جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوسط" تتجول في صحارى الأحقاف وثمود والمهرة
نشر في الوسط يوم 06 - 01 - 2010

بوادي مهملة وسواحل تعج بالهيروين وآثار تباع في مهرجان صلالة 1-2 تحقيق / محمد غالب غزوان المهرة ذات تعداد سكاني يصل إلى تسعين ألف نسمة وتتواجد في البرلمان من خلال دائرتين انتخابيتين فقط تمثل سبع مديريات ويعيش أبناء المهرة في أرض واسعة ذات طبيعة جغرافية تحتوي على تضاريس متنوعة ساحلية وصحراوية وجبلية حولت أبناءها إلى أقلية ترغب في ابتلاعها جهات مستحوذة وعمالة وافدة وعناصر عجمية بالمال تشتري الجنسية المهرية بعد أن غابت الدولة في أماكن يتوجب فيها تواجدها وتواجدت برخاوة وميوعة غير معهودة من أي حكومة بذلك التواجد السلبي أمام نشاط تهريب المخدرات، أما من الجانب الإداري فقد أجادت للأسف فنون النهب والتهام مخصصات البنية التحتية وحقوق الخدمات الصحية والتربوية مستغلة طهر ونقاوة أبناء المهرة الأقلية الهادئة والقانعة التي لا تطلب من الدولة غير توفير الأمان والعدل.. عزيزي القارئ هذه المرة سنجوب بك العديد من الصحاري والبوادي والسواحل والسهول والأودية وسنبدأ من آخر محطة توقفت فيها صحيفة الوسط وهي مديرية الغيظة عاصمة محافظة المهرة التاريخية فإلى هناك. وراء الانفصال انفصال مجرد أن تتعدى بك الحافلة آخر شبر من حدود وادي ثمود في الشريط الصحراوي اليمني تصبح في صحراء وادي شحن المنفذ الحدودي المطل على دولة سلطنة عمان وثمة مسافة أخرى تقدر بخمس ساعات حتى تتوقف بك الحافلة في مدينة الغيظة عاصمة المحافظة بعد مسير دام لمدة ثلاثة وعشرين ساعة من العاصمة صنعاء وحتى الغيظة تكون قد شقيت خلالها ما يقارب ألفاً وخمسمائة كيلومتر. قبل ثورة 14 أكتوبر كان أكثر المهاجرين إلى دول الجوار من مديريتي الغيظة وحوف، أما باقي أبناء المديريات الأخرى فكانوا بدواً رحل، لا سيما وأن سلطنة عمان الجارة القريبة لهم لم تكن تشهد في تلك الأيام النهضة الاقتصادية التي تعيشها اليوم ولكن بعد الثورة وإسقاط السلطنات والمشيخات كانت هناك مواجهات عسكرية حامية الوطيس في الشريط الصحراوي من الوديعة حتى الجديعة بين قوات الثورة وآخرين كانت تسميهم الثورة مرتزقة وكان معلوما أن هؤلاء المرتزقة مدعومون من السعودية التي كانت تحاول ان تتوغل في وسط أراضي وادي ثمود وأن تشق لنفسها ثغرة في شاطئ بحر العرب حتى تطوق اليمن شمالا وجنوبا من جهة البر وتترك المهرة لسلطنة عمان بعد ان تنهب منها ما يطيب لها ولكن حينها السلطنة لم تكن مستعدة وأكثر ما كان يهمها تثبيت الاعتراف بها كسلطنة مستقلة بحجم دولة لا سيما وأن ثورة أكتوبر كانت ترى في عمان أنها السلطنة الثالثة والعشرين للجنوب اليمني وتمكنت الثورة من بسط نفوذها وفرض سيطرتها العسكرية على المهرة فتواجدت الدولة عسكريا وإداريا لكن لم يكن لها تواجد اجتماعي واقتصادي وما زاد الطين بلة أن الوضع الاقتصادي تحسن في سلطنة عمان الجارة الأولى للمهرة وقامت السلطنة باستيعاب أبناء المهرة كإخوة أشقاء بدون كبر أو منة في تقديم الخدمات الصحية والتربوية ومنح أغلبهم الجنسية العمانية، فاعتمد أبناء المهرة على سلطنة عمان وأحبوها أكثر وأصبحت علاقتهم بدولتهم علاقة الإنسان بأرضه ولكن الحاكم لم تكن علاقتهم به موجودة لا سلبا ولا إيجابا، وحاولت دولتهم التوغل في أوساطهم من أجل جرهم للمشاركة في سلطة محافظتهم وخلق رجال منهم حزبيين ولم يكن أمامها غير أبناء الغيظة وحوف الذين كانوا من قبل مهاجرين وتمكنوا من تعليم أولادهم وأيضا أصبحوا يجيدون التخاطب باللغة العربية لأن أغلبية البدو في المهرة كانوا لا يجيدون العربية وبالذات النساء وتمكنت الدولة من إيجاد مجموعة مهرية تمثل الدولة، جزء منها مهري أصيل أغلبهم من الغيظة وحوف والجزء الآخر حضارم مهاجرون من صيادين وبدو طاب لهم المقام في الغيظة فأصبحوا يسمون مهرة وهم قد أصبحوا يجيدون لغة المهرة ولكنهم يعرفون من خلال