إنني لا أحبذ أن أعطي وصف أو تعبير لهذة الحادثة وخاصة في هذة الظروف فهذة الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا الجنوبي ويعيش وطأتها ..إلاّ انها رتبت نتيجة إيجابية جعلته يضعها في ميزان أخف مما عاناه في تلك الاحداث التي أطلق عليها الاحداث الدامية(13يناير). وبالتالي وضعنا ومقارنة مع مايعيشه اليوم من تنكيل وقتل وسحل وتهميش وإقصاء ونهب منظم ومتعمد للإنسان الجنوبي وثرواته ,بل ومحاولة قتل كنزه الثمين وهو كرامته وعزته في العيش الكريم,,وهويته بحاولة محوها من الوجود..ومقارنة مع تلك الاحداث في زمن الشمولية التي لم يتأذى احد في كرامته وهويته بل وإنسانيته فبذلك نكون قد أجحفنا فأحداث يناير لم تؤسس احداثها على تلك الاوصاف ,التي نعيش تجربتها المأساوية اليوم .
إن حربنا اليوم لإسترداد الكرامة والعزة والهوية والعيش الكريم وحكم أنفسنا على كامل أرضنا بخلاف ماكان جرى في الزمن الغابر..فالدم سال في ذلك الزمان ..ولم تجرح كرامتنا وعزتنا ولم نهان ولم نشعر اننا نعيش غرباء ..ولكن اليوم نشعر بالاهانة ومحاولة محو الهوية ونهب الحقوق التي جل ماحاربنا لأجل الوصول اليها لننعم بها بوحدة وهمية اكتشفناها فيما بعد .. وعدونا يصر على ديمومتها رغم موتها .
ولأنني قلت اني لا أحبذ إعطاء وصف أو تعبير لحادثة 13يناير لأننا اليوم نشحذ همم الانسان الجنوبي الذي يتصف بالانسانية وليس الانسان المنعدم منها بمثل مانراه اليوم من تدريب الشباب على القسوة وغرس الكراهية بطرائق خبيثة .. فاليوم همنا أرساء مبدأ التصالح والتسامح على أساس من الدين الاسلامي الحنيف ومن سلوك نبينا الصادق محمد(ص)..وليعتبر الجنوبي انه من الجنوب الحر الابي وسيبقى حرآ ابيآ يأبى ان تمس كرامتة أو يطأطأ رأسه .
فهي رسالة أوجهها وبإختصار شديد إلى شعبنا الجنوبي العظيم ..لاسيما وانه الشعب الذي جعل من مبدأ التصالح والتسامح أساس لانطلاق ثورته السلمية ولم تسبقه الامم في ذلك ..بأن يكون هذا السلوك الرفيع في نضاله تعزيزآ لهذا المبدأ السامي والإنساني ..فهو مبدأ روح الأديان السماوية ..وديننا الاسلامي السمح..فإن كان شعبنا بهذا القدر من العظمة أن ينسى ويسامح على ماضي ترك جرح لايندمل ..فإنه على قدر أكبر من العظمة كذلك أن يجترح المآثر وينتصر على الظلم وطغاة العصر وقادر على رفع الاحتلال الجاثم على أرضه وكاهله.
وعلينا ألا نسمح لأي كان أن ينزع إيماننا بهذا المبدأ..بل نجعله سلوكآ في حياتنا ونترفع عن الصغائر ونجعل الجنوب أكبر من كل شيئ ..ونسمح ونصالح من يسموا معنا بهذا المبدأ على طريق التحرر واستنشاق عبق الحرية ..ونكون بذلك الشعب الذي يتصف بالمحبة والتراحم وتحقيق الأهداف بنشر ثقافة المحبة والرحمة بين الشعب الجنوبي الواحد ونجعلة سلوك يومي ..لا أن نجعله مجرد ذكرى نحتفل بها .
لأن ثورتنا لازالت في أوجّها وستتعرض للكثير من المؤامرات التي قد تشق الصف وتنشر ثقافة الكراهية والعودة بالشعب إلى زمن الحروب وتأجيج الثأرات والتحريض المناطقي والتذكير بمآسي الماضي التي تناساها شعبنا منذ إعلانه العمل والايمان بهذا المبدأ ..فالايمان بمبدأ التصالح والتسامح أعظم من الحديث عنه أو التغني به وهنيئآ لشعبنا اتخاذه هذة المبادئ والقيم ويارب أدم بيننا التراحم والمحبة على طريق إستعادة حريتنا ودولتنا المنشودة.