* يحدثك الصناعنة عن الثورة التي سرقت.. والبيعة والثمن.. والساحات التي كانت عامرة بمالذ وطاب من الابرة الى الصاروخ.. اليوم الناس مشمئزون من الساحات.. ولايرون أن بقاءها له مايبرره.. *خرجت بعد صلاة الفجر كعادتي كل يوم، في سفر وحضر، وكانت صلاة الفجر الجماعة قد انتهت بقليل لكن الظلام مازال ملق بأثره، كنت اسكن بفندق بالتحرير، أيضاً كما اعتدت لسنوات طويلة، طفت بالمسجد الأول فإذا به قد أقفل أبوابه والثاني كذلك، ولم أجد لدى بعض الجند، من المتواجدين للحراسة هنا وهناك في الميدان، من جواب عن معرفة جامع مفتوح؟ توجهت صوب ساحة التحرير، كانت الخيام أمامي فارغة.. خفت أن يفوتني الوقت، طلبت من أحد الموجودين، وكان يطوي مايمكن تسميته بالفراش، ماأصلي عليه فتكرم مشكوراً بكيس من النايلون الأبيض، فصليت وحمدت الله على ذلك..
* رمقت الساحة مرة أخرى، لا أثر لمعتصمين، لكن بقايا شعارات تندد وتتوعد، وتؤيد الرئيس الصالح موجودة، لكن المناصرين غادروا، كما علمت من بعض من كان يتابع أخبار الساحة، من جيرانها أصحاب المحلات.. وعلمت أنهم لايحضرون إلا نادراً ، وفقط لاثبات أحقيتهم بمستحقات وُعِدوا بها.
*وجهت وجهي صوب ساحة التغيير.. ممنياً النفس برؤية شكل ساحة المنتصرين.. فوجدت الأمر مختلف في الشكل، لكنه متشابه في الجوهر.. *خيام منصوبة، لكن الرفاهية غزتها.. علت من الأرض جدران من الطوب، ونصبت أجهزة الستلايت، ووضعت التلفزيونات في الخيام ورتبت المساند الوثيرة، صحيح الوجبات قلصت وجبة، لكن الحال مازال منصوباً.. الساحة بامتدادها مكتظة.. لكن الفعاليات غائبة.. والناس في المحلات ممتعضون ضجرى من بقاء الخيام.. ويحكون لك بمرارة عن واقع الحال والمآل ..
*يحكون لك عن ثورة سرقت في وضح النهار.. وساحات تحولت لمسكن لطلاب المحافظات والعاطلين.. ومصالح معطلة.. وبهتان يجري تسويقه.. في الفضائيات باسم الثورة المذبوحة.. * يحدثونك عن الشهداء والذين ضحوا بدمائهم.. ويحكون لك حكايات ماتبقى من الثورة..