مسمياتهم ومسميات أسرهم.. استمر الوضع كذلك حتى مع التواجد العسكري لتلك الدولة التي عجزت عن خلق مجتمع مدني أوسع في المهرة بسبب عدم قدرتها على تفعيل المنافذ الحدودية تجاريا وكذلك تفعيل ميناء نشطون وفتح المجال للمغتربين وأصحاب المال من المهرة من أجل البناء والتشييد لأن النظام الاشتراكي كان يتعارض مع مثل هذه التوجهات علاوة على أن تلك الدولة لم تكن تعترف بسلطنة عمان كدولة والحدود لم تكن مرسمة ورغم هذا لم تكن هناك عوائق أو مناوشات دائمة بين الجانبين لأن عدد السكان للمهرة الأصليين لم يصل حينها إلى سبعين ألف نسمة احتضنتهم السلطنة عن بعد، أيضا عدد سكان الجنوب الذي كان يقارب اثنين مليون نسمة وقوة النظام لم يخلق مجاميع من المتسللين عبر الحدود من أجل العمل ولهذا خيم الهدوء على أراضي المهرة وكان هناك فقط نشاط استخباري وتكتيكي لا داعي لشرحه. الوحدة أعلنت دولة الوحدة ولم يعلم أغلبية بدو المهرة عنها إلا حين أبدو استغرابهم الشديد من كثافة إطلاق القذائف المضيئة في السماء من كافة المعسكرات التي كانت ترابط في محافظة المهرة ولم تغير دولة الوحدة أي شيء في حياتهم، فبمجرد إعلانها الذي كان يعتبر عصياناً شمالياً للسعودية وبطراً جنوبياً أيضا في وجه السعودية جراء رفض الأموال التي قدمتها السعودية لحكومة الجنوب مقابل إيقاف مراسيم إتمام الوحدة اليمنية ولهذا توترت علاقات دولة الوحدة مع السعودية ودول الخليج منذ ولادتها ولكن جاءت عملية الترسيم واعتراف الدولة الجديدة بسلطنة عمان وانتهاج التعددية والديمقراطية عاملاً محفزاً لأبناء المهرة الذين سعدوا بذلك واعتمد منفذان بريان بين السلطنة ودولة الوحدة هما منفذ شحن ومنفذ صرفيت وانتعش ميناء نشطون نسبيا وبدأت تشهد مدينة الغيظة عاصمة المهرة حراكاً اقتصادياً وتوسعاً وبناء وزاد اكتشاف نفط بئر المسيلة أكثر اهتماماً بالمهرة من جانب تكتيكي عسكري وحيد الإنسان المهري من أي اهتمام. الانفصال ومثل ما تمت الوحدة وأصبحت المهرة عنها غافلة كذلك جاء الانفصال وهم عنه معرضون ليس من واقع حسابات سياسية وإنما من واقع دولة لم تلتفت نحو واجباتها المناط عليها تحقيقها لشعب ينعم بخيرات دولة شقيقة جارة، ومثل ما انسحبت القوات المحسوبة على الجنوب من العبر وخشم العين ولم تصمد في سيئون ولملمت القوات العسكرية في ثمود ورماه وتركت وادي الجديعة لنهب السعودية التي قامت بتشييد مطار عسكري فيه بعد الحرب كذلك لملمت القوات العسكرية التي في المهرة معداتها واتخذت من منفذ شحن طريقا لها إلى الداخل العماني ووصلت القوات العسكرية لمن سمت نفسها بالشرعية الدستورية إلى المهرة بعد يومين من مغادرة إخوانهم فوجدوا المهرة كما هي مبان حكومية تنهب ونهبها الفاتحون بعد ذلك ووجدوا أيضا بدواً يرعون في البوادي يدعون الله أن يطيل عمر السلطان قابوس وكانت بداية عهد جديد لدولة الوحدة التي فقدت روابط الحمية والمحبة. المهرة اجتماعيا ويتكون النسيج الاجتماعي المهري من ثلاثة شرائح، الشريحة الأولى أبناء المهرة الأصليون أغلبهم بدوي في الصحراء متجنسون بالجنسية العمانية جميعهم والذي يصل عددهم إلى ما يقارب ستين ألف نسمة وجزء آخر مغترب في الإمارات وقطر وحاصل على الجنسية القطرية والإماراتية ويصل عددهم إلى خمسة عشر ألف وجزء أخير يعمل في قوارب الصيد كصيادين في سواحلها المتعددة ويصل عددهم إلى عشرة آلاف حاصلين على الجنسية العمانية وأغلبهم ملاك قوارب ومنهم يعملون في الدولة كموظفين. والشريحة الثانية يصل عددها إلى ما يقارب عشرين ألف نسمة هي من أصول حضرمية من الساحل والصحراء وتعيش في المهرة من زمن بعيد وقد ذابت في النسيج الاجتماعي المهري بعضها لم تحصل على أي جنسية خليجية ولا تعتبر من قبائل المهرة. والشريحة الثالثة والتي يقارب عددها الشريحتين الأخريين وتزيد هي عمالة وافدة من المناطق الشمالية تعمل في مجال التجارة والمحلات الخدمية من مطاعم وبوفيات ولوكندات وغيرها من الأعمال