كلما قلنا لهم ياناس ان اولويات اعادة بناء المؤسسات وإيجاد مصادر دخل وتوظيف الايرادات وإعادة تنظيمها وتوزيعها بشكل صحيح وعملي عبر مصبات وأوعيه لصالح تطوير المؤسسات المدمرة عبر كادر وطني فعال ومتمكن ... قالوا معانا اولوية استعادة وطن ؟! كيف يتم استعادة الوطن او الدولة التي تطالبون بها وفقا و حدود عام 1990 م على ارضية مؤبوة بالفساد وصراع التشكيلات المسلحة ؟ الحقيقة تقول ان الممسك بالأرض من عدن الى ساحل حضرموت اداريا وعسكريا هما جنوبيين ورافعين علم الدولة الجنوبية السابقة. يعني الارض بيد اهلها مع مؤسساتها المدنية والعسكرية. انظروا الى حجم الاخفاق والفساد والقتل اليومي وسوء الخدمات ... دعونا نضع لكم العذر انها مرحلة انتقالية لابد ان تشوبها بعض الاخفاقات والقصور اعتقد ان ثلاث سنوات كفيلة بتصحيح مستوى معقول من اعادة البناء المؤسسي والأمني اما حكاية الموقف من الفساد يبدو التعامل معه صار على طريقة منهجية وصراحة وسخرية الاستاذ عبد القادر بإجمال رئيس الحكومة الاسبق في مقولة شهيرة له قاءلا : ( الفساد زيت التنمية) ..!!؟؟ يعني تحدثهم على ضرورة محاربة الفساد يقولون لك بكل ببجاحة (الامن مقدم على كل شي ) عين الصواب طبعا وفقا لنظريتهم. لم اجد تفسير مقنع لمبرراتهم غير انهم ماضون في خط غير معلن اساسة تعويض سنوات الحرمان التي تزيد عن اكثر من 25 عاما خارج تركيبة السلطة ؟؟ ذكروني بالقيادات الاشتراكية التي هاجرة حزبها بعد حرب 1994م والتحقت بحزب ( عفاش) بعد عامي 98 و99م وتم تعيينهم في مواقع تنفيذية وقيادية فكانت اولوياتهم دعس قيم النزاهة التي تعلموها وتعلموا الفساد والصفقات من معلمهم الاول . اليوم نفس الايقونة لماتبقى من ارث دولة ( ج. ي .ق .ش) لاستكمال نفس المنهج لكن في ظرف سياسي وعسكري مختلف واعتقد انهم يتحركون بتوصية من بعض قياداتهم في الخارج لايستبعد من تفاهمات لتحالف المصالح بينهم ولمن يقربونهم حتى وان كانوا من المحسوبين على نظام مابعد 7 يوليو السابق !! المهم كلما هبت الرياح لوجود شعاع يضي الطريق تواصلوا وقالوا بصوت واحد امامنا هدف اسمى وهو استعادة الدولة. بالعربي غضوا النظر عن فسادهم وسرقاتهم ولصوصياتهم المهم يستعيدون الدولة الجنوبية حتى ولو على خراب مالطا. لأيهم اسرق انهب اسطو يجب ان يكون بصمت عقيدة تشرعن الفساد. بهذا القدر من الانجاز والتعالي والهوس المصاحب للفوضى والإرباكات وسوء الخدمات والفشل . المهم لابد تعمل تحت غطاء الصمت والقبول بالأمر الواقع ولو نجلس عشرون سنة طالما ان جهات اقليمية تمول وتدفع يبقى الهدف الاكثار من التضليل الاعلامي وتد غدة عواطف الناس ولكن تبقى الحسابات الخاصة خط احمر وأولوية في معادلة التقاسم وكلها تحت شعار محاربة الفساد. مع ضرورة تضمين الشكر والعرفان لدول التحالف العربي ( السعودية والإمارات) في كل خطاب اعلامي او سياسي او شعبوي او تصريح صحفي شبيه بكليشت ماكانوا يكثرون في تريدة حتى في اجتماعات لجان الاحياء الشعبية حين كانت دولة الجنوب مرتبطة بصداقة الدول الاشتراكية قبل انهيار الاتحاد السوفيتي يضمنون في كلمة كل متحدث ( كما نشكر الدعم الاممي الذي يقدمه الاتحاد السوفيتي الصديق ). وهكذا تستمر الذهنية التقدمية بهكذا شعارات بدون زيوت للإفساد كاموقف وطني تشكر عليه. اما في وضعنا الجديد مايثر الدهشة والغثيان انهم يدعون بالنزاهة فيما خفاياهم تقشعر بالأبدان من شدة غلضهم ونكرانهم وأنانيتهم وذاتيهم المريضة . مع هذا امامهم شعب صابر ولكنه لايرحم وهناك متسلحين بالوعي والمعرفة استطاعوا ان يكشفون مبكرا مثل هذه الالعيب التي لم تعد تنطلي عليهم مهما بلغ صمت ودافع وتطبيل كثر من المتقرصين والدجاليين والانتقاميين من بايعي الوهم الذين يعتقدون ان مناصرتهم لحسابات سياسية منتج لعوامل ماضاوية سبق وان جرفتها تحالفات المصالح الجديدة التي لا تبقى للاخلاق والقيم مكانا وموضعا.