د. شادي باصرة شهدت المنطقة حملات مقاطعة كبيره لأمريكا والدنمارك وإسرائيل وتكللت كل تلك الحملات بالفشل فلم تحدث تلك الدعوات حتى خدوش في اقتصادات دول المقاطعة، بل ولم تؤثر تلك الحملات الشعبية على علامات تجارية منها ماكدونالد وستاربكس والتي استمرت في نموها في الشرق الأوسط و بإرباح خيالية. كان خيار تلك الحملات "نقاطع بالبديل" فالعرب لا يصنعون شيئا؟ في المقابل يخرج علينا أردوغان اليوم ليتحدث بطريقة مبتكره ليقاطع "بصنع البديل" بل وتمادى في سقف طموحاته ليكون البديل ليس للاكتفاء الذاتي لكن بفائض كبير للتصدير. أدوات الفكرة موجودة فتركيا دولة صناعية ناشئة بمعدل نمو سريع وصل لأكثر من 2 بالمئة متفوقة على اقتصادات دول عظمى مثل المانيا واليابان في الربع الثاني للعام 2018. عامل أخر قد يساهم في نجاح تلك الخطوة هو التعاطف الكبير التي تحظى به تركيا في وطننا العربي، والذي ساهم في تشكيله نظرية المؤامرة وخصوصا من أصحاب الخلفيات الإسلامية لدعم الليرة والمنتجات التركية، فدولنا ليست غير سوق استهلاكي يتنافس عليه الكبار وحتى "أشباه الكبار". أيضا، لتركيا تجارب كبيره في مجال الصناعة، بل وأثبتت قدرات عالية في الاستفادة من الازمات لصالحها الاقتصادي، واهمها ضمور المنافس الصناعي الوحيد في الشرق الأوسط "حلب" بفعل الحرب التي شاركت فيها تركيا بفعالية كبيرة! تحدث البروف أيوب الحمادي ان تركيا عملت بجهد حثيث مؤخرا على تحويل مدخراتها المالية إلى ذهب وهي بهذا التحرك تجاري تحركات اقتصادات عظمى مثل الصين وروسيا، لهذا تشهد الليرة هذا الترنح بفعل معالجات يصفها خبراء بالجريئة لهذا البلد الذي يعيش تجاذبات سياسية مختلفة منذ حدوث ازمة يوليو 2016. فهي على ما يبدو تضحي بعملتها مقابل النمو الاقتصادي، وهذه مقامره هي الأيام وحدها كفيلة لتكشف لنا كيف ستكون النتائج؟ اعتقد ان كل عقلاء العرب يتمنون ان تتعافى تركيا، فنحن لسنا حمل انهيار دولة كبيره اخرى في المنطقة، لكننا نتمنى من تركيا دعم استقرار المنطقة فحصارها بات يعزلها عن محيطها الغربي، لهذا فالأولى ان تساهم في اخماد النيران في متنفساتها واسواقها في العالم العربي واهمها سوريا واليمن.