يضاف إليهم موظفو الدولة أغلبهم من شبوة وأبين والضالع والمناطق الشمالية ويضاف إليهم الجنود والعسكر. وتعيش الشريحة الأولى والتي تمثل أبناء المهرة الأصليين في البوادي الصحراوية وأهم بادية تقع بالقرب من منطقة شحن جزء منها لهم أغنام وإبل ومضارب من الخيام يعتمدون على الرعي في تلك البوادي أهمها "الدلو، وهقللول، ومشقالة" وما يقارب 30% من أبناء هذه البادية يستقرون في مدينة المزيونة العمانية التي تتوفر فيها كافة الخدمات من مدارس ومستشفيات ومياه وكهرباء والكثير من أبناء البدو يدرسون فيها وحين يأخذهم الحنين إلى محافظتهم المهرة يدخلون إليها بسهولة ويعودون إلى المزيونة العمانية أيضا بسهولة. وأكدت جهات بدوية مهرية إن كافة نسائهم حين تقترب حالات المخاض يتجهون بهن إلى السلطنة ولا تضع النساء حملهن في مستشفيات المهرة إلا في حالات نادرة واضطرارية لعدم ثقتهم بالمستشفيات والمراكز الصحية اليمنية. المرأة .. حقوق كاملة وعلمنا أن المرأة المهرية شغوفة بلبس المجوهرات حتى الطفلات الصغيرات وتتميز المرأة المهرية بالجمال ورشاقة الجسم البدوي وتتمتع بحقوق كبيرة من خلال الأسلاف القبلية المهرية فهي التي تسيطر على الموقف ولا تجبر على الزواج وتستقبل الضيف استقبال الشريفة الواثقة وتدير أعمالاً تجارية في نطاق ضيعتها وانفردت المرأة في المهرة بالتفوق العلمي وأغلب مخرجات التعليم إناث وبتفوق الخريجات من المرحلة الجامعية والثانوية أكثر من الذكور إلا أنها ما زالت تتعرض لعملية "الختان" حتى الآن. الشباب المهري ما زال الشاب المهري الأصلي يعيش حالة إحباط انتمائي، فرغم أنه يعلم علم اليقين أنه يعيش في أرض تتبع الجمهورية اليمنية وأنه من أصل يمني ولكن منذ ولادته يجد نفسه وأسرته يعيش تحت خدمات وخيرات سلطنة عمان وفي كنف سلطة يمنية تتواجد عسكريا لتقول له "أنا هنا" فقد التقت الصحيفة بعدد من شباب البدو وحين تحدثت معهم الصحيفة وجدتهم جميعهم يعرفون عاصمة السلطنة وذهبوا إليها عدة مرات ويعرفون أسماء الوزراء والمسئولين في السلطنة ولا يعرفون شيئا عن اليمن ولم يسبق لهم زيارة العاصمة صنعاء أو عدن أو حتى المكلا وقال أحدهم أنا طالب ثانوية أهتف كل صباح في المدرسة "الله، الوطن، الثورة، الوحدة" لكن ما أعرف من الوطن غير الغيظة والبادية لكن السلطنة أذهب دائما للعلاج مع الأقارب وللزيارة.. المدرسة لم تنظم أي رحلة لأبناء المهرة من أجل التعرف على عاصمة دولتهم بينما صرح شاب آخر أنه يحب السلطنة أكثر لأن "فيها رزق وحكم جيد وحين يمرض يتعالج هناك أما اليمن يقولون لنا ثورة ثم هات فلوس، ما في مستشفى، ما في رزق والعمل غير موجود، واليمن ثورة تحارب بس، كل يوم في مكان" ثم سألني الحرب في صعدة مكانها موجودة؟ فأجبته نعم فقال بلاء والله بلاء. وتتوفر أندية رياضية في المهرة لكن أغلبها تتكون من غير أبناء المنطقة وحتى الآن لا يتوفر ناد رياضي متكامل وبشكل لائق في داخل المحافظة. ذئاب الصحاري ورغم قلة عدد رجال قبائل المهرة مقارنة باتساع المساحة وأهمية المحافظة إلا أنه ما زال الرجال بدواً متمسكين بحضارتهم وتراثهم ولغتهم والعيش في الصحراء والاهتمام بالرعي ويرتدي أغلبهم زيهم التقليدي الذي يتكون من قطعتين من القماش تسمى معوز وإزار ويرتدون الأثواب والعمامة في الأعراس والمناسبات ولا يميلون إلى حمل السلاح ولكنهم في بعض الأحيان يتزينون بالبنادق القديمة رغم امتلاكهم للسلاح الحديث ويتميز أبناء المهرة بالبشرة السمراء التي تشبه الشوكلاتة وبعضهم بالبشرة القمحية والشعر الناعم الأسود ويميلون إلى تطويل الشعر صغارا وكبار. مستشفى "أنجُ بنفسك" مستشفى واحد فقط لا غير في داخل المحافظة تم إنشاؤه في زمن الحزب الاشتراكي وهو كمبنى لا بأس به ولكنه لا يفي بالغرض ولكن المصيبة الكبرى تقع أن المستشفى يعيش حالة من الإهمال الفظيع مما جعله لا يقدم أي خدمات للمواطنين ويعيش حالة من النهب الفظيع والواضح، حيث يصل اعتماد المستشفى إلى ما يقارب ثلاثة ملايين ريال إضافة إلى مبلغ 270 ألف ريال بدل نفقات ولكن تلك المبالغ لا تقدم حتى 1% مما هو مفروض حيث قامت صحيفة الوسط بزيارة للمستشفى في صباح الأربعاء المنصرم وكانت الفاجعة الكبرى في حوش المستشفى المليء بالأتربة والأشجار اليابسة والقمائم من معلبات وقراطيس وكما يقول المثل (الجواب يبتان من عنوانه) فقد كانت المستشفى من الداخل أكثر قذارة
