تُعد حرية الصحافة ركيزة اساسية من ركائز الديمقراطية الحقيقية في بلدان العالم التي تتمتع بالحقوق المدنية واحترام حقوق الانسان. وفي اليمن عانى عدد كبير من الصحفيين خلال فترة نظام عفاش بسبب تعرضهم للاختطاف والتهديد والتعذيب والقتل حتى نهاية حكمه الشمولي على اليمن... وقد استبشر اليمنيين خيرا وخاصة دُعاة الصحافه والاعلام الحُر بعد رياح التحرير التي هبّت على اليمن متأهبين لأن ياخذوا دورهم المنشود في توفير قاعدة المعرفة بمجريات الاحداث وتقديمها للجمهور كمادة موضوعية تلبي رغبات شرائح المجتمع كافه حيث لكل من التوجهات قراء ومتابعين ومشجِعين ورافِدين. ولكن للاسف الشديد بدأت سياسة تكميم الافواه تعود للواجهة مرة أخرى وهاهي عملية اختطاف الصحفي فتحي بن لزرق مدير تحرير صحيفة عدن الغد خير دليل على ذلك وما زاد الطين بلّة ان قيود قوانين الطوارئ أفرزت واقع سيئ ادى الى محاصرة حرية الصحافة وتجاوزات شنيعة على الصحفيين والمؤسسات الاعلامية بدعوى الاحترازات الأمنية التي اخذت منحاً لايمكن التغاضي عنه في ضوء تكرار تلك التجاوزات المُهينة من ضرب وسب وإهانة واعتقال الصحفيين وكأن من يريد ان يُصوِر الحدَث وينقله الى الرأي العام يقوم بكشف سر لايريد المعنيين افشائه!!.
وبالختام نقول ان أصحاب التوجهات العنيفة لايبحثون عن مصلحة أوطانهم أو شعوبهم بل تراهم فقط يراهنون على ما عندهم من قوة و سلاح يظنون أن هذه القوة ستمكنهم من السيطرة على حرية الرأي والرأي الاخر وللأسف لاينظرون إلى نتائج وعواقب استخدام هذه القوة ضد الصحافه الحرة التي ستودي بهم في نهاية المطاف الى الحضيض