ليس من السهل فراق الأهل ورحيلهم ولكن هي الاقدار وحدها تكتب لنا ما تشاء وداعاً للقلب الطيب الذي توقف بعد أن رعى القلوب والأفئدة المعطوبة ووفَّى وكفَّى بطيبته وأخلاقه لعقود من الزمن عمل مع أجيال متعاقبة دون أن يترك خدشاً في قلب قريب أو صديق . وداعاً للأستاذ والمعلم والمتعلم وداعاً للنزاهة والصبر والتواضع والكفاءة والعطاء في زمن انتحار القيَّم وغياب المبادئ وداعاً للأدب والخلق العالي والأصالة في زمن صعب اختلطت فيه الاحزاب السياسية وداعآ لروح زكية اثرت فينا. الأستاذ/محسن محمدأحمدسعيدالحي الجابري بن هيثم من مواليد1959م يافع سرار محافظه ابينمسقط راسة منطقة آلمجزع قبيلة أل بن هيثم مكتب كلد المهنة معلم تربوي الحاله الاجتماعية متزوج ولديه عشرة ابناء 2 ذكور بسام وعبدالحي و8 اناث اطال الله في اعمارهم وغفر الله لوالدهم . لقد فارق الدنياءفي7يوليو لعام 2018 م اثر مرض عضال فارق به حياته بعد مسيرة عطاء عريضة ومشوار حياة في السلك التعليمي والعمل التربوي والاجتماعي بمحافظة ابين مديرية سرار وكذلك رصد تاركاً سيرة عطرة وذكرى طيبة وروحاً نقية وعبق اخلاقي وميراثاً من القيم والمثل النبيلة. فيا أيها الانسان الطيب والمربي المخلص ويا نبع العطاء والنهر المتدفق حباً لعملك يعز علينا فراقك في وقت نحتاج فيه الى امثالك من الرجال الأوفياء الصادقين. مهما كتبنا من كلمات رثاء وسطرنا من حروف حزينة باكية لن نوفيك حقك لما قدمته من علم ووقت وجهد وتفانٍ في سبيل تربية وتعليم أبنائك الطلاب والطالبات في يافع عامه وسرار خاصه. فقد علمتنا الأخلاق والقيم الفاضلة وغرست فيناحب العلم والمعرفة ونميت في اعماقنا قيم المحبة والخير والانتماء. ويالسعادتي وشرف كبير لي انني كنت واحداً من طلابك وتلاميذك في مدرسة الشهيد محسن علوي ناصر في منطقة المجزع في المرحلة الأساسية . فقد عرفناك معلماً هادئاً متسامحاً وملتزما بدينك وواجباتك ومهامك التربوية فقد علمتنا في المدرسة وخارجها وحملت الامانة باخلاص واعطيت للحياة والناس جهدك وخبرتك وتجربتك وحبك للجميع. واعطيك كل مالديك بلا حدود دون كلل أوملل ان مهنتك ورسالتك هي من أصعب المهن وأهم الرسالات رسالة العلم والتربية بكل ما تحمله في طياتها من المعاني التي في صلبها بناء الانسان وبناء الوطن وبناء جيله المتسلح بالعلم . تمتع الاستاذ الجابري بخصال ومزايا حميدة جلّها الايمان ودماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب متميزاً بالدماثة والتواضع الذي زادة احتراماً وتقديراً ومحبة في قلوب الناس والطلاب وكل من عرفة والتقى بة . وهل هناك ثروة يبقيهاالانسان بعد موته أكثر من محبة الناس ؟ فلقد كان ابو بسام معلمآ محبوبآ ومصباحآ متوج بالعلم وجدول عطاء وتضحية ونموذجاً ومثلاً يحتذى في البساطة والرقة والعطف والحنان وسمو الاخلاق وطهارة النفس والروح ونقاء القلب والعفوية والتسامح. لقد غيبك الموت استاذنا ومعلمنا ومربينا الوفي "جسداً، لكنك ستبقى في قلوبنا ما بقينا على قيد هذه الحياة ولن ننساك وستظل بأعمالك ومآثرك وسيرتك نبراساً وقدوة لنا . نام ابو بسام قرير العين ومرتاح البال والضمير فقد أديت الامانة وقمت بدورك على أحسن وجه فالرجال الصادقون أمثالك لا يموتون بل إحياء عندربهم يرزقون. وكما قال الشاعر خلَّفْت في الدنيا بيانًا خالدًا وتركْت أَجيالاً من الأبناءِ وغدًا سيذكرك الزمانُ ان لم يَزلْ للدِّهر إ نصافٌ وحسنُ جزاء تغمدك الله استاذنا بوسيع رحمته وأسكنك فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.