إضافة إلى أنها خاوية على عروشها، فقسم النساء لم يكن فيه سوى مريضين أما قسم الرجال فكان فيه عدد ثلاثة مرضى وكان طعام الإفطار المقدم لهم عبارة عن فول مبشور من النوع الذي يتم تهريبه من الحبشة وحبة بيض مسلوق، جميع المرضى كانوا قد تناولوا طعام الإفطار من البوفية الخارجية على حسابهم الخاص وكانت الأقسام قذرة وأكد المرضى أنهم يدفعون مقابلاً مادياً لعلاجهم كدعم شعبي، أحد المرضى كان يرغب أن يوضح لي أكثر ولكن أحد الزوار منعه من الحديث وأشار له بيده وجميع المرضى من الرجال كانوا من محافظة الحديدة، مصابين بالملاريا باستثناء طفل صغير من أبناء الغيظة وعند لقائنا بمدير المستشفى الدكتور سعيد أحمد سعيد أوضح لنا أنه يصرف مبلغ مليون ريال لمقاول التغذية رغم أن معدل عدد المرضى يوميا لا يزيد عن سبعة أشخاص بمجموع كلي 210 مرضى في الشهر بحيث لو صرفنا لكل مريض مبلغ ألف ريال مقابل الغذاء سيكون مجموع المبلغ مائتين وعشرين ألف ريال وأصبح هناك فائض سبعمائة وتسعون ألف ريال وأوضحنا ذلك لمدير المستشفى فرد أن هناك عدد 10 أطباء أجانب روس وأيضا بعض الموظفين المناوبين وأنه يقتصد ويصرف حتى النثريات الخاصة به وهو أمر لا يصدق فرغم رداءة التغذية المقدمة للمرضى فهناك نهب واضح نفصله بالآتي: إنه من خلال نزولنا الميداني إلى كافة المحافظة وجدنا أن سعر التغذية لشخص واحد عند المقاولين والمتعهدين من المطاعم تبدأ من مبلغ خمسمائة وستين ريالاً وتصل إلى مبلغ ثمانمائة ريال كأعلى سعر ولكن سيتم استثناء المهرة عن باقي محافظات الجمهورية وسنعتبر سعر التغذية للشخص ألف ريال بحيث سيرضى بها أي صاحب مطعم أو متعهد وستكون بمجموع كلي مع الأطباء الروس والمناوبين اليمنيين مبلغ ثمانمائة وعشرة آلاف ريال، فما بالنا بتغذية رديئة تكلف مليون ريال وهناك مبالغ أخرى تحت طائلة العبث، منها مبلغ ستمائة ألف محروقات ومبلغ أربعمائة ألف صيانة معدات كلها تلقى نفس المصير الذي يلاقيه مبلغ المليون الخاص بالتغذية وعلى سبيل المثال فإن مستشفى محافظة البيضاء يستقبل عشرة أضعاف مستشفى المهرة وأكبر حجما منه وباعتماد شهري يصل مليوناً ومائتي ألف ريال بينما مستشفى الغيظة اعتماده ثلاثة ملايين ريال تذهب إلى جيوب الناهبين والبطاشين في ظل حكومة عممت الفساد وجاءت المجالس المحلية أكثر فسادا ووقاحة منها وما الذي يمكن أن نرجوه من أعضاء شروط عضويتهم أن يقرأ ويكتب فقط من أجل أن يجيد التوقيع ويقرأ الأرقام التي سيقوم بنهبها. إن العيب الأكبر والمخجل يقع على عاتق المجلس المحلي في مديرية الغيظة والأمين العام للمحافظة الذين تقع مكاتبهم على بعد أمتار من مبنى مستشفى الغيظة الرديء والعفن والذي يشكو منه كافة المواطنين.. فأي سحر وأي قوى أخرست وأعمت المجلس المحلي من الالتفات لما يدور في دهاليز المستشفى الخاوي وكيف سمحت لهم ضمائرهم أن يكون الوضع الصحي في محافظتهم بهذا المستوى الذي يؤكد بأن إخوتهم وأبناء محافظتهم قد هانوا عندهم ورخصوا إلى هذا الحد. ومن المدهش أن هذا المستشفى لا يتوفر فيه طبيب جلد ولا طبيب عيون ومسالك بولية ولا أخصائي مناظير رغم توفر المناظير في المستودعات منذ سنوات. صندوق البلاء الدواء المجاني له ميزانية واعتماد عبر صندوق يسمى صندوق الدواء وهذا الصندوق تقسم إقليميا، فمثلا المهرة والجوف وحضرموت لها صندوق خاص وهكذا في باقي المحافظات ويصرف الدواء عبر المجالس المحلية.. البلاء الأكبر دواء لا يغطي حتى 5% من حاجة الفقراء والباقي لا يعلم أحد في بطن أي حوت يستقر