عند دخولك للسوق بمدينة مودية تلاحظ بإن معظم المحلات التجارية والبسطات تتكدس امامها مخلفات الباعة والمتسوقين من الكراتين والاكياس البلاستيكية وعلب المياة الفارغة وعلب المشروبات الغازية وغيرها...!! وعندما تتجه صوب سوق (الحبوب) تلاحظ الفرق بين هذا الشارع والشوارع الاخرى....! فشارع الحبوب يمتاز بنظافته وترتيبه ولم تجد مايخدش جمال هذا الشارع ...!! تعجبت من هذا الشارع الذي يتميز بالنظافة دون سواه من الشوارع الاخرى التي تتكدس فيها مخلفات الباعة والمتسوقين...!! ولكي يزول تعجبي من هذه النظافة (النادرة) سألت احد الباعة عن سر النظافة في هذا الشارع بالذات، مع ان عمال النظافة لايقومون بعملهم في تنظيف الشوارع بحجة عدم استلامهم مرتباتهم لعدة اشهر...؟؟ فقيل لي بإن الاخوة (آل باعلي) الذين يمارسون مهنة التجارة والبيع والشراء في هذا الشارع هم من يقومون نهاية كل يوم وبعد مغادرة الزبائن وبعد ان تخف حركة زحام المتسوقين بتنظيف وكنس الشارع من اوله إلى اخره.....!! ولكي اقف على حقيقة ماسمعته ذهبت بنفسي لشارع الحبوب والتقيت (بآل باعلي) وسألتهم عن هذه النظافة والترتيب في هذا الشارع المميز والتي يلاحظها المتسوقون يومياً فقالوا : بعد الانتهاء من ممارسة اعمالنا في هذا السوق وبعد ان يغادر المتسوقون نقوم بإنفسنا بتنظيف الشارع وتجميع المخلفات ورميها في الاماكن المخصصة لذلك، او نقوم بحرقها...!! واردفوا : نحن نقوم بهذا العمل (التطوعي) يومياً ومنذ عدة سنوات ليبقى شارعنا نظيفاً مرتباً ...!! وبعد ان تأكدت مماسمعت وبعد ان وقفت على حقيقة نظافة شارع الحبوب قمت بإلتقاط صورة للشارع ثم امسكت قلمي لأدون هذه الكلمات البسيطة واستهلها بتقديم الشكر (لآل باعلي) شيوبتهم وشبابهم لهذا العمل الإنساني الذي يقومون به نهاية كل يوم ليحتسبوا الاجر والثواب من الله.... ثم لأوجه رسالة لبقية الاخوة التجار والباعة في سوق مودية ليحذو حذو (آل باعلي) ليقوم كل تاجر اوبائع مع نهاية العمل بتنظيف المساحة التي تقع امام متجره وتجميع المخلفات ورميها في اماكن رمي القمامة ...!! فإن حذونا جميعنا حذو (آل باعلي) لرأينا اسواقنا وشوارعنا ومدننا نظيفة وخالية من كل مايشوه ويخدش جمالها...! تحية من القلب (لآل باعلي) وقبلة اطبعها على جبين كل شخص منهم... وكتب الله لهم الاجر لإماطتهم الاذى عن الطريق.
