يطل علينا يوليو من جديد ..ليذكرنا بنكبتنا ..ونكستنا ..وهزيمتنا ..وضياعنا ..وتمزقنا ..يذكرنا بخيبتنا ,وانانيتنا..التى كان هذا اليوم نتيجة حتمية لها . 7يوليو في الذكراة الوطنية الجنوبية ..يوم أسود ..يوم داست فية سنابك خيول ومجنزرات الشمال أراضي عدن ..لتسقط الدولة والشعب ..وتنشر الفساد والارهاب بين أوساطة..وتنهب كل ما طالتة يدها من حجر وبشر.. 7يوليو ..لازالت تفاصيل ذلك اليوم عالقة في ذهني رغم طفولتي حينها ..كانت شمس ذلك اليوم غير الشمس ..ورياح ذلك اليوم غير الرياح ..الأرض والشمس والبشر كانوا مفجوعين وغاضبين وحائرين ..لايعرفون ماذا حل بهم . كنت اقرأ عنواين الهزيمة ..وتفاصيل الانكسار..في ملامح الأطفال والنساء والشيوخ ..كانت عيونهم ممئتلة بالحيرة ..واوداجهم محتقنة بالغضب ..وقلوبهم ترتجف خوفاً من فتك الجنود القادمين من أدغال وكهوف الشمال, مقابل ذلك كانت ملامح الزهو والنصر والغطرسة والاستعلاء في وجوة الجنود والضباط الذين اتوا على الآخر واليابس لينشروا الرعب بين أوساط المجتمع .. في ذاكرة الأمم أيام تاريخية لم ولن تنسى ..فلن تنسى بغداد الهجوم المغولي(التتاري) عليها ..ولن تنسى اليابان هروشيما ونجازاكي ...ولن تنسى مصر العدوان الثلاثي عليها ..ولن ينسى الجنوب يوم الارض ,يوم السابع من يوليو (الأسود). 7 يوليو ..يجب ان يخلد في الذاكرة الوطنية للجنوب ..ويتم تجسيده في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية والإنسانية ..نرضعة أطفالنا ..ويقتات علية كبارنا ..حتى لا تقع الأجيال القادمة ..في الحفرة التي وقع بها أو( أوقع) بها أبائهم ..وحتى يظل هذا اليوم عبرة لهم ومعلم يردعهم عن التمادي في الخلاف فيما بينهم . من رحم يوليو ..ومن خيبات الانكسار ..لم يستسلم الجنوب ..بل ظل يقاوم بأشكال مختلفة ..رافضاً هذا الواقع المفروض بقوة الإرهاب والحديد والنار ..وباحثاً عن حريتة وكرامتة ووطنة المسلوب ..حتى أنبثق في 2006 ..حراكة الجنوبي العظيم ..متوجاً كل التحركات وكل أشكال المقاومة التي بدئت بعد الحرب المشؤمة مباشرة . واليوم ..نحن على عتبة جديدة ..يخطو بها الجنوب إلى الأمام ..في طريقة لإستعادة حقه ومكانتة الطبيعية بين الأمم ..وبتلاحم جنوبي تاريخي ..من أجل الحاضر ..والمستقبل ..والعيش الكريم..لاننسى ان نرفع آيات العرفان لكل شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل حرية الجنوب الأرض والانسان ..ونعاهدهم على المضي قدماً في الطريق الذي رسموه بدمائهم ولن نحيد عنة.. النصر لنا....