ، (لدرجة أن أبناء قرية أمعين قد استقبلوهم بالأحضان معتقدين بان الدولة قد بدأت فعلا في مكافحة الإرهاب بسبب إعلامكم الأمني ) وانتم تغضوا الطرف وكأنكم لا تشاهدوها بل إنكم تأمرون نقاطكم الأمنية بتسهيل مهمتها.
وأخيرا كفاكم نفاق وكذب وبهتانا ودجل ، تحرير مدينة لودر هو أسطورة صنعها شباب لودر ورجالها وأطفالها ونسائها ومن ساندهم من القبائل المحاذية لهم في أبين ،أما انتم سارقو النصر تبحثوا عن أمجادكم الضائعة في رمال وسهول وسواحل أبين ، فأقول لكم وجهوا جنودكم وعرباتكم وأسلحتكم إلى زنجبار وجعار وكافحوا الإرهاب بمعرفتكم ،أما نحن فقد عرفناكم فكفاكم كذب وبهتان ، ولعل صمود لودر في معركة الكرامة قد لقنكم دروسا في الوطنية والاستبسال والذود عن الأوطان .