والمجالس المحلية تقبل بحكم أنها المحلل الشرعي للفساد وهكذا في كافة المحافظات.. فمن هو رأس الحربة في هذا الصندوق حتى يوضح لنا أين تذهب الأدوية التي تصرف معونات فقط غير الادوية التي تشترى على حساب الدولة من الموردين المسئولين والتجار وعيال العم والأنساب. حمى الضنك منذ ثلاثة أشهر انتشر وباء في المهرة هو أشبه بحمى الضنك المنتشرة في محافظة تعز، حيث أصيب العديد من سكان الغيظة بحمى شديدة يشخصها الأطباء بملاريا ولكن الموطنين أبدوا مخاوفهم من أن تكون حمى الضنك انتقلت عبر العمالة الوافدة من تعز إلى المهرة وحيث تمثل أغلبية العمالة الوافدة إلى الغيظة وعند زيارتنا للمستشفى في الغيظة وجدنا ثلاثة مرضى قالوا إنهم مصابون بالملاريا. التهريب . . القاعدة الأهمية الاستراتيجية للمهرة تقع المهرة في الركن الشرقي للجزيرة العربية، وتيارات مياه الخليج العربي لا تصل إلى عمق الخليج إلا بعد أن تلامس شواطئ والمياه الإقليمية المهرية، فهي تعتبر بوابة للخليج ولولا الكبر السعودي المعمم على باقي دول الخليج لكانت اليمن من أهم دول الخليج العربي ولكن من سوء حظها أنها تتمتع بمساحة واسعة وعدد سكاني كبير يجعل منها منافساً لدوداً لزعامة السعودية على دول الخليج في حال اعتمادها كدولة خليجية بمساحتها الحالية. وتعتبر سواحل بلاد فارس "إيران" أقرب إلى المهرة من جبال صنعاء وكانت تعتبر المهرة في زمن الحزب الاشتراكي الصديق لإيران التي ستتحرك عليها إذا شنت دول الخليج حربا بحرية عليها فالمهرة بداية بحر العرب من الشرق والذي يمتد إلى الغرب على سواحل يمنية فهو بحر يمني بدون منازع من خلال جغرافيته. خفر السواحل .. لاأحدهناك ورغم أهمية المهرة استراتيجيا وتكتيكيا فقوات خفر السواحل غائبة ولم يتم اعتماد أي قوات ساحلية لها هذا على مستوى وزارة الداخلية التي تتبعها خفر السواحل ولا تتواجد فيها أي لنشات بحرية تتبع القوات البحرية هذا على مستوى وزارة الدفاع ويتواجد في ميناء نشطون جنود من القوات البرية تسمي نفسها خفر سواحل وتعلم نفسها ركوب القوارب ولكنها في كل الأحوال أشبه بمن يتعلم السباحة في الرمال. أما على مستوى اليابسة فحدودها البرية تنقسم إلى شطرين شطر جبلي وعر يمر من منفذ صرفيت وهو أقرب وأصبح منفذاً للمسافرين فقط باستثناء قليل من البضائع بسبب وعورته وشطر آخر صحراوي يمر عبر منفذ شحن وهو المنفذ الأكثر تدفقا للبضائع بسبب استواء الطريق وكون أن حدودها البرية تحمل هذه التضاريس المتنوعة يجعل منها محافظة محصنة ولا يوجد على الحدود مع عمان نشاط عسكري حدودي يمني بالشكل المطلوب ربما لانعدام الخوف من سلطنة عمان التي تخلو أجندتها السياسية من أي سياسة توسعية على حساب الأراضي اليمنية عكس الجارة الأخرى التي يحلو لها التهام اليمن شبراً شبرا. تهريب المخدرات سواحل حصوين وسواحل قشن تعتبر أهم السواحل التي يتم فيها إفراغ حمولات القوارب المحملة بالهيروين والخشخاش والبانكو وكلها مخدرات من الدرجة الأولى توصلها قوارب متسللة من الشواطئ الإيرانية التي يتم تزويدها بالمخدرات من الداخل الأفغاني المجاور لإيران وقالت لنا مصادر -تحفظت عن ذكر اسمها- إن في الداخل الأفغاني رجالاً لهم علاقة برجال في داخل المهرة يتم شحن هذه البضائع لهم بحكم غزارة أشجار الهيروين والخشخاش والبانكو في أفغانستان وحيث تعتبر هذه المخدرات جزءاً من الموروث الشعبي يستخدمها الرجال قبل الاكل من أجل فتح الشهية ويتم تفريغ الحمولة في بعض المنازل في قرى محددة ثم تشق طريقها إلى داخل الأراضي السعودية والإماراتية وتعتقد تلك المصادر أن تنظيم القاعدة وراء هذه العمليات وعن طريقها يحصل على الأموال خاصة وأن هناك تواطؤاً حكومياً مقابل مبالغ مالية. وقد انعكست عملية توفر المخدرات في المهرة إلى حد انتشار منازل للدعارة ودعتني تلك المصادر لمشاهدة شباب الصومال يتناولون البانكو في الشارع بوضوح وآخرين يحملون الجنسية الأثيوبية. حرامية وعسكر وحين