إن استطعتم أن تُدفنوا رفاتي في جوف حروفي ففعلوا ذلك بعد مماتي. يسألني الكثير من الاصدقاء والمحبين والمتابعين لما أكتب فيقولون ، لماذا تكثر من الكتابة ، فأصمت عند البعض وأجيب للبعض الأخر بما يكفي الرد عن سؤاله فقط .
ولكن هناك في أفكاري الكثير والمثير من الإجابات عن هذا السؤال الكبير.
أكتبُ لأن الكتاب الشيء المفضّل لديّا أولاً ، ثم أني أشعر أني خُلقت لرسالة عظيمة أحب أبلغها للبشر.
أتوقف عن الكتابة ثم أجيب على أديب فكري وكاتب صغير يسكن خيالي ويحك ماذا تقول : أحسبت نفسك نبيا ؟! عذراً لستُ سوى عبد مسكين عشق الحروف حد الثمالة.
لكني أعيش في عالم غير عالمي ، فأنا لا أحب الاختلاط كثيراً مع البشر ، أميل إلى الوحدة والسكون ، أغيب في التفكير كثيراً حد الجنون.
أهدم شيء من جدار الحجب ثم أسافر في عالم آخر حتى أظن الموت لي هو الحياة.
أتألم للفقير ، وأحزن مع كل مسكين ، انتصر للمظلوم واحترق بنار الظلمة بكل ما أوتيت من قوة وصبر.
أجد نفسي إماما ، فا بدء بالنصح وخطيباً فألجأ للحديث عن كل خير ، ثم ما ألبث أن أصير ثوريا وثائراً.
وهناك في معبد النور أقف أنادي العدل واطلب المساوة لكل هذا وذاك احترفت فن الكتابة أحبتي.
الكتابة في شرعي هي رسالة سامية ، لا أفكَّر فيها بالمادة ولا المال ، مهما كانت حالتي. ولأن الكتابة رسالة مقدسة في ملتي ، اتخذت العمل في الجانب التجاري والهندسة مصدر رزق لي ، كي لا تُفكر نفسي بتغير وتحويل هدفي السامي في الحياة.
الكتابة بالنسبة لي نوع من العبادة العقلية يصلَّي فيها خيالي في محراب الكلمة الطيبة والسطور السامية بدون النظر إلى ما يقوله الآخر عني.