رغم تسابق العبرات في منحدر الغياب .... ورغم تدافع الدموع في ضباب الكلمات الهائمة أسىً ولوعه وحزن ...نقول: الحمدلله على كل حال. كان الظن أن الرجال أصحاب الهمم العاليه والقلوب الطبيه لايرحلون هكذا بسهوله حتى جاءنا النبأ والفاجعه برحيل وغياب الرجل الوفي والمخلص والبار ابيض اليدين الذي لم نسمع يومآ قط الآ عن شهامته وكرمه وجوده وتواضعه وحبه للخير . أنه العميد فضل علي بن علي غانم البوكري ذلك الرجل المعروف عند الجميع والغني عن التعريف بدثامه أخلاقه وأصالته وشهامته. من اين ابدأ فيك رحلة كلامي ،وانت الكلام كل الكلام؟! ابا عميد ايها الأصيل الوفي المخلص الذي قضى حياته من التواضع الى التواضع....من اين ابدأ وانت مفرد بصيغه جمع،اندغمت فيك المتناقضات...جمعت الرقة،والصلابة الشفافية والقوة الدثامه والتواضع فتلونت شخصيتك وتنوعت حياتك تتنقل فيها من محطة الى محطة بين مدارج ذات قوام واحد:الصبر والثبات،والعزم والعزيمه،والارادة والحق،والعزه والتواضع...حقآ فكم هي قاسية لحظات الوداع والفراق التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة،وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة ،ونختنق بالدموع....لقد فارقت الدنيا بعد مسيرة عطاء عريضة ومشوار حياة في السلك العسكري والعمل الأمني ،تاركآ سيرة عطرة ،وذكرى طيبة وروحآ نقية وعبق اريج نرجسيه وشذا شجرة برتقال يافيه ،وميراثآ من القيم والمثل النبيلة. ابا سهيم أن العطاء في الحياة سر من اسرار الخلود ،وسر عرفته وعرفت كيف تجعله نهجآ ونمآ لحياتك،فمهما حاول الموت ،لن يمحو ذكر من اعطى كل هذا العطاء. فيا ايها الانسان النبيل والطيب والمخلص ،ويا نبع العطاء والنهر المتدفق حبآ لعملك ،يعز علينا فراقك ،في وقت نحتاج فيه إلى امثالك من الرجال الاوفياء الصادقين.....فمهما كتبنا من كلمات رثاء وسطرنا من حروف حزينه باكيه،فلن نوفيك حقك لما قدمته للجميع. حقآ لقد كنت قدوة ونموذجآ ومثلآ يحتذى في البشاشه والبساطة والوداعة والرقه والعطف والخير وسمو الاخلاق وطهارة النفس والروح ونقاء القلب والعفويه والتسامح واعطيت كل ما لديك بلا حدود ودون كلل أو ملل. ابا سهيم ووضاح وعنيد وعميد لقد تركت برحيلك ذكرى غاليه لكل من عرفك أو سمع عن مناقبك ،واستحققت الثناء من الجميع دون استثناء،فقد كنت نعم الرجل المخلص لأهله ولوطنه ومن الرجال الفاضلين الساعين لأعمال الخير ،حقآ لقد وقفت الى جانب الجميع وخدمت الجميع دون كلل أو ملل . حقآ ابا سهيم رحمك الله انك من الرجال القلائل الذين يتركون حزنآ كبيرآ وابديآ في قلوب محبيهم وكل من عرفهم ،انك رجلآ لم نجد له مثيل وقل أن يجود الزمن بامثالك. والله ماعرفك الناس إلا رجلآ متواضعآ سامي الاخلاق عابدآ بارآ متصدقآ ....فإلى جنات الخلد ايها الحنون العطوف ،فانك وان رحلت من دار الفناء الى دار البقاء فإن ذكراك العطره ستبقى راسخه في قلوب محبيك ،وانك ستجد اعمالك الخيرة في ميزان حسناتك باذن الله تعالى. لاشك اننا سنفتقد صوتك ،كلماتك،شهامتك،انسانيتك،وصورتك البهيه الراسخه في ذاكرتنا. نعم قرير العين وباسط اليدين فاعمالك خير دليل على كرمك وشهامتك ونخوتك وأصالتك.....نم قرير العين يا صاحب المواقف النبيله فخصالك الكريمه لايمكن أن تعد أو تحصى ولايمكن أن يكتبها قلم أو يدونها كاتب ،فقد كنت قيمهً عظيمهً أضاءت ايام العتمه الشديده عن كثيرين ،وسوف تظل تعكس ضياءها طول الدهر. نعم قرير العين فلقد تركت وراءك من نهل سمو تربيتك واستمد من كرم اخلاقك الكثير ،وكما يقولون لاتموت ذكرى رجل خلف وراءه انحالآ كرامآ نهلوا حسن التربيه وتزينوا بعظيم الاخلاق من مدرستك وهم لم يتوانوا عن إكمال مسيرتك والتحلي فخصالك. ابا وضاح لقد غيبك الموت جسدآ لكنك ستبقى في قلوبنا مابقينا على قيد الحياة ،ولن ننساك ،وستظل بأعمالك ومآثرك وسيرتك نبراسآ وقدوة لنا. ابا عميد لقد كنت عظيمآ في حياتك وانت اليوم عظيم بعد مماتك! فطوبي لك ايها الاب المخلص الذي جعل الحنين فاكهة وسيج الحيرة والحزن بزهرة النرجس يفوح عطرها فيعبق الجوء بها. حقآ فبرحيلك لقد فقدت الصبيحه عامه والبوكره خاصه خيرة رجالها الذين لم نجد لهم مثيل ويصعب على الامهاتهم أن يلدن من أمثالهم . تغمدكم الله بوسيع رحمته وأسكنك فسيح جناته وجعل الله قبرك روضه من رياض الجنه ،وانا لله وانا اليه راجعون.