حاولنا التحري عن حقيقة المخدرات وجدناأن الكل يتحدث عنها ويسمى جهة أمنية بالزعيم ولكن حين نبدي رغبتنا في معرفة التفاصيل لا نجد جوابا فسواحل الإنزال معروفة وقد سبق قبل عامين أن وصلت المضبوطات إلى أكثر من سبعة طن أتلفت بعضها وبعضها مصيرها مجهول والقرى التي تم الإشارة لها بالأصابع هي حصوين وسواحلها وقشن وسواحلها وقريتا صقر ودبوط ورغم أن حصوين مشهورة بكثرة المطاوعة فيعتبر أمراً عجيباً أن يجتمع كلاهما -المخدرات والمطاوعة- في مكان واحد ولا نقصد بقولنا اتهام أحد بل نبدي استغرابنا من المعلومات التي توصلت لها الصحيفة.. وتعتبر المنافذ الصحراوية هي آخر ما تبقى للمهربين بعد أن أصبحت منافذ الحدود في صعدة كتلة من اللهب علاوة على أن سواحل البحر الأحمر بعيدة عن بلاد المنشأ أفغانستان وأكدت مصادر مطلعة أن المخدرات التي كانت تهرب عبر صعدة أغلبها حبوب تصنع في جيبوتي وفي بلاد الشام والحشيش الذي كان يهرب عبر صعدة كان مغشوشا ومخلوطا بالحشيش الحيمي والذي يعتبر ذا جودة رديئة جدا أمام الخشخاش الأفغاني والهيروين وأكدت تلك المصادر أن الامر يستدعي المغامرة، فحمولة خفيفة لسيارة واحدة والتي تعادل ربع حمولة قارب يصل ثمنها إلى ثمانمائة ألف سعودي، نصف المبلغ يذهب لصالح بلد المنشأ وأضافت تلك المصادر أن الطرق التي يستخدمها المهربون تقع في نطاق الهلال الصحراوي الذي يتواجد فيه تنظيم القاعدة ابتداء من رماة من جهة المهرة عبر منطقة الجديعة ومنطقة العبر عن طريق ضحيان والدوائر والمرصص والوديعة ومن منطقة مأرب عبر شرورة والذين يصلون إلى مأرب عبر الخشعة ثم عساكر ثم شبوة عتق ثم بيحان ومنها إلى صحاري مأرب وقالت تلك المصادر -ساخرة- إن في اليمن حين يلعب الأطفال لعبة عسكر وحرامية فإن العسكر هم من يختبئون والحرامية هم من يطاردوهم ثقافة ينمون عليها من الصغر. ومن خلال استطلاعنا للمنطقة ومراقبة حركة النقل البري شاهدنا كثرة الأشخاص الصوماليين الوافدين وكثرة لآخرين مسافرين لا تظهر على وجوههم أخاديد الفقر والعوز وقد استغربنا من تواجدهم في أقصى الصحراء حيث لا تتوفر أعمال تفي بغرض الوافدين اليمنيين كذلك شاهدنا كثرة المطاوعة الصوماليين وبعض الظن إثم ولكن التحقق والتأكد يقع على عاتق الجهات الأمنية لأننا نكره أن نتهم أحدا أو نكون سببا في متاعبه. الآثار وأكدت لصحيفة الوسط مصادر مطلعة أنه قبل شهرين تم تهريب تمثالين إلى سلطنة عمان وأن هناك آثاراً متنوعة من سيوف وتماثيل للحيوانات يتم جلبها من الشمال ويتم تهريبها عبر قوارب تهريب المخدرات التي تعود إلى الشواطئ الإيرانية ومنها يتم تهريبها إلى الداخل الأفغاني علاوة على أن محافظة المهرة غنية بالآثار وحتى الآن لم يتم فيها التنقيب عن الآثار ورسم الخارطة الأثرية للمحافظة وهناك قرى عديدة تتمتع بمبان أثرية وتوجد فيها مساجد تحتوي نقوشاً أثرية مثل مديرية قشن وأيضا هناك قرى كثيرة مدفونة تحت الأرض منذ عهد قديم الأمر الذي يستدعي التنقيب والبحث عن الآثار في المهرة وقالت تلك المصادر إن آثارً يمنية عرضت للبيع في مهرجان صلالة في سلطنة عمان. "جارفو الثروة" السمكية الفاتحون الثروة السمكية في المهرة غزيرة جدا وحبا الله سواحلها رزقا وفيرا ومن المعلوم أن شركات الاصطياد المتعددة مملوكة لنافذين وأقارب مسئولين انتشروا في البر والبحر يستحوذون ويلهفون خيرات البلاد ويكسرون بقوة نفوذهم القرارات والقوانين مدعين أنهم محسودون بما آتاهم الله من بجاحة في النهب واللهف وهم الفاتحون الوطنيون الحاملون والمثبتون بكرسي الحكم فعندما قامت الصحيفة بزيارة لمرسى قوارب الصيد في محيفيف تعالت شكاوى الصيادين غير الاتصالات التي انهالت علينا والتي تشكو من سفن شركات الاصطياد الصناعي التي تمزق شباكهم وتعصف بقواربهم التقليدية وتدمر مراعي الأسماك وتلهف الحبار والجمبري وتستحوذ على أرزاقهم ولا تلتزم بأصول الاصطياد غير أنها تقذف بالنفايات وتفرغ الزيوت في عرض البحر وتهنجم