الريال القطري وصل على الطائر في نقل مباشر إلى الصبيحة هذه المرة بعد أن حقق نجاحا جزئيا في احتجاجات المهرة ضد الوجود السعودي ولكن. للأسف في الصبيحة تم الصرف بالريال اليمني خمسين ألف لكل فرد لمجموع مائتين فقط من إجمالي الخمسمائة بخلاف ما تم صرفه مبلغ لا يقل عن الألف ريال قطري لكل فرد في المهرة المحافظة الجنوبية المتاخمة لسلطنة عمان محل إقامة الزعيم حسن باعوم , هذا الاختلاف في صرف العملات ربما كان سبب استئثار المائتين على مستحقات الباقين الثلاثمائة لكي يصبح لكل منهم ما يعادل الألف ريال قطري أسوة بإخوانهم في المهرة الذين طالبوا وبأسلوب التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين الذي مورس للانقضاض على ثورات الربيع العربي من أجل عودة النظام السابق وبقاء قواته , فهو يمارس الآن بشكل أوسع في الجنوب للقضاء على مصالحه وقضيته والانقضاض على ثورته.
لا يهم الجنوبيون لماذا تظل السعودية والإمارات تلتزمان الصمت تجاه تصرفات وممارسات النظام القطري المضرة بمصالحهما ؟! لأنه قد تلتقي الخطوط العريضة لأهدافهم إلا إذا استجابت قطر لدعوة خامنئي وروحاني وأوقفت تصدير نفطها ! لكن الذي يهمهم لماذا لم يصل الريال القطري إلى حضرموت الوادي والصحراء وبيحان ومكيراس أم أنه موجود بيد حزب الإصلاح اليمني وأمام حلف قبائل حضرموت وحلف قبائل الجنوب ومن ورائهم الريال السعودي والدرهم الإماراتي اللذان يرفرفان من فوق وتحت المجلس الانتقالي الجنوبي . فهل ومتى وكيف سيتمكن هؤلاء من الانتصار للجنوب في ظل عدم اعتراف الممولين الثلاث رسميا قطر والسعودية والإمارات لقضية الجنوب وعد تأييد مطالب شعب الجنوب في الاستقلال وعدم دعم مشروع قيام دولة الجنوب العربي ؟؟؟ أم سيظلون دوات بيد الممولين منزوعي الإرادة يحركونهم بالريموت كنترول متى يشاءون سياسيا وعسكريا وجماهيريا وحتى دبلوماسيا كما يحدث مع الحكومة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي ويقف إلى جانبه المجلس الانتقالي والحراك السلمي الجنوبيان عدا مكون باعوم لالتقاء مصالحه مع مصالح جماعة الحوثيين المدعومين إيرانيا وحزب الإصلاح اليمني الواقعان تحت رعاية قطر فأصبح ثالثهما منذ انطلاقة ثورة التغيير 11فبراير 2011م وعقده لمؤتمره الأول في ساحة المنصورة , يدعو اليوم إلى سحب القوت الجنوبية من المواجهة ضد الحوثيين في جبهات الساحل الغربي , الأمر الذي لن يتم إلا إذا طغى الريال القطري في الأسواق المحلية يتداوله شعب الجنوب كله وهذا من المستحيلات لأن الشعب اليوم يطالب بتعميم التدول بالريال السعودي بدءا من حضرموت .
الشعب الجنوبي وقوات مقاومته يتابعون بقلق شديد الانهيار المأساوي للريال اليمني والذي على إثره تتضاعف معاناتهم ويشل حراكهم يرافقه تدفق كبير للمال الخليجي إلى أرصدة سماسرة الثورة الجنوبية الذين يأملون أن يستثمروا أي خروج شعبي أو حراك جماهيري لصالحهم فقط وهو ما يخشاه الشعب أن تصب الاحتجاجات لصالح فئة أو فئتين تحقق من خلالها مكاسب ومناصب وحسب , وخاصة أنه لم يلمس نتائج تلك الزيارات التي قام بها ممثلون عن المجلس الانتقالي الجنوبي ومكون باعوم إلى دول أوروبية وروسيا وكأنها لم تكن تعاملوا معهم كمرسلين من دول وجهات يعرف الغرب كيف يتعامل معها سياسيا بشأن الحقوق والحريات المفقودة فيها.