على الصيادين في سواحل اعتادوا على الصيد فيها أبا عن جد ولكن أصحاب هذه الشركات تملكوا البلاد "وفي بيت أبوهم يحاربوهم". ورغم أنفك يا صياد في مياه وسواحل المهرة عدد أربع شركات للصيد وكل شركة تملك أسطولا من السفن وحاصلة على ترخيص من وزارة الثروة السمكية التي يتم منح التراخيص عبرها مركزيا وتعتبر سواحل المهرة من أفضل السواحل المنتجة للشروخ والجمبري وأيضا لسمك التونة والثمد ولهذه الشركات خطوط طول وعرض محددة يصطادون فيها ولكنهم يخالفون ذلك ويقومون باصطياد الجمبري والشروخ في أماكن الصيد التقليدي بحكم أن ضجيج محركات السفن تؤدي إلى هروب الثروة السمكية إلى أماكن أقل عمقا يصطاد فيها الصيادون
التقليديون فتقوم هذه السفن بملاحقة الجمبري والشروخ وتبحر إلى تلك الأماكن الأقل عمقا فتسبب تدمير أماكن أعشاب ومراعي الأسماك جراء الدوران الفظيع للمروحيات وايضا يلحق الضرر بالصيادين، حيث تضطرب زوارقهم ويعبث بشباكهم وكانت أكثر شركة اصطياد اخترقت هذه الأماكن أثناء تواجد الصحيفة في المهرة هي شركة عدن للاصطياد المملوكة لكمال القاضي وقد تقدم عدد من الصيادين بشكوى إلى الأمين العام نائب محافظ محافظة المهرة الذي أكد ذلك عند لقائنا به. تدمير منظم عندما اتجهت الصحيفة إلى مرسى قوارب الصيد في محيفيف شاهدنا كميات كبيرة من الأسماك المجففة في مساحات واسعة جدا وهذا السمك هو من نوع (الباغة) يتوفر في سواحل المهرة بكثرة والسرب الواحد من سمك الباغة يصل إلى 20 ألف إذا كان من النوع الجوري الكبير وإلى ستين ألف إذا كان من حجم أصغر وحين يمن الله بالرزق الوفير على الصيادين بهذا السمك يحتارون في عملية تصريفه بحكم عدم توفر إدارة أو خطة تسويق وعدم توفر برادات فيضطرون إلى تجفيفه وتحويله إلى أعلاف للحيوانات يباع بثمن بخس رغم أن سعر الكيلو من سمك الباغة هذه الأيام في صنعاء بأربعمائة ريال وفي عدن بخمسمائة ريال وهو يتميز بلذة الطعم وفي كثير من الدول يتم تعليبه كالساردين وعدد اثنين منه يملأ علبة بعد طبخه وإضافة المواد الحافظة إليه.. وليس سمك الباغة بمفرده ما يخسر الصيادون ثمنه وإنما باقي أنواع الأسماك، إن زاد محصولها في الشباك تصبح عرضة للتلف بحكم قلة الناقلات التابعة للتجار التي تقوم بشراء السمك وعدم توفر مخازن تبريد وجهات تقوم بحفظ السمك وتصديره والشركات التي تجرف ترفض الشراء منهم حتى بثمن بخس من أجل أن تكبدهم الخسائر بهدف إجبارهم على ترك البحر لهم.. مكتب الثروة السمكية لم يقدم أي خطط أو معالجات لهذه المعضلة وجمعيات الصيادين ما زالت قاصرة وغير قادرة على التعامل والتواصل من أجل توسعة عملية التسويق وتحتاج إلى دعم وتدريب حتى يتم إنقاذ الصيادين من البوار والكساد فعملية تسهيل تسويق أسماك الصيادين ستساعد على توفير الأسماك في الأسواق وتحسن من الدخل المعيشي للصيادين وستمكنهم من تطوير وسائل الاصطياد .. لذلك يقع على عاتق السلطة المحلية طرق أبواب عملية تطوير الصيادين ودعمهم بحكم أنهم يساهمون ويدفعون مبالغ مالية للدولة مقابل هذا البند تحت مسميات متنوعة. استثمار الحراك هناك في المهرة عدد قليل من الكوادر الذين تم تحييدهم من الوظيفة العامة بسبب أنهم محسوبون على الحزب الاشتراكي ومع هذا لاذوا بالصمت والهدوء وليس لهم أي نشاط سياسي في إطار الحراك الجنوبي ولكن هناك مجموعة من الأشخاص لا يزيد عددهم عن عشرة أشخاص أغلبهم من الضالع هم كل حراك المهرة والسكان الأصليين لا تواجد لهم في أوساط هذا الحراك المزعوم وهذا أمر معروف ومكشوف لدى كافة الجهات الأمنية والقيادات المدنية والعسكرية في المحافظة ولكن هناك تهويل باسم الحراك من قبل هذه القيادات من أجل استثمار الحراك والنهب تحت بند حماية الوحدة والإخلاص للقيادة الرشيدة من أجل شفط الاعتمادات والمكافآت في مواجهة الحراك، فالسكان الأصليون للمهرة ما زال 90% منهم يفسرون الحراك بأنه إعادة نظام الحزب الاشتراكي، فيصفونه بالبلاء بحكم أنهم كانوا معقدين منه وأيضا يصفون حكومة الوحدة ببلاء فوق البلاء ويسمونها حكومة الرشوة بحكم انتشار هذه الظاهرة في المهرة بشكل مخيف. المهرة اليوم مدينة الغيظة عاصمة المحافظة تتمتع بمساحة واسعة وعدد من المباني والأحياء ولكنها تعيش حالة من الإهمال الواضح يتوسط المدينة شارع رئيسي واسع يعتبر واجهة المدينة بينما تتوفر هناك شوارع فرعية متعددة ولكنها تعاني من الانقراض والإهمال الواضح حتى على مستوى الشوارع الفرعية التي تقع حولها المقرات الحكومية مثل المحافظة ومؤسسة الطرق والخدمة المدنية، كل هذه الشوارع تعاني من الإهمال وعدم الترميم وإصلاح الأحزمة الطوبية المتهالكة التي على أطراف تلك الشوارع علاوة على الأوساخ المكدسة وانعدام عملية التشجير في الشوارع رغم توفر المساحة وكأن الجهات الحكومية والمسئولين في المهرة ينتظرون انقراض تلك الشوارع ثم طلب ميزانيات باسم إصلاحها، ومن عجائب مسئولي هذه المحافظة إتقان العشوائية إلى حد السماح لأحد أصحاب الفنادق بإغلاق شارع بكامله ثم تدميره من أجل حفر بيارة لمبنى الفندق الذي لم يضرب حسابه في توفير بيارة قبل البناء الذي شيد قبل سنوات والسبب يعود إلى أن مدينة الغيظة حتى الآن لم يتم تخطيط مجار لها، فالمدينة بكاملها بدون مجاري وصرف صحي كون التربة في مدينة الغيظة صخرية رغم أنها مدينة ساحلية ولكن تحيط بها الجبال من كافة الجوانب. حق الطماط أكد العديد من المواطنين لصحيفة الوسط أن في منفذي صرفيت وشحن لا يتم ختم جوازات المسافرين بتأشيرة الدخول أو الخروج إلا بمقابل مادي، ومن لا يدفع يتأخر جواز سفره لدى عباقرة فنون النهب وتحت حجة التمحيص وأضافت تلك المصادر أن الإتاوات المادية تطلب صراحة، مرة يقال لهم حق القات ومرة حق الطماط وهذا يعتبر أمراً معيبً ومخجلاً، فكيف يمكن للمواطن أن يرضى بوضع بلاده وهو يتعرض للنهب منذ دخوله البلاد وحتى خروجه وعلمنا أن هؤلاء الموظفين يفضلون الريال العماني عن اليماني وفي هذه لهم حق لأن استثمار ونهب المواطن سنة مؤكدة عند الحكومة التي وصلت إلى مرحلة من الوقاحة المفجعة، نأمل من جهة الاختصاص التأكد والتعامل بصرامة في هذا الجانب إذا كانت هناك قليل من النخوة في حكومة البلاء. السيول والرشوة في داخل مبنى محافظة المهرة شاهدنا المواطن صالح العوضي محمد كلفات من أبناء المهرة وهو يضج بلغة مهرية ويتحدث بحسرة وألم ويدور في داخل طارود المحافظة، لا يقر ولا يستقر وكأن عقرباً قد لدغه، كان في انتظار وصول الأمين العام للمحافظة واقتربنا منه وحاولنا معرفة قضيته وأوضح الحاج صالح كلفات أنه من متضرري السيول حيث جرفت السيول بئر مزرعته وأن صندوق معونات متضرري السيول زراعياً صرف له مبلغ ثلاثين ألف ريال فقط بينما صرف مبالغ أكبر لأشخاص لم تتضرر آبارهم وأكد كلفات إن عدد الآبار التي تضررت عشرون بئر بينما قاموا بتسجيل عدد مائتين بئر وتحدد المبالغ بقدر ما يدفع الشخص من رشوة.. ثم أخذ يصيح حتى تجمع نصف موظفي ديوان المحافظة وهو يردد والله يشتو رشوة الذي دفع رشوة يحصل تعويض، ثم أخذ يتحدث بالمهرية بصوت عال مشحون بالالم وبعد ذلك قمنا بالتقصي حول قضية متضرري السيول وأكدت لنا مصادر متعددة أن هناك أشخاصاً لا يملكون آباراً أصلا وتم تسجيلهم وتعويضهم بمبالغ كبيرة بينما المساكين والطيبون الذين لا يعرفون أزقة اللف والدوران مثل كلفات تم كلفتته بمبلغ ثلاثين ألف ريال. أما المتضررون من السيول أصحاب المنازل فقد قامت اللجنة بصرف مبلغ مائة وخمسين ألف ريال لصاحب كل منزل وقالت مصادر منهم أمام الامين العام إن منازلهم ما زالت مخربة ومستعدون أن يدفعوا للدولة مبلغ مائة وخمسين ألف ريال وعليها أن تصلح منازلهم.. والغريب في الأمر أين ذهبت تلك المليارات من الريالات التي قدمت للدولة كمعونات من كافة الدول وما زال المتضررون يعيشون في العراء وخارج منازلهم والناهبون اللصوص يتبخترون بتلك الأموال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.